الخبر وما وراء الخبر

قائد الثورة: 21 سبتمبر من أعظم الثورات الراقية.. وسنواصل مسار التصدي للعدوان حتى نيل الاستقلال التام

16

بارك قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي لأبناء الشعب اليمني العزيز الذكرى السابعة لثورة 21 سبتمبر المجيدة، داعياً لخروج مشرف معبر عن ثباتنا على موقفنا وثقتنا بالله وبنصره، خلال المسيرات المقررة يوم غد الثلاثاء إحياءً للذكرى السابعة لثورة الـ21 من سبتمبر.

وأكد السيد عبدالملك في كلمة له اليوم الاثنين، أن ذكرى الثورة لها أهمية كبرى لأنها تتعلق بإنجاز عظيم، لافتا إلى أن الثورة لا تزال مستمرة وتمثل أهمية كبيرة فيما يتعلق بحاضر شعبنا ومستقبله وجاءت من واقع الضرورة والحاجة الإنسانية والأخلاقية.

ما قبل ثورة 21 سبتمبر هي مرحلة الوصاية الخارجية:

قائد الثورة أوضح أن الوضعية السابقة لبلدنا تجعلنا ندرك أن الثورة ضرورة حتمية ومصلحة حقيقية للشعب اليمني، مشيرا إلى أن ما قبل ثورة 21 سبتمبر هي مرحلة الوصاية الخارجية التي من خلالها فرطت القوى السياسية باستقلال وحرية شعبنا.

ونوه السيد عبدالملك إلى أن تفريط القوى السياسية باستقلال بلدنا ترتب عليه نتائج كارثية وكانت ستصل بالوضع إلى الانهيار التام والاحتلال الكامل لليمن.

وأردف أن: القوى الحاكمة في بلدنا قبل الثورة تواطأت مع قرار مجلس الأمن لوضع اليمن تحت الفصل السابع، فيما كان السفير الأمريكي متحكما بقرار البلد وسفارة واشنطن أصبحت بديلا عن الرئاسة بشكل واضح وجلي.

وبين أن القوى السياسية في بلدنا كانت تتعامل مع السفارة الأمريكية من منطلق تسليمها بالوصاية، وأن الوضع قبل الثورة اتجه إلى الانهيار في كافة المجالات والأزمة السياسية كانت تزداد تعقيدا.

وحول انهيار الوضع الاقتصادي قبل الثورة، أفاد السيد عبدالملك بأنه لم يكن بسبب حصار مفروض على البلد، أو لأن موارده الطبيعية خارجة عن سيطرته، حيث كان المجتمع الدولي يعلن دعمه للنظام السابق ويقدم له المنح المالية، مع ذلك عاش اليمن أزمات اقتصادية خانقة.

وأشار إلى أن الحالة الأمنية قبل الثورة كانت تعيش واقع الانهيار من خلال التفجيرات والاغتيالات وانتشار العناصر التكفيرية.

وبشأن الحالة الإعلامية والثقافية قبل الثورة، قال السيد عبدالملك إنها كانت تصب في اتجاه يساعد على تفكيك النسيج الاجتماعي وتفاقم الأزمات.

وأضاف: أنه لم يكن هناك أي توجه إيجابي لمعالجة مختلف المشاكل بطريقة صحيحة وسليمة.

وتابع السيد عبدالملك أن أعداء اليمن عملوا على سلب شعبنا كل عوامل القوة المادية والمعنوية حتى يصل إلى الانهيار التام ليتمكنوا من السيطرة عليه، كما عملوا على تفكيك الجيش وتجريده من وسائل القوة وعبثوا به عبر مشروع الهيكلة بتواطؤ الخونة.

وأوضح أن إفلاس القوى السياسية قبل الثورة شجع على استهداف اليمن بكل المجالات، مؤكدا أنه لو استمر الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني قبل الثورة فإن اليمن كان ذاهبا نحو التفكك والانهيار التام.

وأكد السيد عبدالملك أنه لولا الثورة لتوسعت القواعد الأمريكية في اليمن عبر مزاعم محاربة القاعدة.

ولفت إلى أن الأعداء عملوا على إثارة النعرات الطائفية والمناطقية والصراعات السياسية ضمن مشروع تفكيك البلد، كما عملت واشنطن على مصادرة القرار اليمني عبر سفرائها لتحقيق مطامعها غير المشروعة.

ومضى بالقول: “الأمريكان استهدفوا المناهج التعليمية وعملوا على تقديم بدائل تخدم مشروعهم”، مشيرا إلى أن استهداف اليمن يصب في خدمة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ضمن مشروع استهداف أمتنا.

وأضاف السيد عبدالملك أن وسائل الإعلام كانت مستهدفة لتوظيفها لصالح تفكيك الساحة الداخلية وتعزيز النفوذ الأمريكي في البلد.

وأشار إلى أن استهداف الهوية الإيمانية لشعبنا وإضعافه وإخضاعه لأعدائه كان يفتح المجال أمام التطبيع مع إسرائيل.

ولفت السيد عبدالملك إلى أن أمريكا تحسب مصلحة إسرائيل في كل تحرك لها، باعتبارها الوكيل الحصري في المنطقة، وأن السعودية والإمارات مجرد أدوات للولايات المتحدة وضرع حلوب.

ثورة 21 سبتمبر أنها من أعظم الثورات الراقية:

وأشار قائد الثورة إلى أن الشعب اليمني، وبدافع الهوية الإيمانية والكرامة والعزة، لم يقبل باستمرار تلك الوضعية المخزية تحت الوصاية الأجنبية، موضحا أن قبائل اليمن كانت الركيزة الأساسية لثورة 21 سبتمبر باعتبار قيمها وإبائها وشموخها ورصيدها الأخلاقي وقدمت أرقى صورة في وقت عمل الأعداء على تشويهها.

وبين أن أهداف الثورة كانت تعبر عن كل الشعب الذي تحرك من كل مناطقه ومكوناته ومذاهبه مستندا إلى مشاعره الإنسانية وهويته الإيمانية، وأن التحرك الثوري كان راقيا حيث اعتمد على الحكمة وحسن التصرف والمسؤولية والرشد والتحمّل.

ووصف السيد عبدالملك الثورة بقوله إن: “أقل ما نقول عن ثورة 21 سبتمبر أنها من أعظم الثورات الراقية بدون شوائب من إقصاء أو تصفية حسابات أو جرائم، فالثورة لم تعبر عن فئة واحدة وإنما كانت باسم كل الشعب ولصالحه”، موضحا أن العملاء لم يؤمنوا بالشعب اليمني وكانوا يراهنون على تدجينه وخداعه معتمدين على الخارج.

ولفت إلى أن قيادة الثورة أدركت مشكلة الدور الخارجي منذ البداية والدول الأجنبية وفي مقدمتها أمريكا وأنها هي من واجهت الثورة قبل العملاء، مبينا أن المجتمع الدولي كان حاضرا لتقديم الغطاء لأي جرائم بحق شعبنا، لكن الثورة انتصرت بشكل أذهل العالم.

وذكر قائد الثورة أن الثورة انتصرت بطريقة راقية جدا دون استهداف أو نهب أو عمليات انتقام، بل وقدمت فرصة للجميع من خلال عنوان السلم والشراكة.

كما أشار السيد عبدالملك إلى إن “الدول الأجنبية مع الأدوات في الداخل حاولت الالتفاف على الثورة أثناء تشكيل الحكومة وعبر فرض اشتراطات عسكرية وأمنية تم التصدي لها فاتجهت لخيار التصادم مع شعبنا والعدوان عليه”.

وأوضح أن أمريكا وجدت أن المجال لم يعد مفتوحا لتعمل ما تريد في اليمن بعد انتصار الثورة فلم تطق البقاء في وضع جديد تحت سقف حرية الشعب وكرامته واستقلاله.

ولفت إلى أن شهية القوى الأجنبية كانت مفتوحة لابتلاع اليمن وثرواته، وعملاؤهم كانوا أشبه بجرعة فاتحة للشهية.

وشدد قائد الثورة على أهمية الاستقلال والتحرر من الوصاية بقوله: “لا يمكن أن يتحقق العدل والكرامة والاستقرار لبلدنا في ظل الاحتلال والوصاية الأجنبية”.

وأضاف: “يمكن أن نبني واقعنا على أساس نهضة صحيحة تعتمد على الاكتفاء الذاتي، وأول شرط لتحقيق ذلك الحرية والاستقلال”.

وذكر السيد أن دول العدوان راهنت على جرائمها وحصارها أن تكسر إرادة شعبنا وأن يفرضوا عليه الاستسلام، مشيرا إلى أن ثورة 21 سبتمبر فاجأت العدو، وبالمثل تفاجؤوا بصمود شعبنا في مواجهة العدوان والحصار فصبرُ شعبنا هو صبر الأحرار والمضحين في مقام العمل، وليس صبر الأذلاء العاجزين وقد كان مثمرا.

وقال السيد عبدالملك: “إن شعبنا كان واضحا في أهدافه بالثورة ولم يكن عدوانيا تجاه محطيه العربي والإسلامي وبالأخص دول الجوار وأعلن سعيه لعلاقات أخوية مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشروعة، وإن ثورة 21 سبتمبر لم تمثل تهديدا لأوروبا أو غيرها في العالم، وموقفنا الحاسم هو ضد العدو الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية”.

وجدد تأكيده أن: “ثورتنا حاضرة لعلاقات قائمة على المصالح المشروعة وليس التفريط بثروات بلدنا على حساب شعبنا”.

وكشف السيد عبدالملك أن العملاء سارعوا لتسليم ثروات البلد للأجانب مقابل مصالحهم الشخصية، مؤكداً وجود وثائق لمسؤولين تورطوا بصفقات مجحفة بحق بلدنا.

وأشار إلى أن مشكلة الأعداء مع ثورة 21 سبتمبر بسبب تمسكها بالحرية والاستقلال وموقفها المبدئي تجاه العدو الإسرائيلي وقضايا الأمة، مشدداً بقوله: “ثورة 21 سبتمبر مستمرة ولا يمكن أن تعود من منتصف الطريق، وحريتنا لا تفريط فيها”.

سنواصل مسار التصدي للعدوان حتى نيل الاستقلال التام:

وتطرق السيد عبدالملك في كلمته إلى منجزات ثورة الـ21 من سبتمبر، لافتاً إلى أن البعض يستخف من منجزات ثورة 21 سبتمبر لأن معاييرهم مختلة.

واعتبر أهم منجز لثورة 21 سبتمبر أنها أوقفت العبث الذي كان يتجه نحو انهيار البلد، وأنها وضعت حدا للوصاية الأجنبية، مؤكداً أن “الثورة استعادت كرامة وحرية بلدنا، وشعبنا يتصدى للسياسات الأمريكية والإسرائيلية”.

وقال السيد عبدالملك: “نسعى لاستقلال كل بلدنا لنبني دولة على أسس راسخة وصحيحة”، مشيراً إلى أن الثورة حافظت على مؤسسات الدولة من الانهيار رغم أنها ورثت مؤسسات هشة.

وأوضح بأن من يريد أن يقيم الثورة فعليه تقييم الواقع القائم في ظل العدوان والحصار ونهب ثروات بلدنا، مع حساب آثار الماضي، لافتاً إلى أن البعض يتجه لتقييم الوضع في البلد وكأننا لا نعيش عدوانا وحصارا.

وأضاف: “نواجه اليوم عدوانا وحصارا كبيرا من دول لها إمكانات كبيرة مع خذلان في محيطنا العربي”، مثمناً المواقف المشرفة المحدودة تجاه بلدنا من إيران وحزب الله في لبنان وأحرار سوريا والعراق والبحرين.

وأشار إلى أن بلدنا عاش في مراحل معينة أوضاعا اقتصادية صعبة جدا رغم أنه لم يكن يعيش أي عدوان وحصار، مذكراً بما كان عليه خلال فترة غزو صدام حسين لدولة الكويت وما عانته اليمن من أوضاع اقتصادية صعبة آنذاك.

ورحّب السيد عبدالملك بالنقد البناء والنصح الصادق، وأكد التفاعل مع ذلك بالممكن والمتاح، لافتاً إلى أن هناك من يشتغل ضد أي إيجابيات في الداخل مع تضخيم أي سلبيات قد تحصل، والبعض ينخرط من منطلق العُقد الشخصية.

ونوه إلى أن الواقع الداخلي يتطلب تناصحا وتعاونا من الجميع لاستكمال تحقيق الأهداف العظيمة للثورة، مشيراً أن “هناك جهود كبيرة لتطهير وتصحيح مؤسسات الدولة لكنها تواجه صعوبات ومنها ظروف العدوان والحصار”.

كما أوضح السيد أن الإنجازات الأمنية ملموسة، وأن الفارق كبير جدا أمنيا واقتصاديا وفي كل المجالات مع المحافظات المحتلة، مؤكداً أن الوضع الداخلي سيتحسن أكثر فأكثر، وأن الانتصارات العسكرية ستتزايد.

وفي ختام كلمته، أكد قائد الثورة مواصلة مسار التصدي للعدوان بروح ثورية وهوية إيمانية حتى نيل الاستقلال التام، ومواصلة تصحيح وضعنا الداخلي من خلال إصلاح مؤسسات الدولة، مشدداً على وجوب التعاون في رفد الجبهات والتكافل الاجتماعي والإغاثة والمبادرات المجتمعية مع الثقة بنصرالله.