دراسة أكاديمية بجامعة ذمار حول «الصراع الدولي في البلقان خلال القرن التاسع عشر الميلادي»
كتب / أمين النهمي
حصلت الباحثة حفصة عبدالله محمد المحتسب على درجة الماجستير بامتياز في مجال التاريخ والعلوم السياسية من جامعة ذمار عن رسالتها الموسومة بــ “الصراع الدولي في البلقان خلال القرن التاسع عشر 1821- 1878م”
وخلال المناقشة التي احتضنتها قاعة المقالح بكلية العلوم الإدارية، الاثنين، أشادت لجنة التحكيم المكونة من أ. د. عارف الرعوي رئيسا ومناقشا خارجيا، جامعة إب، و أ. د. عبدالودود مقشر عضوا و مناقشا، جامعة الحديدة ، و د. أمين الجبر عضوا ومشرفا جامعة ذمار، بجهود الباحثة، وأوصت بطباعة الرسالة على نفقة الجامعة وتداولها بين الجامعات.
وتناولت الدراسة تنافس وصراع القوى العظمى في الجزء الشرقي من أوروبا أو ما يسمى بشبه جزيرة البلقان من عام 1821م الذي بدأت فيه الثورة اليونانية المطالبة بالاستقلال، حتى مؤتمر برلين عام 1878م، الذي منح الكثير من مناطق البلقان الاستقلال عن الدولة العثمانية، حيث كانت المنطقة قد خضعت للحكم العثماني منذ القرن الرابع عشر وحتى القرن التاسع عشر.
واشتملت الرسالة على ثلاثة فصول وخاتمة، تناول الفصل الأول أصل الصراع في منطقة البلقان وجذوره التاريخية أو ما سمي بالمسألة الشرقية، والمرتكزات الأساسية التي دار حولها الصراع في المنطقة، فيما تناول الفصل الثاني مصالح القوى الدولية في منطقة البلقان ومحاولاتها في تحقيقها. وتناول الفصل الثالث والأخير أثر التطورات الدولية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على مسألة الصراع في منطقة البلقان وكيف ساهم في تحيق الاستقلال لكثير من مناطق البلقان.
وتوصلت الدراسة إلى العديد من الاستنتاجات، منها:
– شكلت منطقة البلقان في القرن التاسع عشر الميلادي بؤرة صراع دولي ومركز جذب وتنافس لمختلف القوى الدولية الفاعلة وقتذاك.
– مثلت طبيعة الصراع المحتدم في البلقان فترة الدراسة ذروة التجلي للمسالة الشرقية بكل أبعادها وتعبيراتها.
– اتخذ الصراع في البلقان أبعادا مختلفة، ووسائل متنوعة، وذلك تبعا لخلفيات الاطماع المتصارعة وطبيعة المصالح المتنافسة.
– لعب التعدد العرقي الأثني، والتنوع الديني المذهبي دورا كبيرا في عملية تأجيج الصراع وادامته، وذلك لما وفره من بيئة خصبة وقابلية لإمكانية اشتعاله في أي لحظة.
– كان لانبعاث الحس القومي الأوربي وامتداداته داخل إقليم البلقان تأثيرا مباشرا في إذكاء النزعة الاستقلالية لدى الأقليات العرقية والقوميات المختلفة.
– أظهرت الاحداث أن روسيا القيصرية كانت لها اليد الطولى في تغذية الصراع وإدارته.
– تعاملت مختلف القوى في البلقان مع مختلف القضايا من زاوية المصلحة وتحقيق الاستراتيجيات.
– عقدت العديد من الاتفاقيات والمعاهدات غير المتكافئة بين الدولة العثمانية من طرف، ومختلف الدول الأوربية التي كانت لها أطماع ومصالح في البلقان من طرف آخر.
– أثبتت الأحداث والصراعات التي دارت في منطقة البلقان أن الدول والامبراطوريات مهما علاء شأنها فإن لها نهاية حتمية لا مناص منها، وأن الاعراف والأخلاق الدولية لا قيمة لها.
– كل الصراعات الدولية، أيا كانت خلفياتها ومشروعياتها، لا تكون الكلمة العليا فيها إلا لمنطق القوة والغلبة.
حضر المناقشة عميد كلية الآداب أ.د. عبدالكريم البحلة، وعدد من الأكاديميين والشخصيات الاجتماعية، و زملاء وأقارب الباحثة.