اعترافات أعضاء خلية اغتيال الصماد
حرصاً على وضع الحقائق على الرأي العام تعيد “وكالة الصحافة اليمنية” نشر اعترافات أعضاء خلية اغتيال الصماد ومرافقيه الستة التي تم نشرها اليوم في صحيفة الثورة.
حصلت «الثورة» على معلومات حصرية تتعلق بتفاصيل نشاط الخلية التي تورطت في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد ، ودورها في مجازر ارتكبها الطيران السعودي الأمريكي في الحديدة وحجة بناء على إحداثيات كلفت بها الخلية ، وكان من أبرز ما أقرَّ به أعضاء الخلية إدخالهم الشريحة إلى داخل سجن الزيدية في العام 2016 والذي تعرض لغارات جوية أودت بحياة 60 سجينا وجرح 40 آخرين.
ويُعدُّ محمد نوح الذي تم تنفيذ حكم القصاص بحقه مع 8 آخرين يوم أمس، واحدا من قيادات حزب الإصلاح التكفيري الذي ينخرط في صفوف تحالف العدوان على اليمن منذ العام 2015 وأصدر بيانا أيد فيه الحرب السعودية التحالفية على اليمن.
وقد كلف نوح بإدارة النشاط الاستخباري ورصد الاحداثيات والشخصيات وزرع شرائح الاستهداف في المنطقة الغربية بشكل عام، وتحديدا محافظة الحديدة ومحافظة حجة ومناطق أخرى ، وإلى جانبه محمد المشخري.
أما علي بن علي القوزي فهو أمين عام المجلس المحلي بمحافظة الحديدة فقد كان دوره في اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد ، تحديد مواعيد تحرك الرئيس الصماد ونزوله إلى الحديدة ، ثم التنسيق لبقية أعضاء الخلية بالتحرك ، وفي جريمة الاغتيال قام بإدخال أعضاء الخلية إلى القاعة ، واستلم الشريحة من أحد أعضاء الخلية ثم قام هو وعبدالملك حميد بدسِّها في جيب أحد مرافقي الشهيد الرئيس صالح الصماد خلال تجمهر الناس حوله بعد انتهاء الفعالية.
ونفذت النيابة العامة يوم أمس حكم القصاص بحق 9 من أعضاء الخلية التي استهدفت الرئيس الشهيد صالح الصماد ومرافقيه في ابريل 2018 بمدينة الحديدة، وحصلت «الثورة» على معلومات حول نشاط الخلية الذي أقرَّ به الأعضاء ، وأبرزهم محمد نوح الذي ينتمي لحزب الإصلاح الموالي للسعودية ، وعلي بن علي القوزي ، وأشخاص آخرين وهم:
علي علي إبراهيم القوزي، عبدالملك أحمد محمد حميد، محمد خالد علي هيج ، محمد إبراهيم علي القوزي، محمد يحيى محمد نوح، إبراهيم محمد عبدالله عاقل، محمد محمد علي المشخري، عبدالعزيز علي محمد الأسود، معاذ عبدالرحمن عبدالله عباس، وقد جرى تنفيذ حكم القصاص بحقهم يوم أمس.
*ليلة الجريمة*
وبحسب اعترافات المتهمين أمام المحكمة فإن علي قوزي كان المسؤول عن إدخال أعضاء الخلية إلى القاعة، وقبل ذلك تحديد موعد زيارة الرئيس إلى الحديدة ومواعيد اجتماعاته باعتباره أمينا عاما للمجلس المحلي ، كان يحضر الاجتماعات واللقاءات التي يعقدها الرئيس الصماد في المحافظة.
أما محمد نوح وهو أحد أخطر المتهمين فتكفل بالتنسيق وتسليم الشرائح ودفع خمسين مليون ريال يمني لعلي قوزي وعشرين مليون ريال سعودي، وقام بإجراء الاتصالات بالضابط أبو طير الإماراتي، أما عبدالملك حميد وعلي قوزي فقد تكفلا بزرع الشريحة في القاعة، ومحمد خالد هيج قام بأخذها من أبو رعد الذي قام بإدخالها من البوابة بتنسيق علي قوزي، ليقوم هيج بمناولة علي قوزي الشريحة داخل القاعة والأخير يضعها عبر عبدالملك حميد في جيب أحد مرافقي الصماد.
*تنسيق مبكر*
وبحسب الاعترافات التي حصلت الثورة على نسخة منها فإن التنسيق بين أعضاء الخلية جرى منذ وقت مبكر للتخطيط في الجريمة.
ويكشف المتهم علي بن علي قوزي في اعترافاته أن أحد أعضاء الخلية جاء إلى علي بن علي قوزي بتاريخ 7\12\ 2017م.
وتحدث معه في منزله بالقول «الموضوع مهم جداً إذا تميناه تميناه إذا ما تميناه ما يطلعش هذا الكلام»..
وأوضح الموضوع أنهم طلبوا منهم استهداف قيادات أنصار الله، وأن عليهم ترتيب الموضوع ونشتيك «نطلب منك» أن تكون معنا، رد قوزي بالموافقة وقال: تمام خلاص.
وقبل اجتماع الرئيس بيومين، أي الاجتماع الذي عقده يوم الخميس 19 ابريل 2018 واستشهد بعد خروجه منه، عاد الشخص إلى قوزي وأخبره أن الرئيس يمكن يكون الليلة موجود أو بكرة ، رد قوزي بالموافقة «تمام».
يقول علي بن علي قوزي:
في اليوم الثاني وتحديدا مساء الأربعاء اتصل المحافظ حسن هيج بقوزي يخبره عن اجتماع هام سيكون يوم غد يقصد الخميس، يقول قوزي رديت عليه بكرة عطلة اجتماع إيش؟ ،
قال اجتماع أمني عسكري و»بَنَّد» أي أغلق التلفون ، يضيف قوزي فهمت أنه اجتماع مع الرئيس.
*خمسون مليون يمني وعشرون مليون سعودي*
كشفت الاعترافات أن علي بن علي قوزي تسلم ليلة التحضير لتنفيذ الجريمة مبلغ وقدره خمسون مليون ريال يمني، وعشرون مليون ريال سعودي، سلمت له من المتهم محمد نوح الذي يعد أحد أخطر عناصر الخلية وهو متورط في عمليات عديدة.
وتكشف الاعترافات أن المتهم محمد إبراهيم بن علي قوزي ، اجتمع مع علي بن علي قوزي وذهب إليه قبل تنفيذ العملية بيوم واتفق معه على التنفيذ ، وقال له: بكرة الخميس بايكون تنفيذ العملية، وعرض عليه المبلغ الذي استلمه من محمد نوح، وهو خمسين مليون ريال يمني وعشرين مليون ريال سعودي وقام بتسليم المبلغ لعلي قوزي.
*المتهم علي قوزي يبلغ الخلية بالموعد*
كشفت الاعترافات أن علي قوزي وبعد تلقيه البلاغ بحضور الاجتماع المقرر صباح خميس ذلك اليوم ، باشر الاتصال بأعضاء الخلية، وأخبرهم بقوله أكيد بكرة ، «يقصد الاجتماع» ، قالوا خلاص تمام.
وتكشف أنه في الساعة الثامنة مساء جاء محمد نوح وهو «أحد أخطر المتهمين» إلى منزل علي بن علي قوزي برفقة بقية أفراد الخلية، وتحدث قوزي بالقول «الصماد موجود في الحديدة ولديه اجتماع في الجامعة ولابد أن نقوم بواجبنا الذي اتفقنا عليه الكل».
*توزيع الأدوار*
وحسب الاعترافات فإنه جرى توزيع الأدوار تلك الليلة بين جميع أعضاء الخلية وعلى النحو الآتي:
يقوم المتهم إبراهيم عاقل ، وأبو رعد باستلام الشرائح في تلك اللحظة من محمد نوح، تبقى الشرائح بحوزتهما، حتى صباح الخميس ، ليقوم علي بن علي قوزي بإدخالهم القاعة وقت الاجتماع على اعتبار أنهم مرافقين له ، أما محمد إبراهيم علي قوزي قريب المتهم «علي بن علي قوزي» الأمين العام للمحافظة وسائقه، فقد تكفل بمهمة أخذ الشخصين اللذين يحملان الشرائح ، وتسليمهما للمتهم علي قوزي صباحا لإدخالهما إلى القاعة ولتسهيل مهمتهما المتمثلة في إدخال الشريحة.
يقوم علي قوزي وعبدالملك حميد باستلام الشريحة داخل الجامعة من الشخصين المكلفين ، ويقومان بوضعها في ملابس مرافق الرئيس.
وتوضح الاعترافات بأن المتهمين محمد إبراهيم قوزي وأبو رعد ، قاما بتسليم الشرائح للمتهم محمد خالد هيج ، الذي التقى علي بن علي قوزي داخل الجامعة ، وسلمه شريحة الرصد.
*شريحتان لاستهداف الرئيس*
وحول عدد الشرائح كشفت الاعترافات بأن عددها شريحتين خصصتا لاستهداف الرئيس الصماد ، ويعترف أحد المتهمين ويقول في اعترافه «نمنا في بيت احمد إبراهيم ، بكَّر الصباح ثم أتى عندما أتى ألينا أتى هو وأبو رعد ، وإبراهيم عاقل وسلمتهم أنا والمشخري داخل السيارة بوجود الشيخ احمد إبراهيم شريحتين ، لاستهداف الرئيس الصماد .
وتكشف الاعترافات أن الساعة التاسعة صباحا قام المتهم محمد نوح بتسليم الشريحة لأحمد إبراهيم، ليقوم الأخير بتسليمها للمتهم الثالث ، والذي قام بأخذها وتسليمها لمحمد خالد هيج.
اما محمد خالد هيج فقد ظل منتظرا للمتهم الذي يحمل الشريحة واستلمها من الشخص الأول، وانتظره داخل حوش الجامعة عند الباصات ، ويكشف محمد خالد هيج في اعترافه أنه التقى علي بن علي قوزي ، والأخير قال:
والله ما أدخل إلا أنا والمرافقين, ويقصد محمد خالد ومن معه ليتم ادخال الشريحة، ويضيف «أيوة دخلوا ومشى أبو رعد شوية يغمز لي يعني حسب الاتفاق يعني سلمت عليه سلام استلمت منه الشريحة ، ومشيت للشيخ علي قوزي لما الصالة قال لي هات، سلمت له بيدي اليمين بيده الشمال ، يعني كنا متماسكين قال لي خلاص ارجع رجعت وهو دخل القاعة».
أما محمد نوح فبمجرد تسليمه الشريحة لأبو رعد في منزل قوزي ، فقد اجرى اتصالا بضابط إماراتي أسماه أبو الطير ، وقال بعدها:
تواصلت أنا بالضابط الإماراتي أبو الطير وأبلغته أن احنا سلمنا الشرائح للشخصين المحددين لتنفيذ العملية.
*حميد وقوزي يزرعان الشريحة في جيب أحد مرافقي الرئيس*
تكشف الاعترافات، أن علي قوزي وعبدالملك حميد انتظرا في قاعة الاجتماع حتى دخل الرئيس إلى المنصة، وأتم كلمته وأثناء نزوله تقدما إلى الصفوف الأولى ليضعا الشريحة في جيب أحد مرافقيه خلال الازدحام.
ويقول علي بن علي قوزي في اعترافه «دخلنا أنا وعبدالملك حميد للاجتماع انتظرنا في الطارود حق الاجتماع ، وجاء الرئيس ودخل الاجتماع جلس فوق المنصة وجلس جنبه المحافظ، وتم الرئيس الكلمة حقه اثناء نزوله ، وقف يحيي الحضور لما وقف يحيي الحضور أنا قمت الصف الأول نسلم عليه سلمت عليه، وجاء الناس يسلموا عليه في ازدحام، وكان هناك الموقف مزدحم شوية ، الكتف بالكتف والصدور يعني مزدحمين، عبدالملك حميد كان بجانبي بدأنا شفنا المرافق كان موجود جنبي أشرت لعبدالملك أن المرافق أقرب فرصة وأن أنا قريب ، عملنا الشريحة بالجيب حقه ورجعنا للخلف شوية».
ويضيف أن المتهمين انتظروا خروج الرئيس من الجامعة نهائيا ليخرجوا في إثره، ويقول قوزي أثناء خروجنا أشرت لمحمد خالد هيج ، وزين قلنا الموضوع جاهز ومشينا.
المشخري ومحمد نوح انتظرا في المنفذ المقابل للمخرج من الجامعة جهة شارع صنعاء، لما سيسمعانه من المتهمين في الداخل ، يقول محمد نوح: بعد الساعة 12 أتى إلينا الأخ إبراهيم عاقل مسرعا، فسألته: ماذا عملت, قال: الأمور تمت وتم زرع الشريحة.
قام محمد نوح بالاتصال بالضابط أبو طير الإماراتي وأخبره أن الموضوع تم ، ويقول نوح:
اتصلت بأبو طير الإماراتي وكلمته واعطيته التلفون أعطيت التلفون إبراهيم بحيث يخبره بما تم, أخذ التلفون إبراهيم وكلمه بأن الشريحة زرعت وأن الأمور تمام واقفل السماعة.
*جرائم الخلية*
لم تقتصر جرائم خلية العملاء على جريمة استهداف الرئيس، إذ اعترف أعضاء الخلية بعشرات الجرائم المماثلة تمثلت في زرع احداثيات ووضع شرائح اليكترونية للطيران المعادي عرضت مئات المدنيين للموت والإصابة، ولم تقتصر نشاطات الخلية على محافظة الحديدة فحسب بل امتدت إلى حجة ومناطق أخرى.
في 30 اكتوبر 2016، شن طيران العدوان السعودي الأمريكي غارتين جويتين على مبنى سجن مديرية الزيدية التابعة لمحافظة الحديدة ، ويأوي السجن أكثر من 100 سجين ، لقد قتل بالغارتين 60 سجينا وجرح 40 آخرين.
اعترفت الخلية التي قادها محمد نوح والمشخري بأنها المسؤولة عن هذه المذبحة من خلال قيامها بإدخال شريحة اليكترونية إلى داخل السجن ومبنى الإدارة ، حسب المعلومات التي حصلت عليها «الثورة» فإن هذه المجزرة لم تكن الوحيدة التي تتورط فيها الخلية المشار إليها.
المذبحة التي تعرض لها أهالي حي سوق الهنود بمدينة الحديدة بتاريخ 21 سبتمبر 2016 ، بغارة جوية نفذها طيران تحالف العدوان مساء ذلك اليوم وأسفرت عن استشهاد 24 شخصاً. وجرح 115 آخرين، بينهم أطفال ونساء وكان من بين الضحايا أسرة كاملة مكونة من خمسة أشخاص، حيث تدمرت نحو 9 منازل ولحقت الأضرار بنحو 15 منزلاً ، كانت الخلية قد وضعت شريحة الاستهداف للطيران بحجة وجود قيادي داخل الحي.
استهداف منازل المواطنين في منطقة هران بـ6 غارات بمديرية أفلح محافظة حجة بتاريخ 7 نوفمبر/2017 ، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 50 مواطنا بينهم أطفال ونساء، وتدمير منازلهم في تلك المنطقة النائية، وقد عملت الخلية حسب معلومات الثورة على زرع الاحداثية في المنطقة للطيران، على أنها منطقة يوجد فيها معسكرات، وأعلن تحالف العدوان يومها أنه استهداف الرئيس الصماد الذي رصدته الخلية ذاتها لدى تواجده في مدينة حجة.
*استهداف الرئيس الصماد*
تفيد المعلومات التي حصلت عليها «الثورة» أن نشاط خلية العملاء التي كلفت برصد تحركات الرئيس الشهيد الصماد لم تقتصر على جغرافيا محافظة الحديدة، فقد سبق وأن وضعت إحداثية لموكب الرئيس في معسكر الشرع، وكذا رصد آخر في محافظة حجة.
تمكن لاحقا أعضاء الخلية من استقطاب علي بن علي قوزي إلى الخلية ليتمكنوا من خلاله من الوصول إلى الرئيس الصماد لاعتباره أمين عام المجلس المحلي ، وبالفعل فقد تقاضى قوزي مبلغ خمسين مليون يمني وعشرين مليون ريال سعودي، مقابل ذلك وقد نفذ الجريمة، ليلقى إعدامه يوم أمس في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء.