كيف نقرأ تاريخ أهل البيت
بقلم //ام وهيب المتوكل//
حري بنا نحن المسلمين _ أن نعود إلى تاريخ أعلامنا وهداتنا من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لنتأمل
كيف كان حملهم لمسؤولية الأمة
كيف كانوا على مستوى عال من الهمة العالية والصبر والثبات والعطاء٠
وما واجهوه من طغيان المستبدين في سبيل المستضعفين من الأمة من جهة٠
وما كابدوه من تخاذل الأمة عن حقها في اتجاه ثان٠
كل ذلك يزيدنا عزماً إلى عزمنا وصبراً إلى صبرنا واستعداداً للعطاء فلهذه المناسبات أثر عظيم على المستويات النفسية الفكرية والعملية٠
فما يربطنا بأعلام الهدى أنبياء الله أولاً٠
ثم أعلام الهدى من عترة الرسول هو ذلك الخط ٠٠ خط الهداية الممتد عبر الأزمان لكل أمة ولكل جيل حتى نهاية التكليف وانقضاء الحياة٠
ما يربطنا بهم هو الشيء الكبير والمهم جداً لا مجرد ذكريات فرح أو حزن أو أحاديث عن مولد أحدهم أو استشهاد آخر٠
ما يربطنا بهم هو أعظم الروابط بعد ارتباطنا بالله سبحانه وتعالى
بل هو جزء من ارتباطنا بالله سبحانه وتعالى يربطنا بهم الاقتداء والاتباع والاهتداء والتمسك هم لنا القدوة والقادة هم لنا النور الذي نستضئ به في ظلمات الجهل والباطل والطغيان ولذلك٠
يجب أن نحرص أن نتعرف على تاريخهم المشرق فكل واحد منهم يمثل مدرسة متكاملة نتعلم أبلغ الدروس والعبر خصوصاً ونحن
في مواجهة مباشرة مع قوى الشر والعدوان نخوض أكبر معركة على مستوى الدنيا بكلها٠
نحن بأمس الحاجة إلى أن نعود إلى مدرسة أهل البيت
ففي كل عام من شهر محرم الحرام يستذكر أبناء شعبنا اليمني _من واقع مظلوميتهم الكبرى ومعاناتهم وما يواجهونه
في تصديهم لقوى الشر والطغيان التي تستهدفهم في أمنهم واستقرارهم واستقلالهم وحريتهم واقتصادهم بل تستهدف وجودهم_
يستذكرون حدثاً عظيماً وثورة عظيمة بقيت آثارها وامتدت نتائجها على مدى الزمان حتى اليوم٠
فعند ما نستذكر هذه الذكريات المريرة والمؤلمة والمحزنة والمؤسفة والموجعة في تاريخنا لا نستذكرها فقط لنتسربل الأحزان ولنعيش المأساة ولنعيش الحزن من جديد فقط
إنما نعود إليها باعتبارها مدرسة كبرى نأخذ منها الدروس والعبر التي نحن في أمس الحاجة إليها في عصرنا هذا في مواجهة كل التحديات والأخطار التي تعيشها أمتنا مع بني أمية الممثلة ببني سعود وكل اتباعهم٠
لقد كانت ثورة الإمام الشهيد زيد بن علي (عليه السلام) امتداد لثورة جدة الحسين (عليه السلام) وامتداداً لحمل المشروع الرسالي الإلهي الذي بلغه خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وهكذا واصل الإمام زيد عليه السلام ذلك المشروع بروحه ومبادئه ومواقفه وأخلاقه وحمل لواءه في الأمة منادياً ليبقى للحق صوته وليبقى للحق امتداده وليبقى للعدل حملته وليبقى للنور الإلهي من يعملون على نشره في الأمة وليبقى طريق ونهج الإصلاح لواقع الأمة والتصحيح لمسارها قائماً وممتداً عبر الأجيال٠
لقد عانت الأمة من التسلط الأموي الذي استفاد من موقعه في السلطة وكان وصوله كارثة كبيرة على الأمة في كل شيء في دينها ودنياها حاضرها آنذاك ومستقبلها الممتد عبر التأريخ٠
كان التسلط الأموي يشكل خطورة كبيرة جداً على الأمة لأنه يتناقض في أهدافه وسلوكه وممارساته مع كل مبادئها
كما إن مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) في التأريخ لم تكن أبداً لشأنٍ يخصهم ولا لأمرٍ لا يتجاوزهم إنما كانت مظلومية الأمة بكلها
وخير شاهد على ذلك ما تعيشه الأمة الإسلامية من مملكة الفساد لم يبقى في الأمة كرامة ولا عزة ولا سمواً واصبح أداؤعم وممارستهم الظالمة على النقيض من الإسلام ولم يبقوا منه سوى شكليات علموا أنها لا تؤثر عليهم فصارت ضمن وسائلهم وأدواتهم التي يستغلونها في التحكم بالأمة والسيطرة عليها٠