الخبر وما وراء الخبر

عام مشرف على وجود اللجان الثورية والشعبية

153

بقلم / صلاح العزي


 

سأرد هذه المرة على السؤال الذي طرحته قناة اليمن اليوم على جمهورها يوم أمس مع ملاحظة أن الرد سيكون بعيدا كل البعد عن الحزبية فكما استمعت إلى سؤالها ولم أنظر إلى هويات مالكيها وكادرها ولا إلى توجههم السياسي فسأرد عليها كمواطن يمني ويمني فقط وأرجو كل الرجاء من الجميع قراءة الرد من هذه الزاوية زاوية المواطن اليمني البعيد عن الحزبية والانتماءات السياسية.

فأقول متوكلا على الله لقد سمعت عبر أثير قناة اليمن اليوم التي كان -ولازال- لها موقف وطني مشرف من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن وكانت أيضا -ولازالت- أحد المنابر الإعلامية الوطنية التي تتصدى للحرب الإعلامية ذات المكنة الممولة والكبيرة التي يشنها قادة العدوان على الشعب اليمني بالتزامن مع حربهم العسكرية والأمنية والاستخباراتية ، ناهيك عن شهدائها الأبرار من الإعلاميين الذين ارتقوا إلى الله من موقع العز والشرف والبطولة في الوقت الذي تتساقط فيه رؤوس العملاء والمرتزقة وهم في موقف الخزي والعمالة والخيانة التي لعنتها الأمم السابقة وستلعنها الأجيال المتعاقبة.

لقد طرحت القناة مشكورة يوم أمس سؤالا تفاعليا على جمهورها عن مرور عام على اللجان الثورية ماذا قدمت ، ولو كنت ممن يسيئون الظن ويحاسبون الناس على نوايا متوقعة لقلت للسائل لماذا لم يكن سؤالك مثلا بهذا الشكل “ما رأيك في اليمن خلال 30 عاما مضت قبل ثورة فبراير 2011 بما كانت تملكه من قوة وثروة واستقرار ولم تكن محاصرة ولا تحت وطأة العدوان” ،ﻷن مثل هذا السؤال لو طرح فسيفتح آفاقا أكبر أمام السائل وسيغذي البرنامج بشكل كبير جدا ولكني كما قلت سابقا لست ممن يسيئون الظن بأحد.

بل حتى لو كنت ممن يسيئون الظن بالناس ولو بالنزر البسيط لقلت للقناة لماذا لم يكن سؤالكم بهذا الشكل مثلا “ما هي نظرتك أو كيف ترى اليمن خلال عام كامل من الفراغ الدستوري بدون حكومة وبدون رئيس وفي ظل تنصل بعض الأطراف السياسية عن مسؤوليتها تجاه الشعب ورفضها للمشاركة في أي حكومة انتقالية ،بالإضافة إلى العدوان الذي لو تعرضت له أقوى الدول المستقرة والغنية لانهارت كل مؤسساتها بعكس اليمن التي لا تزال متماسكة ومؤسساتها مستمرة في تقديم خدماتها للشعب ولو بالقدر البسيط وصمود أسطوري لم يسبق له مثيل؟

على العموم الحمد لله أنني لست ممن يسيئون الظن ولذلك فسأجيب على السؤال كما هو.

إذا أردنا تقييم اليمن خلال عام من وجود اللجان الثورية فيجب علينا قبل ذلك أن نتعرف على الظروف التي عاشتها اليمن خلال هذه المرحلة والتي كانت سببا لوجود اللجان الثورية او لبقائها واستمرارها على أقل تقدير.

بعد نجاح ثورة 21 سبتمبر ودخول اليمن في حالة من الفراغ الدستوري وانعدام للحكومة كان الواجب الذي يعرفه ويتعامل به العالم بأكمله من شرقه إلى غربه في حال كانت الثورة منظمة وليست فلتة يحتم على قيادة الثورة بتعاون الشعب الثائر تشكيل لجان خاصة ﻹدارة البلد وتأمينها وتسيير عمل المؤسسات الحكومية إلى أن يتم تشكيل حكومة رسمية قادرة ومتمكنة على قيادة البلد في الفترة الانتقالية الى بر الأمان.

بعد إسقاط المبادرة الأمريكية الخليجية وما كان يسمى بحكومة الوفاق كان المفترض والطبيعي أن تعم الفوضى ويسود الانفلات الأمني ويتوقف العمل في مؤسسات الدولة وتتعطل مصالح الشعب وتتوقف مرتباتهم ويتهيأ الجو لانتشار داعش والقاعدة ويكثر السلب والنهب والقتل والاغتيالات والثارات وتصفية الحسابات … الخ أليس كذلك؟

ولكن الله وفق قيادة الثورة الى تشكيل لجان ثورية وشعبية تطوعية ليس لها أي دافع مادي أو سياسي غير استشعار مسؤوليتها الدينية والوطنية والثورية لعدة أغراض منها:

– المحافظة على مؤسسات الدولة من الانهيار.

– الإشراف على عمل المؤسسات الحكومية بالشكل الذي لا يعطل مصالح المواطنين.

– إيقاف الفساد المالي والإداري حسب المستطاع إلى أن يتم تشكيل أو إعادة هيكلة الأجهزة الحكومية المتخصصة لتتسلم مهامها رسميا وتعالج الفساد السابق واللاحق بما يكفله لها النظام والقانون.

– العمل بأقصى جهد لتسليم مرتبات الموظفين وعدم توقفها كي لا يتسبب ذلك في زيادة معاناتهم.

– المحافظة على الأمن والحيلولة بقدر المستطاع دون استغلال الفراغ السياسي من قبل أي جهات أو عصابات أو أفراد لتنفيذ أي أعمال تخل بأمن البلد أو بأمن المواطن أو بأمن المنشئات والبنوك والممتلكات العامة والخاصة كالتصدي لعناصر القاعدة والخلايا النائمة التابعة لجماعة الإخوان وحزب الإصلاح والعميل علي محسن وبفضل الله تعالى حصل كل ذلك واستقرت الأوضاع بشهادة الداخل والخارج .. أليس كذلك

وبعد تشكيل حكومة السلم والشراكة والابتعاد عن كل الصراعات السياسية واحتواء كل التيارات في حكومة واحدة كان المؤمل أن يستقيم العمل الحكومي بمساعدة اللجان الثورية و الشعبية حتى تستعيد الحكومة قوتها تدريجيا وتصبح قادرة على القيام بمهامها بمفردها.

ولكن مع الأسف الشديد كان هناك قوى خارجية بزعامة أمريكا و السعودية تراقب الوضع اليمني باستياء شديد وانزعاج كبير خوفا من ان يتوافق اليمنيون ويتشاركوا جميعا في بناء وطنهم بعيدا عن الصراعات السياسية ليتوقف التنازع وتبدأ مرحلة التعاون والتآخي.

ومع كل خطوة خطاها اليمنيون إلى الأمام كانت القوى الخارجية ترسم خططا أكبر ﻹفشالها وإفشال الاتفاق الوطني وإعادة اليمن إلى سابق عهدها تحت الوصاية الخارجية المتزامنة مع إشعال الصراعات الداخلية ودعم للتنظيمات الإرهابية التي سيطرت آنذاك بشكل كلي على أكثر من ثلث المحافظات اليمنية لولا الجهود الجبارة للجيش واللجان الشعبية التي تحملت الجزء الأكبر من عمليات التصدي لتلك التنظيمات وطهرت محافظة البيضاء منها بنسبة 70% وهي التي كانت قد أصبحت أكبر أوكار تنظيم القاعدة في اليمن وربما في الجزيرة العربية.

ولما يئست القوى الخارجية بزعامة أمريكا والسعودية من عرقلة اتفاق السلم والشراكة ألزمت عملاءها بالمضي قدمآ في تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم وتجزئتها إلى كانتونات صغيرة يسهل لهم السيطرة عليها وفرض الوصاية عليها بالترغيب أو بالترهيب كما هو الحال مع دويلات الخليج رغم عدم شرعية ذلك القرار ومخالفته لمخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.

وهنا سؤال عام يطرح نفسه على الجميع ما الذي كان سيحصل لو تعاملت اللجان الثورية والشعبية مع تلك الخطوة بسلبية وتركت اليمن تمضي في مشروع التقسيم ، هل تصورتم ما الذي كان سيحصل؟

طبعا كان القرار سيتخذ رسميا باسم اليمن رئاسة وحكومة وستعتمده الأمم المتحدة ودول العالم وستعتبره ساري المفعول وستتعامل مع اليمن فور صدوره على أنها ست دويلات أو ستة أقاليم حسب وصفهم وستبدأ القوى الخارجية بتنفيذه ولو كلفها ذلك استخدام القوة وسيكون التدخل الخارجي حينها نظاميا وقانونيا وبتوافق العالم.

وﻷن القرار لم يكن شرعيا ومخالفا لمخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة بل حتى أنه لم يكن مدروسا ولم تشكل لجان خاصة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية لدراسته ووضع الخطط المناسبة لضمان تطبيقه بأمن و سلاسة وسلامة دون أضرار ولا آثار ،فقد بذلت اللجان الثورية وأنصار الله وعموم الأحزاب الوطنية جهودا كبيرة لثني عبدربه منصور هادي وحاشيته من عملاء السفارات عن اتخاذ ذلك القرار ، فلما أصروا حسمت اللجان الشعبية أمرها وأعاقت اتخاذ القرار بالطريقة المناسبة ،فكان قرارا موفقا ﻷنها لو لم تحسم أمرها لكانت النتائج أسوأ بكثير بكثير من أي آثار نتجت عن استعادة مذكرة القرار إرغاما من أحمد عوض بن مبارك وليس أقلها تقسيم اليمن وإدخالها في صراعات مذهبية وسياسية واقتصادية وطائفية وتحولها إلى ما يشبه الدويلات المتصارعة التي أقيمت في الصومال على أنقاض الدولة.

وقد مثل هذا الإنجاز الوطني للجان الشعبية ضربة قاصمة للمشروع الأمريكي والسعودي وكشف حقيقة العملاء الذين كانوا يعملون لصالح الخارج من تحت عباءة الرئاسة والحكومة الذين ألزمتهم قيادتهم من واشنطن والرياض بالتخلي عن مسؤوليتهم الدينية والوطنية تجاه وطنهم وشعبهم والتوقف عن العمل بتقديم استقالات صورية وغير نظامية لإدخال اليمن مجددا في حالة من الفراغ الدستوري ولكن هذه المرة بصورة أخطر بكثير بكثير مما حصل بعد نجاح ثورة 21 سبتمر ، هل تعلمون لماذا؟

ﻷن هذه المرة كان الفراغ السياسي مشروعا معدا له بعناية وحسب خطة ممنهجة لها أهداف خطيرة جدا على الشعب والوطن أقلها وأبسطها انهيار النظام وانهيار المؤسسات الحكومية وحصار اليمن وتجويع الشعب بهدف الوصول إلى الإفلاس التام وإيقاف تسليم المرتبات للموظفين مع خطة أمنية شيطانية بهيكلية بشرية وإعلامية ممولة نشرت وسائل الإعلام قبل عدة أشهر بعض تفاصيلها.

ليتم تحميل أنصار الله واللجان الشعبية و الثورية المسؤلية الكاملة وإثارة الشارع وإشعال انتفاضة تتولى مهمتها شخصيات قيادية وأكاديمية واجتماعية وعسكرية وسياسية من حزب الإصلاح وجماعة الإخوان أي لتحويل صنعاء إلى شعلة ملتهبة بالاغتيالات والتفجيرات والثورات والصراعات والغضب الشعبي … الخ ليس ذلك فحسب بل هناك ما هو أخطر وأجزم بأنكم تعرفونه جيدا ، فما هو يا ترى؟

التجهيز في مأرب والمحافظات الجنوبية لتسليم المعسكرات والمؤسسات الحكومية فيها لتنظيم القاعدة وداعش وبعض القيادات العسكرية وكلكم تتذكرون جيدا اقتحام عناصر القاعدة للمعسكرات في مأرب و في لحج وشبوة وأبين وحضرموت والبدء في تصفية منتسبي الجيش كالاعدامات والذبح الجماعي التي تعرض لها عشرات الجنود في بعض تلك المحافظات بالإضافة الى تهيئة قاعدة العند لاستقبال اسراب من الطائرات الأمريكية والخليجية وربما الإسرائيلية.

ومن ثم يشنون هجوما عسكريا وداعشيا كبيرا باتجاه صنعاء والمحافظات الوسطى بتسليح وطيران أمريكي سعودي وأيدي يمنية وربما داعشية أجنبية كما هو فعلهم في ليبيا وفي سوريا من دون الحاجة إلى أي تدخل عسكري مباشر ﻷي من دول تحالف العدوان لا سعوديين ولا إماراتيين ولا حتى سودانيين ، ويستغلون الارتباك في صنعاء وانعدام الجاهزية لدى الجيش واللجان الشعبية في غير صنعاء ، وانتشار الخلايا الإخوانية والقيادات العسكرية الموالية للعميل علي محسن في أغلب معسكرات المحافظات الشمالية كما هو الحال في محافظة تعز وبعض مديريات محافظتي إب والحديدة كالقفر والعدين وبيت الفقيه وغيرها.

ولو تحقق لهم ذلك المشروع أعتقد أنكم جميعا تعلمون ما الذي كان سيحدث ليس مجرد إعادة العملاء إلى رأس السلطة فقط كما يزعمون بل سيتم تسليم اليمن بأكملها لتنظيم القاعدة وداعش ومن لم يقتنع فلينظر اليوم إلى عدن وجعار وزنجبار وعتق وعزان وحوطة لحج ،وهذا المشروع وحده يكفل لهم استمرار خروج اليمن بأكملها عن نطاق الخدمة بإشعال صراع طويل الأمد بين الدواعش من جهة والمواطنين والجماعات المسلحة التابعة للأحزاب والتنظيمات من جهة أخرى.

تماما مثل النموذج السوري فإذا انتصر التكفيريون على المواطنين والفصائل الأخرى يتدخل التحالف ﻹنقاذهم بالسلاح والطائرات بحجة محاربة الإرهاب ،وإذا انتصر المواطنون ومسلحو الفصائل الأخرى على التكفيريين يتدخل التحالف الأمريكي السعودي ﻹنقاذهم بالطرق المفضوحة التي يعرفها الجميع إما بالغارات الخاطئة على الخصوم او بإنزال شحنات كبيرة من السلاح النوعي على مواقعهم ثم الادعاء بأنها قد نزلت بالخطأ او بتصويرهم للرأي العام على أنهم ثوار أو لجان شعبية يتوجب على العالم مساندتهم ودعمهم باسم الديمقراطية ،أو ما إلى ذلك من الأكاذيب.

ولو تحقق لهم ذلك لكانت اليمن قد أصبحت اليوم في خبر كان ليس من اليوم فقط بل من قبل عام كامل ،ولكانت الأحكام الداعشية والذبح والسحل والقتل والتصفية والاغتيال والاختطاف والإغراق وقطع الأعناق قد طبقت في عموم محافظاتها ليس من اليوم فقط بل من قبل عام كامل ،ولكان العملاء والمرتزقة من زعماء وقادة الاحزاب والمجاميع المسلحة و بعض زعماء القبائل و بعض مشائخ العزل والمديريات يتسولون أمام المكاتب الملكية السعودية و الأميرية الإماراتية ليصرفوا لهم بعض المبالغ المالية يديرون بها شؤون تجمعاتهم ومسلحيهم أو يسلمون بها مرتبات موظفي مناطقهم أو حتى ليعالجوا بها جرحاهم الذين يشتكون اليوم من شدة معاناتهم أيضا ليس من اليوم فقط بل من قبل عام كامل ،ولكانت امريكا قد أنشأت لها القواعد العسكرية ولحولت باب المندب وجزيرة سوقطرة الى مقاطعات عسكرية امريكية من قبل عام كامل ولكان ال سعود قد التهموا مساحات كبيرة وربما محافظات بأكملها مثل مأرب وحضرموت وأضافتها الى حدودها ،ولكان التكفيريون والمتطرفون قد قتلوا كل علماء الدين المناهضين لهم فكريا والمخالفين لهم مذهبيا في صنعاء وزبيد وجبلة وصعدة والمحويت وحجة وعموم اليمن ولدمروا كل المساجد والأضرحة والمقابر كما في عدن وحضرموت ولحج وشبوة وليس من اليوم فقط بل من قبل عام كامل.

ولكن الله وفق قيادة الثورة واللجان الثورية والشعبية والقيادات العسكرية والقبلية والسياسية والدينية والثقافية لاتخاذ القرار الحكيم الذي باغت قادة العدوان السعودي الأمريكي وخلط عليهم أوراقهم ونسف عليهم مشروعهم باتخاذ قرار الإعلان الدستوري وقرار التعبئة العامة للحيلولة أولا دون تحقق الهدف الخبيث من الفراغ السياسي المفتعل و للتصدي للمشروع الخارجي في بدايته قبل أن يتمكنوا ويسلموا لداعش والقاعدة زمام المبادرة في العدوان.

قائد الثورة واللجان الثورية والشعبية لم ينتظروا مرور 9 أشهر ليتخذوا قرار الدفاع عن اليمن ضد المؤامرة الأكبر والأخطر بل بادروا واصابوا المشروع الأمريكي الداعشي بالشلل وأحبطوا كل المخططات التخريبية وقدموا المال والدماء والأرواح وكل ما استطاعوا تقديمه في سبيل حماية اليمن بسيادتها وكرامة شعبها.

وقد كان الإعلان الدستوري ضروريا جدا في تلك المرحلة بالذات ليقطع الطريق أمام المشروع الخارجي وقد ترك الباب مفتوحا لجميع التيارات السياسية دون استثناء للمشاركة في سد الفراغ السياسي لضمان حماية الشعب والوطن بتشكيل حكومة جديدة متوافق عليها لتحل أوتوماتيكيا محل الإعلان السياسي الذي كان سينتهي بانتهاء الأسباب التي دعت اليه ولكن للأسف الشديد بعض الأحزاب السياسية ركعت وخضعت للإرادة والرغبة الأمريكية والسعودية بقصد الإبقاء على حالة الفراغ السياسي بينما بعض الأحزاب الأخرى لم تهتم للوضع الطارئ ولم تكترث بما قد يتعرض له المواطن اليمني من مآسي وصعوبات وآلام نتيجة لذلك الوضع ورأت فيها فرصة لابتزاز أطراف سياسية أخرى ولتحقيق مكاسب خاصة بها وليذهب المواطن الى الجحيم ،ولذلك فإن الاعلان الدستوري لو لم يتخذ لكانت الأضرار والآثار أسوأ بكثير على الجميع.

بعد تلك القرارات الطارئة والضرورية اضطر قادة العدوان للتدخل بجيوشهم بشكل مباشر وسقطوا في المستنقع الذي سيلعنون اليوم الذي اتخذوا فيه ذلك القرار إلى أن ينتقم الله منهم ،فقد خسروا أموالهم وخسروا ضباطهم وجنودهم وأسلحتهم وأهينت كرامتهم وفضحت قوتهم وذهبت هيبتهم ولعنت جيوشهم وفقدوا مساحات كبيرة من حدودهم ولازالوا غارقين إلى هذا اليوم ،ويعلمون علم اليقين بأن مشروعهم وكل خسائرهم ستذهب أدراج الرياح بمجرد إيقاف غطائهم الجوي ،وخلال 10 أشهر من تورطهم في اليمن لازالوا يحاولون جاهدين إعادة المشروع إلى خطته الأصلية التي أفشلها قرار التعبئة العامة ،يريدون اليوم الانسحاب من المشهد ليعود الصراع بين اليمنيين فقط كما كان مرسوما له قبل أكثر من عام ليستمتعوا هم من خلف الشاشات فقط ويجنوا ثمار الدماء اليمنية ولكن هيهات فهاهم عاجزون عن استعادة أراضيهم ،وجنودهم وضباطهم لازالوا يقتلون بشكل شبه يومي.

ولايزال الأمل كبيرا في الله القوي القاهر وفي المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية وفي عموم الشعب اليمني الصامد ليتحقق النصر قريبا بإذن الله تعالى وسيهزم الجمع حتما وسيولون الأدبار.

فهل عرفتم الآن أي خدمة كبيرة وجليلة قدمتها اللجان الثورية والشعبية للوطن وللشعب اليمني برفقة كل الأحرار والشرفاء من جميع المحافظات والتوجهات الفكرية والسياسية ، ولا جميل لهم في ذلك ﻷن هذا واجب الجميع ومسؤولية الجميع تجاه شعوبهم وأوطانهم ومن يقصر فيها فعليه أن يراجع نفسه ،ولست في ذلك بمادح ولا مطري ﻷحد ولكن لولا سؤالكم لما تكلمت ،وأخيرا تذكروا أني أجبتكم كمواطن يمني فقط بعيد عن كل الانتماءات الحزبية والسياسية وأرجو أن تنظروا إلى ردي من هذه الزاوية فقط من دون حشر السياسة والحزبية في الموضوع.