الخبر وما وراء الخبر

فشل التحالف الثلاثي بمعارك جنوب مأرب .. القاعدة تفقد أمراء من أفغانستان والعراق وسوريا وتضع التحالف في مأزق كبير

13

يوما تلو الآخر تتكشف طبيعة العلاقة بين مرتزقة تحالف العدوان من مليشيات الإصلاح وغيرها من التنظيمات الإرهابية “القاعدة وداعش”، بعد أن عمد تحالف العدوان على توطيد صلاته بباقي جماعات الإسلام السياسي والدموي.

إذ أدركت مرتزقة تحالف العدوان أنها لم تعد قادرة في الصمود على الأرض، امام طوفان التقدم الميداني المتسارع لقوات حكومة الإنقاذ، وأن الحل يكمن في ممارسة الإرهاب والعنف والفوضى على نطاق واسع مما قد يساعد مجنديها من التواجد على الأرض ولو لفترة زمنية محددة لعل وعسى أن تجد فرجاً للخروج بماء الوجة من المستنقع اليمني.

مصالح في الخفاء وعداء في العلن

التحالف الثلاثي بين قوات تحالف العدوان وميليشيات الإصلاح والقاعدة يحدث الآن على نطاق واسع ومكشوف في معارك جنوب مأرب، على الرغم من محاولات الإدارة الأمريكية التستر عليه بإيهام الرأي العام الدولي والمحلي أنها تحارب تنظيم القاعدة الإرهابي وتستهدف بطائراتها بدون طيار عناصره في جبهات مأرب.

قوات تحالف العدوان ومليشيات الإصلاح في مأرب، استعانت بعناصر تنظيمي “القاعدة وداعش” في خضم محاولاتها في التصدي لزحف قوات حكومة صنعاء، والتقدم باتجاه أسوار مدينة مأرب الشمالية والغربية، وعمدت على أن تكون الصفوف الأولى من مقاتيليها منتمين إلى التنظيمين الإرهابيين، غير أن هذا التحالف الثلاثي فشل فشلاً ذريعاً بعد أن تمكنت قوات صنعاء من تطهير مديريات الجدعان ورغوان ومدغل والكسارة وجبال البلق والمشجح والسيطرة على أهم معسكرات مرتزقة تحالف العدوان في تلك المناطق.

ويبدو واضحا أن فشل مرتزقة تحالف العدوان في التصدي للتقدم السريع لقوات صنعاء باتجاه مدينة مأرب من الجهة الشمالية والغربية للمدينة دفع مرتزقة تحالف العدوان ومليشيات الإصلاح للاستعانة بالعناصر الإرهابية لفتح جبهات جديدة في مناطق أخرى بمحافظات الضالع وتعز وكذا محافظة البيضاء وشبوة التي تندرج ضمن ما يسمى بمحور بيحان التابع مرتزقة تحالف العدوان والتي تنسق مع المليشيات الإرهابية، لتخفيف الضغط عن مجنديها وأدواتها في جبهات أسوار مدينة مأرب.

إلا أن النتائج على الأرض جاءت عكسية وبما لا تشتهيه سفن تحالف العدوان، حيث تمكنت قوات صنعاء التصدي لتلك المحاولات وتطهير محافظة البيضاء بالكامل والعديد من مديريات محافظة شبوة ومديريات جنوب محافظة مأرب خلال فترة زمنية قياسية، لتضيق قوات صنعاء الخناق أكثر على مرتزقة تحالف العدوان وأدواتها الإرهابية داخل مدينة مأرب وتتقدم باتجاه البوابة الجنوبية للمدينة.

ولعل أكبر خسارة تجرعتها مرتزقة تحالف العدوان في معارك مأرب والبيضاء، تمثلت في إنكشاف المستور حول طبيعة علاقتها بالجماعات المسلحة المتطرفة والعناصر الإرهابية، وفضح أكذوبة محاربتها للإرهاب.

جرائم على طريقة القاعدة وداعش

وتتجسد العلاقة بين مرتزقة تحالف العدوان وباقي التنظيمات المسلحة المتطرفة بما فيها مليشيا الإصلاح وعناصر التنظيمات الإرهابية “القاعدة وداعش” بشكل واضح في معارك محافظة مأرب، إذ أن طريقة إعدام الأسرى بالذبح والدهس بالعربات العسكرية يعبر بالأساس عن طرق وأساليب معروفة بالتنظيمات الإرهابية التي دأبت على نشر جرائمها على نطاق واسع حول العالم، كما أن العيش بسلام مع العناصر الإرهابية داخل المحافظة كشف العلاقة الخفية بين مرتزقة تحالف العدوان وغيرها من المليشيات المحسوبة على تيارات الإسلام السياسي والدموي.

ففي 15 أغسطس الماضي، أعدمت ميليشيا الإصلاح 3 من الأسرى والمختطفين في “سجن الشرطة العسكرية” التابع مرتزقة تحالف العدوان، واصابة 6 أخرين جراء انتفاضة المساجين ضد سوء المعاملة وقساوة التعذيب وقطع الدواء عن المرضى المختطفين في مأرب.

وفي 31 أغسطس الماضي، أقدمت الجماعات المسلحة الموالية مرتزقة تحالف العدوان على قتل 4 من أسرى قوات صنعاء بطريقة وحشية، من خلال دهسهم أحياء بعربات عسكرية في منطقة “آل شبوان” بوادي عبيدة.

وأقادت مصادر محلية في مأرب أن الشيخ “علي حسن بن غريب” القيادي العسكري في ميليشيا الإصلاح في مناطق عبيدة والمكلف من الحزب بالتنسيق مع عناصر القاعدة وداعش وجه مقاتليه بدهس الأسرى الأربعة.

كما جاءت عملية قطع رؤوس الأسرى بطريقة بشعة الأسبوع الماضي، في منطقة “بني عبد” بمدبرية العبدية، لتؤكد أن العناصر الإرهابية المحاصرة فيها تنتمي لعناصر “القاعدة وداعش”.

العبدية بؤرة الإرهاب

الأمير ياسر العمري قتل في العبدية
المعارك بين قوات صنعاء ومرتزقة تحالف العدوان في مديرية العبدية، أسقطت أخر أوراق التوت عن سوءة تحالف العدوان والتيارات المتطرفة والإرهابية، ووضعتها في مأزق لا يحسد عليه.

وجاء نعي القاعدة الجهادية في جزيرة العرب لأحد أمراء التنظيم قتل أثناء قيادته لأحد الألوية العسكرية التابعة مرتزقة تحالف العدوان في جبهة العبدية، ليؤكد خفايا التحالف الخفي بين تحالف العدوان والقاعدة.
وأكد بيان صادر عن قاعدة الجهاد التابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب (ولاية اليمن): “أن القائد “ياسر العمري” المُكنى “أبوطارق العمري” الذي كان له مسيرة طويلة من القتال في صفوف التنظيم الإرهابي بدءً من إفغانستان مروراً بأرض العراق والشام”.

وأوضح بيان القاعدة، أن الصريع “ياسر العمري” كان ضمن المطلوبين لأجهزة الاستخبارات الأمريكية.

وكشف البيان، أن أميرالتنظيم الإرهابي “العمري” قبض عليه في السعودية ووضع في سجون “آل سعود” لعدة سنوات قبل أن تقوم السلطات السعودية بالأفراج عنه وإرساله قبل 5 سنوات للقتال في اليمن.

وأوضح بيان القاعدة، أن الصريع العمري قاتل في صفوف مرتزقة تحالف العدوان مع عناصر التنظيم الإرهابي رافضاً الاستسلام لقوات صنعاء في جبهة العبدية حتى قتل فيها مساء السبت الماضي.

وجاءت عملية قطع رؤوس الأسرى بطريقة بشعة في منطقة “بني عبد” بمدبرية العبدية، لتؤكد أن العناصر الإرهابية المحاصرة فيها تنتمي لعناصر “القاعدة وداعش”.

القاعدة خسرت اليوم الإثنين، الشيخ “ناصر أحمد السعيدي”، أحد أبرز قادتها العسكريين في جبهة العبدية.

كما خسرت القاعدة في مأرب، العشرات من أمراء التنظيم معظمهم من الجنسيات الأجنبية في المعارك التي شهدتها جبهات الكسارة والزور وسلسلة جبال “البلق”.