التدخل الميداني في سوريا لإنقاذ داعش والقاعدة أمريكي أم سعودي؟
بقلم / حسن الوريث
أعلن النظام السعودي أنه سيتدخل في سوريا ميدانياً ولذلك لمحاربة الإرهاب كما جاء في الإعلان وعلى الفور تلقفت الإدارة الأمريكية هذا الإعلان وقالت إنها تدرس هذا الخيار ومدى المساعدة التي يمكن أن تقدمها للنظام السعودي في هذا التدخل بما يكفل نجاح أهدافه وهذا هو الوضع الطبيعي لأن السعودية هي مجرد ذيل تابع لأمريكا وتنفذ توجيهات البيت الأبيض في كل شيء ومما لا شك فيه أن هذا التدخل المرتقب جاء بعد الهزائم المتتالية التي يتلقاها تنظيم داعش وتنظيم القاعدة على أيد الجيش السوري الذي يتحرك بقوة لتطهير الأراضي السورية من هذه الجماعات وبالتالي فهذا التدخل بالتأكيد سيكون لمحاولة إنقاذ هذه الجماعات الإرهابية التي عاثت فساداً في سوريا على مدى السنوات الأربع الماضية .
ولو كانت السعودية يهمها أمر هذه التنظيمات الإرهابية ومحاربتها لكانت أولاً تدخلت من أول يوم حتى تكفي الناس شر هذا التمدد الذي حصل لتلك الجماعات والتغول الكبير والتدمير الذي نال سوريا بسببها ولو فرضنا جدلاً أن السعودية تريد حقاً محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية لكانت قامت بإجراءات أكثر قيمة من التدخل الميداني العسكري وأهمها قطع التمويل على تلك الجماعات ومنعت مواطنيها الذين يشكلون 60 بالمائة من عناصرها من السفر والمشاركة فيها فالعالم يعرف أن السعودية هي المنبع الأول للإرهاب والتنظيمات الإرهابية بلا شك فكرياً ومادياً ولوجيستياً وهذا غير خاف على أحد وباعتراف النظام السعودي الذي قال المتحدث بإسم داخليته أن النظام المالي لبلاده سبب تمويل القاعدة بمليارات الدولارات وهذا الإعتراف بمثابة محاولة للهروب من الحقيقة الواضحة التي مفادها أن التمويل للإرهاب والجماعات الإرهابية سعودي بامتياز ولن يغير منه الهروب إلى مشكلة عجز النظام المالي عن كشف حقيقة التمويل الذي يعرفه الجميع وباعتراف عناصر التنظيم أنفسهم .
ومن يعود إلى الوراء قليلاً أي إلى بداية نشأة تنظيم القاعدة على ايدي أمريكا والسعودية والمليارات التي جمعها النظام السعودي لدعم ما أسماه في ذلك الوقت الجهاد في أفغانستان لمحاربة الشيوعية المتمثلة بالاتحاد السوفيتي أنذاك وكيف أنه تم إنشاء جمعيات ومؤسسات تسمى خيرية لمساعدة المجاهدين في أفغانستان وتحت نظر النظام السعودي ومرأى ومسمع منه ومن أمريكا بل أن هذه الجمعيات لها فروع ومراكز في أمريكا ودول أوروبا وهنا في اليمن كان لنا نصيب من تلك الجمعيات التي ظلت تعمل تحت لافتات متنوعة وكان يتم من خلالها استقطاب وتجنيد الشباب للسفر إلى باكستان وأفغانستان للجهاد كما كان يدعي وكلنا نعرف أن أولئك الذين شاركوا في الحرب ضد الروس في أفغانستان هم الذين يقودون التنظيمات الإرهابية في كل الدول العربية من اليمن إلى سوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس والجزائر ونيجيريا وتشاد وحتى الكاميرون وغيرها بمعنى أن النظام السعودي يعرف تماماً تلك الجمعيات والمؤسسات التي تجمع الأموال وتجند الشباب ويدعمها بل أنها تعمل بتوجيهات مباشرة منه ولن يفيده هذا الهروب الذي حاول أن يقوم به بإلقاء التهمة على النظام المالي العاجز فهذا الإعتراف سيد الأدلة الدامغة على تورطه في دعم الإرهاب وتمويل الجماعات الإرهابية بالمال والعناصر .
اعتقد أن إعلان النظام السعودي نيته التدخل في سوريا ميدانياً هو من اجل إنقاذ تلك الجماعات الإرهابية وليس من أجل محاربة الإرهاب كما يدعي وذلك بعد أن أيقن أن هذه الجماعات التي تعمل بأوامر مباشرة منه في طريقها إلى الإنهيار التام وخاصة في ظل ما يحققه الجيش السوري من انتصارات كما حصل في اليمن حين تدخل النظام السعودي في اليمن لإنقاذ جماعته وأياديه بعد أن خرج القرار من أيديهم وبالتالي كان لابد من التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكنه فشل وسيفشل في سوريا وفي كل مكان لأن الشعوب بدأت تعي حقيقة هذا النظام الإرهابي الذي يقتل ويدمر الشعوب بإسم الإسلام سواء كان بطريقة مباشرة منه أو بطريقة غير مباشرة من خلال أياديه التي تسمى القاعدة وداعش وغيرها من الجماعات والتنظيمات الإرهابية وبالطبع فهذه التدخلات كلها أمريكية على اعتبار أن أمريكا هي السيد المطاع لهذا النظام وبالتالي فأمريكا لا تريد أن تصطدم مباشرة لكنها تحرك السعودية ودول الخليج مثل قطر والإمارات لتكون هي الواجهة وفي الحقيقة فأمريكا هي من يقتل العرب ولكن بواجهة سعودية.