الخبر وما وراء الخبر

السفير عبدالله علي صبري : نجاحات متوالية حققتها الدبلوماسية اليمنية في نقل مظلومية الشعب اليمني للعالم وتفنيد رواية العدوان الإجرامية لليمن

11

أكد الأستاذ عبد الله علي صبري سفير الجمهورية اليمنية بالجمهورية العربية السورية بأن ثورة 21سبتمبر التي انطلقت عام 2014م قد صححت الانحراف الذي اعتراض على العلاقات بين اليمن وسوريا؛ وساعد على ذلك موقف البلدين السياسي والشعبي الداعمين للقضية الفلسطينية في إطار محور مقاومة المشروع الصهيوأمريكي بالمنطقة، مؤكداً بأن العلاقات شهدت تطوراً في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية وتجاوزت مختلف التحديات والعقبات بالاستفادة من مختلف القواسم المشتركة بين البلدين الشقيقين.

مضيفاً بأن سوريا واليمن دخلت منعطفا مهما مبشرا بمزيد من الاختراقات لكسر الحصار الاقتصادي الأمريكي وتحرير الأراضي التي سيطرت عليها التنظيمات الإرهابية وبسط نفوذ الدولة السورية في درعا مؤخراً.

وتطرق من خلال حواره لـ”26سبتمبر” بأن المصالحة الوطنية هي غايتها سحب البساط من تحت اقدام دول العدوان الخارجي الذي يستغل الانقسام السياسي باليمن ويبنون دول العدوان الاجرامية مشاريع الاحتلال والتجزئة لإضعاف الكيان اليمني الوطني.

نص الحوار:

> بداية نود أن توضحوا للقارئ الكريم ما حققته الدبلوماسية اليمنية خلال أعوام العدوان والحصار الماضية ؟

>> يمكن القول ان ثمة نجاحات متوالية تحققها الدبلوماسية اليمنية، سواء من خلال نقل مظلومية الشعب اليمني للعالم، وتفنيد رواية العدوان للحرب وأسبابها، أو من خلال التعاطي مع المبادرات المتعلقة بالسلام والحلول السياسية، وتفويت الفرصة على العدو الذي أراد أن يقدم أنصار الله والقوى الوطنية المناهضة للعدوان كطرف لا يرغب في السلام، ولما فشل أراد أن يراوغ ويخادع في محاولة مكشوفة للوصول إلى أهدافه عبر الطاولة السياسية بعد أن فشل عسكريا، ومؤخرا أمكن للدبلوماسية اليمنية من خلال موقف القيادة الثورية والسياسية وأداء الوفد الوطني التغلب على مختلف الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي، ويحاول من خلالها الدفع بالأطراف اليمنية إلى مفاوضات سياسية، والقفز على الاحتياجات الإنسانية كحقوق مشروعة للشعب اليمني ولا تقبل المقايضة مع الملفات الأخرى.

> ما هو تقييمكم للعلاقات الثنائية بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية اليمنية في هذه المرحلة؟

>> تعيش اليمن وسوريا حالة من العدوان والحصار المفروض أمريكيا، ما أثر على علاقاتهما الرسمية بالخارج؛ وبرغم الأحداث التي كادت تعصف بالبلدين خلال العشرية الماضية، والملابسات التي شابت العلاقة خلال السنوات الأولى لما يعرف بالربيع العربي، إلا أن مفاعيل ثورة 21سبتمبر 2014م، قد صححت الانحراف الذي اعترض هذه العلاقة، وساعد على ذلك موقف البلدين السياسي والشعبي الداعم للقضية الفلسطينية، في إطار محور مقاومة المشروع الصهيوأمريكي بالمنطقة.

ونتجه مستقبلاً إلى تطوير العلاقات الرسمية بين البلدين في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية، وتجاوز مختلف التحديات والعقبات، بالاستفادة من مختلف القواسم المشتركة بين اليمن وسوريا، وهي قواسم حضارية وثقافية واقتصادية متجذرة في تاريخ اليمن والشام منذ رحلة الشتاء والصيف وحتى اليوم.

> ماذا عن الوضع الحالي في سوريا؟ وكيف ساعد محور المقاومة دمشق على الصمود في وجه الاحتلال الأمريكي والصهيوني؟

>> سوريا اليوم دخلت منعطفا مهماً مبشراً بمزيد من الاختراقات لناحية كسر الحصار الاقتصادي الأمريكي، أو لجهة تحرير الأراضي التي سيطرت عليها التنظيمات الإرهابية، وبسط نفوذ الدولة من جديد. وما حدث في درعا مؤخرا، بالتوازي مع وصول وفد لبناني رسمي إلى سوريا لبحث استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن عبر سوريا، ثم ما حدث بالفعل خلال الأيام الماضية، حين أمكن وصول المازوت الإيراني إلى لبنان عبر الموانئ السورية.

كل هذه المؤشرات وغيرها، تؤكد أن محور المقاومة كان ضمن العوامل الرئيسة التي ساعدت وتساعد سوريا على الصمود في مواجهة المؤامرات، ومختلف الاعتداءات، وأن خيار المقاومة كان وسيبقى الأقل كلفة في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي، والحد من التدخلات الخارجية.

> ما تقييمكم لثورة 21 سبتمبر في عيدها السابع؟

>> منذ انتصار الثورة الشعبية في 21 سبتمبر 2014م، وهي تبشر بعهد جديد عنوانه السيادة واستقلال القرار السياسي، والخروج من بيت الطاعة السعودي، وقد أدرك آل سعود هذه الحقيقة، فباغتوا اليمن بحربهم العدوانية، التي ظنوا أنها ستكون حاسمة، فخابت رهاناتهم..

وكان الصمود الأسطوري من أبرز تجليات ثورة 21 سبتمبر، فهذا التلاحم الكبير بين القيادة والشعب في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي، وتطوير القدرات الدفاعية للجيش واللجان الشعبية، ثم تطوير القوة الصاروخية والهجمات النوعية التي نفذتها في العمق السعودي، وأيضا إدارة اقتصاد الحرب، والحد من تأثيراتها على الحياة المعيشية للمواطنين، وعلى العملة الوطنية برغم الحصار الجائر، إضافة إلى استمرار أداء مؤسسات الدولة التي كادت أن تنهار مع بداية العدوان، وتطوير أداءها يوما بعد آخر، كذلك الأمر بالنسبة للحالة الأمنية المستقرة في المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها حكومة صنعاء مقارنة بأوضاع المحافظات الجنوبية الخاضعة للاحتلال.

ولا ننسى الدور المجتمعي في مواجهة العدوان، قوافل العطاء والمدد إلى الجبهات، والتظاهرات والمسيرات الحاشدة، وظهور الكثير من الهيئات والمنظمات المحلية التي تعمل تحت عنوان التنمية الريفية والاكتفاء الذاتي من السلع والمنتوجات.

وبالطبع لا يزال هناك قصور في كثير من الجوانب، والسبب الرئيس يتعلق بالحرب العدوانية وبالحصار، وبسيطرة المرتزقة على الثروة النفطية والموانئ والمنافذ الاستراتيجية.

> هل ترون أن المصالحة الوطنية هي السبيل الأمثل لإيقاف الحرب والعدوان، وإنقاذ اليمن من المؤامرات الخارجية؟

المصالحة الوطنية غايتها سحب البساط من تحت أقدام العدوان الخارجي، الذي يستغل الانقسام السياسي ويبني عليه مشاريع الاحتلال والتجزئة وإضعاف الكيان اليمني الوطني، وخلخلته من الداخل. والمصالحة المنشودة هنا لا تنفصل عن حالة التفاوض السياسي بين مختلف الأطراف، وما قد تفضي إليه من تفاهمات يصعب تحقيقها بدون مصالحة حقيقية، على أن طبيعة هذه المصالحة مرهونة بأطراف الارتزاق الذين قدموا أنفسهم أدوات رخيصة لقوى العدوان والاحتلال، بل وانخرط الكثير منهم في جرائم جنائية كان ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين.

ومع ذلك فالمصالحة على أهميتها ليست الطريق الوحيد لإيقاف هذه الحرب، وقد جرب شعبنا وقيادتنا أن الحل مع العدو لا يأتي إلا من خلال القوة ومواصلة المواجهة دفاعا وهجوما حتى يتوقف العدوان السعودي الأمريكي عن غيه وبغيه، فإذا أوقفوا عدوانهم وجنحوا للسلم العادل، فلا مانع من التعاطي الإيجابي، وإلا فالمعركة ماضية حتى النصر.

> كيف سيكون حال العلاقات الخارجية لليمن بعد الحرب وبالأخص مع دول الجوار؟

القيادة السياسية ومعها وزارة الخارجية تعمل على نحو حثيث من أجل تحسين العلاقات الخارجية لليمن، ولا شك أن المهمة معقدة مع استمرار العدوان والحصار وتواطؤ المجتمع الدولي. ومؤكد أن هذا الوضع سيتغير إلى الأفضل مع توقف الحرب العدوانية، كما أن طبيعة العلاقة بالخارج وبدول الجوار رهن الطريقة التي ستتوقف بها الحرب، ولا نريد هنا أن نستبق الأحداث.

لكن من حيث المبدأ، فاليمن منفتح على علاقة توازن واحترام متبادل مع دول الجوار وغيرها، ما دامت الدول المعنية تحترم سيادة اليمن واستقلاله، ولا تتدخل في شؤونه الداخلية، كما أن اليمن من حقه أن ينفتح على كل دول العالم وعلى مختلف المحاور، بعيدا عن الإملاءات السعودية والأمريكية التي خضع لها النظام السابق ما قبل ثورة 21 سبتمبر.

> ماهي رسالتكم التي تريدون ايصالها عبر “26سبتمبر” إلى أولئك المرتهنون لدول العدوان؟

>> لقد انكشفت الحقائق تباعاً على مدار سبع سنوات، وما يؤسف له أن قيادات المرتزقة تتعامى عن هذه الحقائق. وبرغم أن أصوات هنا وهناك قد عبرت عن تذمرها من سياسة العدوان وجرائمه في اليمن، إلا أنها لم تلتحق بمواكب الشرفاء من أحرار اليمن الذين ثبتوا إلى جانب شعبهم في الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة، وقدموا التضحيات تلو التضحيات في سبيل الله والوطن.

لهؤلاء الذين رهنوا أنفسهم للشيطان الأكبر نقول، هلا تعلمتم من تجارب الآخرين الذين خسروا كرامتهم بعد أن تخلت أمريكا عنهم، وهذا درس أفغانستان ما زال مستجدا وينضح بالعبر لمن يريد أن يعتبر.