ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة ، من ثمار العودة الصادقة الى القرآن الكريم
بقلم// علي عبد الرحمن الموشكي
في ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤م ثورة عدلت مسار ماقبلها فأطاحت ب(منظمومة الإستئثار والتبعية ) وتصدت لمؤامرة الإفقار ، وأحبطت مشروع التقسيم (الأقلمة) وفتحت أمام الشعب اليمني أفقاً نحو (تحرر وطني) عناوينه : (السيادة) و (الكرامة)(لجمهورية يمنية) لم يتبق منها سوى (مزقة قماش لعلم) لم تعد له من رفرفته إلا أنه يدل على بقايا دولة تحولت واقعاً وفي الإعلام العالمي الى مجرد (حديقة خلفية للآخرين).
من كتاب الإسلام كان النهج والمنهج ، ومن جبال وسهول ووديان ومدن وأرياف الوطن كان التحرك ، ومن دماء المظلومين الشهداء وجراحات أقرانهم وأنات الثكالى وأنين الفقراء كان الوقود لفعل ثوري يزداد – مع كل قطرة دم تسقط أرضاً – أتقاداً ، ومن الواقع المرير والمنحط كان إنطلاقاً نحو آفاق من الحرية والتحرر ، دون غلو ولا إفراط في الخصومة بل إيماناً بالآخر ، بإعتبار البلد والدولة للجميع (ومن نكث فإنما ينكث على نفسه) وتلك هي القيمة الإنسانية التي ميزت ثورة ٢١- سبتمبر دون غيرها مما سبقها في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر أو ماعاصرها في المنطقة من أحداث وتحولات.
إقليمياً : ليس مع أحد ضد أحد وذلك مالم يدرك كنهه الجوار الخليجي المتعالي فاستعدى اليمن على غير حق ، ونفى شخصيته المستقلة وعروبته الأصلية ، وإدارته الذاتية وظن – وبعض الظن إثم وبغي وعدوان – إنما يستنسخ تجارب إقليمية في إغفال متعمد ، أو جهل مركب لما هو عليه اليمن من ثقافة متجذرة ، تؤمن على مر التاريخ بوجوب مقارعة الطغيان.
دولياً: اليمن دولة عضو في الأمم المتحدة ، ولم تأت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر إلا لتكون رافداً حضارياً نحو تعزيز القيم الإنسانية المشتركة ، على أساس من المقولة الإسلامية الخالدة : ( الناس صنفان : إما أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق) ولتكون العلاقات قائمة على أساس الأحترام المتبادل، والولايات المتحدة مشكلتها في طغيان نظامها ودعمها كيان العدو الإسرائيلي الغاصب ، واليمن ضد الطغيان ، وضد إحتلال فلسطين.
ولا شك ولا ريب بأن ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م كانت معجزة ، تجسدت فيها عظمة القيم الإسلامية في الصراع بين الحق والباطل بين بين الخير والشر بين النور والظلام بين الحقيقة والزيف.
قل لي بربك أين هي الثورة التي أستطاعت إسقاط جبابرة يمتلكون العتاد والعدة قلوبهم مليئة بالحقد والكراهية ، – ولا ينقصهم الجرأة على سفك الدماء وتم إقتلاعهم خلال أيام، ثم لا يحدث سلب ولا نهب ولا فوضى ولا إقصاء ولا مجازر ولاتغييب ولا غير ذلك ممايحدث في الثورات وهو من البديهيات أن يحدث؟
إن ما حدث معجزة ربانية بكل المقاييس جحدها العالم واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً، ونحن لا ننتظر إنصافاً من متوحشين وانتهازيين وجاحدين وإلا لكانت هذه الثورة قد دخلت ضمن المناهج التعليمية وأصبحت تدرس في أكاديميات العالم ولكن للأسف نحن نعيش في عالم يسوده الظلم والإقصاء ومحاربة الأخلاق والقيم عالم يسوده المتوحشون والبشعون.
مايجب علينا هو اليقظة ومواصلة المشوار حتى تحقيق الدولة العادلة ، هذه من أهم المسائل التي ينبغي أن نحرص عليها ، حينما نحقق الخطوة الأولى وهي إعلان الاستجابة لمطالب الشعب ، ونحقق الأتفاق الذي أرسى جملة من المعالجات والحلول والمبادئ، هذه هي خطوة في الطريق، ولابد أن يواصل شعبنا اليمني وبعزمه وإرادته وبروحه الثورية أن يواصل مشوارة حتى يتم له مايريد من بناء دوله عادلة.
ممكن فيما إذا تحقق الأتفاق التخفيف من حالة التصعيد ، ولكن يبقى الشعب اليمني راصداً ومراقباً لسير الوضع السياسي ، لأداء الحكومة حينما تتشكل، لمدى تنفيذ الإتفاق، لا يجوز ولا ينبغي نهائياً أن يغفل الشعب بعد الآن عن الواقع السياسي.
يجب دائماً أن نحرص على رصد وضعنا الأقتصادي، أن ندرك أننا كشعب يمني في حال غفلنا او تساهلنا أو فقدنا الإهتمام بشأننا وواقعنا السياسي فإن المتربصين كثر ، والإنتهازيين أكثر ، وفي أية لحظة من لحظات الغفلة أو إنعدام اللامبالاة أو إنخماد الروحية الثورية يمكن أن يحاولوا أن يقفزوا من جديد ويحاولوا أن يتغلبوا على آمال هذا الشعب وأن يحققوا طموحاتهم الإقصائية والإستبدادية والإستئثارية.
ولكن من الآن وقدماً قدماً ، ليبقى شعبنا اليمني مدركاً لمسؤوليته تجاه نفسه ، وأنه لا يمكن أن يبقى يراهن على أحد ، كما حدث حينما تحرك بمطالبه، لم تستطع الإدارة الخارجية أن تتغلب على إرادته ، وفشل المراهنون على الخارج في مواجهة الشعب.
اليوم ثبت لشعبنا اليمني العظيم أنه حينما ينهض بمسؤوليته معتمداً على الله وعلى نفسه أن بإمكانه أن ينتصر ، والأنتصار الذي تحقق الى الآن هو خطوة أولى في الطريق ولكن بقيت خطوات كثيرة.
إن تحقق الأنتصار بشكل كامل هو حينما نرى في بلدنا اليمني العظيم دولة عادلة تجسد مبادئ العدل وتحقق لشعبنا اليمني العظيم الإستقلال والحرية والكرامة والرفاه الأقتصادي والأمن ، وتحقق لشعبنا اليمن العظيم مايتوق إليه من حياة كريمة.
هنا يمكن أن نفترض أننا فعلاً أكملنا المشوار، ووصلنا الى حيث نريد أن نصل ، ولكن حتى نصل الى هناك وحتى يتحقق هذا الأمل – وهو يستحقق بإذن الله – ليبقى لدينا دائماً الحس الثوري والأنتباه المستمر ، ومواصلة أية خطوة لازمة في مواجهة آية محاولات للإنحراف أو محاولات للإنقلاب على ماتم الإتفاق عليه.
من خلال إستمرار يمن الإيمان والحكمة في الجهاد والتضحية حتى النصر المؤزر بعون الله ، والشعب اليمني العظيم يمن الإيمان والحكمة يمن الأنصار يعرف تماماً أن ثمن الحرية باهضاً ولذلك وآجه كل هذه التحديات وانطلق الى الجبهات لمواجهة الغزاة وقدم ومازآل يقدم التضحيات من خيرة أبنائه ؛ لأنه على يقين بأن كلفة المواجهة والصبر والثبات في وجه العدوآن لنيل، لحرية الإستقلال في الأخير هي أقل بكثير بكثير من كلفة الإستسلام للأمريكي والإسرائيلي وأدواتهما من الأنذال والدواعش والمرتزقة وبلاك ووتر (والجانجاويد) وبدو الصحراء وغيرهم من شذاذ الآفاق والمجرمين والقتلة.
شعبنا يدرك بأن الصبر مع الله وفي سبيلة ثمرته وعزة وكرامة وحرية في الدنيا والجنة والسعادة الأبدية في الآخرة.
وأن ثمرة الإستسلام للمجرمين معناه الذل والخزي والعار والإستعباد في الدنيا وجهنم والعذاب الأبدي في الأخرة.
وكما انتصر شعبنا في ثورة ٢١-من سبتمبر بعد معاناة وصبر وتضحيات فإنه على يقين من خلال وعد الله وسنن الكون بأنه المنتصر في نهاية المطاف وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
مراجع :
*الثورة في خطابات السيد الصادر عن صحيفة صدى المسيرة .
* كتيب ” ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ” ..إعدادالإستاذ | يحيى قاسم أبو عواضة.