الخبر وما وراء الخبر

تجدد الخطاب وثبات الموقف

10

بقلم / د. مهيوب الحسام

على العدوان الأنجلوسعوصهيوأمريكي أن لا ينتظرَ من الشعب اليمني العظيم استسلاماً أَو تغييراً في مواقفه المبدئية وثباته على الحق أَو تنازلاً عن حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والعيش بعزة وكرامة على أرضه وترابه الوطني وحقه الطبيعي في إيقاف العدوان عليه بالتدمير والقتل المباشر، ورفع الحصار الجائر والظالم المُستمرِّ للعام السابع.. قالها قائد الثورة سلام الله عليه ويكرّرها مراراً ويجدد التأكيدَ عليها في معظم خطاباته.

يتجدد خطاب قائد هذا الشعب وقائد ثورته مع التأكيد على الثبات في المواقف الدينية والوطنية والقيمة والأخلاقية والكرة في ملعب أمريكا وأدواتها، فيما لا يزالُ العدوانُ غيرَ جاد وغيرَ راغب في السلام بقدر رغبته في تصعيد عدوانه وإن أراد سلاماً فالأمرُ بيده، هو من أعلن حربَه العدوانية على هذا الشعب دون وجه حق، فهذا الشعب لم يعتدِ عليه يوماً، ولا حوار مع العدوان قبل أن يجنح للسلام ويوقف عدوانه ويرفع حصاره ويسحب قواته وعناصره الإرهابية من الأراضي اليمنية، وعندها تبدأُ المفاوضاتُ معه؛ لتحمل مسؤولياته..

أما إن أصر الأمريكيُّ السعودي على استمرار عدوانه فَـإنَّ عليه أن يدركَ جيِّدًا بأن هذا الشعبَ لن يساومَ على حريته وعزته وكرامته أبداً، وليعلم أن استمرارَه في تسويقِ تضليلِه وأكاذيبِه وادِّعاءاته بأن الشعبَ اليمني يرفُضُ وقفَ الحرب عليه لن تسترَ له عورة والعالم كله يدرك بأن وقفَ الحرب العدوانية على الشعب اليمني ليست بيدِه وإنما هو بيد دول تحالف العدوان وحدَها التي أعلنت عدوانَها الإجرامي على هذا الشعب.

ليس من العدل والإنصاف وليس من المقبول ديناً أَو قانوناً أَو عُرفاً وليس من العقل والمنطق أبداً أن يطلُبَ أحدٌ من الشعب اليمني أن يتوقفَ عن دفاعه عن نفسه ويستمر العدوان بقتلِه المباشر وبالحرب البيولوجية وبالحصار والتجويع… إلخ، أما إذَا كان مُصراً على استمراره في عدوانه فَـإنَّ هذا الشعب مُستمرٌّ في ممارسة حقه المشروع في دفاعه عن نفسه وأرضه وعِرضِه، واستسلامُه هو المستحيلُ الذي لا يكون ولن يكون.

إن العدوان الذي يريد من الشعب اليمني العظيم وقفَ دفاعه عن نفسه والتفريط بأرضه وعِرضه ودينه وقيمه وأخلاقه وشرفه وأن يتنازل عن حريته واستقلاله ويقبل بغزوه والاحتلال لأراضيه ونهب ثرواته فَـإنَّه عدوانٌ غبي بل وأغبى عدوان عرفه التاريخ، ولو سأل البرتغاليين أَو الأتراك لأدرك بأن هذا الشعب الأبي لا يرحّب بغزاته ومحتلّيه، ولا يشكرهم إلا من حَرِّ وشفرات السيوف وأخشام البنادق، ومن خلال دفنهم بما يليق بهم.

إنَّ الشعبَ اليمني أبيٌّ بطبعه، ما بالك بعد أن مَنَّ اللهُ عليه بقيادةٍ منه واعيةٍ مدركةٍ مؤمنةٍ بالله مجاهدةٍ في سبيله استثنائيةٍ في هذا الزمن الاستثنائي، وكُلُّ الأحرار الشرفاء من أبناء هذا الشعب يلتفون حولها عن صدقٍ وقناعةٍ وإيمانٍ ووعيٍ وإدراكٍ، وليس جرياً وراء مصلحة شخصية مادية أَو سواها، بل ويقدمون التضحيات مجاهدين معها في سبيل الله بالمال والنفس، وهو بإيمانه بالله وتوكله عليه ماضٍ في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه وانتزاع حريته واستقلاله، واللهُ ناصرُه ولو كره المعتدون.