الخبر وما وراء الخبر

هل تشعل غواصات أمريكا النووية المقدمة لأستراليا حربًا عالمية ثالثة؟

17

أثار التقارب الأخير بين واشنطن ولندن وكانبيرا الجدل بخصوص بدء حرب باردة مع بكين، خاصة مع اعتزام واشنطن تزويد استراليا بتكنولوجيا لبناء غواصات نووية، وسط ترقب عالمي لردة الفعل الصينية وحدود سقفها.

وانتقدت بكين الاتفاقية التي وصفتها بـ”الأمنية”، معتبرة أنها “غير مسؤولة” و”ضيقة الأفق”، وسط توترات صينية أسترالية في محيط بحر الصين الجنوبي الذي تتمتع فيه الصين بنفوذ كبير.

وترى بكين على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها تشاو ليجيان، على أن التحالف ضدها يخاطر “بإلحاق أضرار جسيمة بالسلام الإقليمي.. وتكثيف سباق التسلح”، منتقدا ما وصفه بـ”عقلية الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن”، محذرا من أن الدول الثلاث “تضر بمصالحها”.

ونشرت وسائل إعلام حكومية صينية مقالات افتتاحية تنتقد الاتفاقية، وقالت صحيفة “غلوبال تايمز” إن أستراليا “حولت نفسها الآن إلى خصم للصين”.

وبحسب التقرير الذي نشرته “قناة العالم” اليوم السبت فإن استراليا ستكون قادرة على بناء غواصات أسرع تعمل بالطاقة النووية، يصعب اكتشافها من خلال الأساطيل البحرية التي تعمل بالطاقة التقليدية، وبإمكانها أن تظل في المياه لأشهر، فضلا عن قدرتها على إطلاق صواريخ لمسافات أطول، على الرغم من أن أستراليا تقول إنها لا تعتزم تجهيزها بأسلحة نووية.

وأُعلن عن الشراكة الجديدة، تحت اسم “أوكوس”، خلال مؤتمر صحفي مشترك عن بعد بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ونظيره الأسترالي، سكوت موريسون، الخميس الماضي.

ترتيب أمني
ويقول خبراء إن تحالف “أوكوس” ربما يمثل أهم ترتيب أمني بين الدول الثلاث منذ الحرب العالمية الثانية، ويعني ذلك أن أستراليا ستصبح سابع دولة في العالم تمتلك تشغيل غواصات تعمل بالطاقة النووية.

وقال بوريس جونسون في وقت لاحق إن الاتفاقية “ستحافظ على الأمن والاستقرار في شتى أرجاء العالم”، وسوف تتيح “مئات الوظائف التي تتطلب مهارات عالية”.

وقال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، لـ”بي بي سي” إن الصين “تشرع في واحدة من أكبر عمليات الإنفاق العسكري في التاريخ.. يريد شركاؤنا في تلك المناطق أن يكونوا قادرين على الصمود في أرضهم”.

وعززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة، واستثمرت بكثافة في شراكات أخرى في المنطقة مع دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية، ويقول خبراء إن وجود الغواصات في أستراليا أمر بالغ الأهمية لنفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.

وكانت الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا وحليفتيها التاريخيتين أمريكا وأستراليا قد تصدرت منصات التواصل الاجتماعي بعد إعلان كانبيرا عن فسخها لعقد ضخم أبرمته في عام 2016 مع باريس لشراء غواصات بعشرات المليارات واستبدالها بأخرى أمريكية تعمل بالطاقة النووية، بعد إعلان الادارة الامريكية عن تشكيل تحالف أمني استراتيجي مع بريطانيا وأستراليا، الامر الذي اعتبرته باريس بأنه يشكل “طعنة في الظهر” وأن الرئيس جو بايدن اتخذ “قرارا مفاجئا” على طريقة “ترامب”.