الخبر وما وراء الخبر

تعز!! بداية النكبة والحل

22

بقلم / دينا الرميمة

في خضم الاحداث الكارثية التي تعيشها تعز وماآلت اليه الأوضاع هناك حيث يتصدر الخوف وانعدام الأمان قائمة المشهد المأساوي الذي اصبح جزء من حياة الناس الذين اصبحوا يترقبون الموت في اي لحظة على أيدي ابنائهم الذين بيوم تمخضتهم تعز ليكونوا حماة لها ودرع حصين ضداي خطر يتهددها وماكانوا إلا سلاح يطعنها في خاصرتها و يزرعون الخوف والرعب في كل مكان يحطون فيه اقدامهم وينشرون رائحة الموت في شوراعها وحواريها وكل ركن من اركان تلك المدينة المنكوبة

هي احداث جعلتني اعود بشيئا من الحنين مع ذاكرتي إلى الماضي وتحديدا إلى سنوات ما قبل العدوان السعودي الامريكي على يمننا الحبيب لنحط رحالنا على مدينتي تعز النائمة في احضان جبل صبر الشامخ تعز الحالمة بمستقبل يليق بجمالها وبالسلام الذي توزعه بائعات الورد في طرقها وجبالها، تعز الثقافة وعاصمة المثقفين ، مدينة الفضول وايوب اللذين هاما في حب اليمن فكتب احدهم لأجل عيناها شعرا وغزلا وغناها الأخر لحنا جميلا ردده بعده كل ابناء اليمن “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا”
تعز بقلعتها القاهرة لكل الغزاة الذين تعاقبوا على اليمن، تعز شرارة ثورة 11فبراير والتي اشعلها أبناء تعز رفضا للنظام السابق الذي لطالما تعمد اذلالهم وتهميشهم وتجويعهم ومنها انطلقت الثورة لتعم كل أرجاء اليمن لاسقاط نظام استبد بالحكم لثلاثة وثلاثة سنة حتى اسقط.

وظلت تعز مصدر فخر لكل يمني
الى اللحظة التي جاء بها العدوان السعودي الأمريكي على اليمن وفيها ارتفعت أيدي ابناء تعز لتلوح لسلمان بالشكر وتدعوه لمزيد من الغارات ومزيد من الدعم وكلما ارتفعت اصواتهم بالشكر كلما ازدات رغبة المحتل بالأذية لهذه المدينة
ومن هنا بدأت نكبة تعز؛!!

من هنا البست تعز ثوب غير ثوبها وهوية غير هويتها اليمنية المعروفة بالرفض القاطع لكل اشكال الاحتلال والغزو فوقعت تعز لقمة سائغة بيد دول العدوان التي استطاعت ان تنتزع الثقافة من عقول ابناء تعز وتستبدلها بثقافة الكراهية والمناطقية والمذهبية فكان أول ضحاياها هم ابناء تعز من يحملون النسب الهاشمي او من يرفضون العدوان على بلدهم ليتوجه اليهم السلاح مباشرة قتلا وذبحا وسحلا على ايدي اخوانهم من تقاسموا هذه الجغرافيا ولقمة العيش سويا لمئات السنين !! من هنابدات حرب الهويات القذرة في ظل صمت من عقال ومشائخ تعز وهم يرون ابنائهم وقد صاروا سلاح موجه ضد بعضهم البعض ارتزاقا وطعنا في اليمن فكان صمتهم هذا و تبرير البعض للجرائم التي ارتكبت في تعز ضد ابناء آل الرميمة والجنيد هو اللبنة الأولى لمشروع القتل اللامنتاهي في تعز وكانت جرائم السحل والقتل لوحة سوداء شوهت معالم تعز وثقافتها وكل شيء جميل في تعز

صارت تعز مرتعا خصبا للعمليات الداعشية وصار الموت ولاشيء سواه هو المخيم على حياة الناس في تعز!!

هكذا ارادوها وفعلا كانت كما ارادوا وشاؤوا!!
هاهي اليوم تعز وأهلها يعانون الأمرين جراء ماتفعله الأيادي المتنفذة من ابنائها امثال غزوان وغدر أطفال وخلائف حمود المخلافي الذين سلحتهم السعودية والأمارات لأرتكاب ابشع المجازر والجرائم من القتل بدم بارد والأغتصابات والسرقة والسطو على ممتلكات الناس وبث الرعب وإقلاق السكينة ،إلى جانب مافعلته بهم الحرب الأقتصادية من مأسٍ الجوع والفقر خاصة بعد تعدى سعر الدولار الألف ريال يمني وارتفعت الاسعار بشكل جنوني ، ماجعل الناس يخرجون عن صمتهم معلنين عن ثورة ولكني لا اراها إلا كتلك الثورات التي تتكرر في تعز!! ثورة على الجوع والفساد لا على المحتل واذنابه ولذلك دائماً ماتفشل ثوراتهم بمجرد منحهم الفتات من خيرات سلمان الذي لايزال يتلذذ بمعاناتهم واوجاعهم!

ستظل تعز تعاني وستظل المأساة فيها مالم يخرج سكانها بحثا عن حريتهم واستعادة واشباع لكرامتهم لا لأجل اشباع البطون وعليهم اليوم ان يغيروا مسار ثورتهم من ثورة الجياع الى ثورة الحرية لتنظم إلى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الرافضة للوصاية والمقارعة للعدوان والأحتلال وليمدوا ايديهم إلى يد الأحرار في جبهات العزة والكرامة وستعود تعز العز والحرية والثقافة في حضن اليمن الأم والمقبرة لكل الغزاة