الخبر وما وراء الخبر

الصمود.. لــه رجــــالُـــه

389

بقلم /هناء العلوي


 

عندما اصبح الشعب اليمني وما زال في ازهى مراحل الوعي الثوري والثقافي  المناهض للظلم والاستبداد والسياسات الاستكبارية ، وتمكن من مواجهة المشروع التقسيمي ، وصد قوى الاستكبار الأمريكية والصهيونية واقتلاع أذرعها السياسية ، والقبلية ، والعسكرية ، والدينية ، والمخابراتية والتكفيرية ، وافشال كل خططهما ومن اهمها خطة تقسيم اليمن التي كان المراد منها تجزئة اليمن مذهبياً و مناطقياً   .

حينها  شعرت تلك القوى  بالخطر هي واذنابها في الداخل، و توجهت الى ارباك المشهد السياسي الذي  توصلت فيه كل القوى اليمنية الى مرحلة متقدمة وذلك من خلال  تفجير الوضع الامني عن طريق ادواتها التكفيرية التي قامت باستهداف أكبر مسجدين محسوبة على  (انصار الله ) خلف مئات الشهداء والجرحى .

وفي 26مارس 2015م  شنت دول التحالف عدوانها بقيادة النظام السعودي بمساعدة امريكية ومشاركة اسرائيلية استهدف اليمن أرضاً وانساناً وحضارةً  فقد وصلت الاحصائيات التقديرية من ارواح البشر منذ بدأ العدوان إلى  اكثر من خمسه وعشرين الف نسمه اغلبهم من النساء والاطفال ، وعمدوا الى تدمير آلاف المنازل  وهدمها على ساكنيها ، وكذلك هدم كل مقومات الحياة من مدارس، ومصانع ومستشفيات، ومساجد ، ومتاحف، وحدائق ، وجسور، وطرقات ،وموانئ ، ومخازن غذائية ومنشآت حكومية، وغير حكومية ،ومعالم دينية ، وفرض حصار بري وبحري وجوي شامل استهدف الماء والغذاء والدواء وكل المواد الاساسية الخدمية وفي مقدمتها النفط  .عدوانُ في صورةٍ وحشيةٍ لم يشهد له التاريخ مثيل …ويكفي دليلاً أن عدد الغارات الجوية التي تم تنفيذها على اليمن وما تزال بلغت حسب اعترافاتهم الى (اكثر من ستين ألف غارة)_ متجاوزة ما تم تنفيذه في الحرب العالمية الثانية بنسبة اكثر من 30%_ مستخدماً فيها   كل انواع الاسلحة المحرمة دولياً ومنها  العنقودية .

كل هذا اعتقاداً منهم ان الشعب اليمني سيستسلم  في الشهر الاول أو الثاني أو ربما في الاسبوع الاول أو الثاني  من العدوان  لكن الصمود الاسطوري الذي سجله أبناء الشعب اليمني في تاريخه ، والذي اذهل العالم بوقوفه ومواجهته لأكبر تحالف عدواني اجمعت فيه أكثر من ثلاثين دوله وشاركت فيه عشر دول عربية بقيادة النظام السعودي وبدعم ومشاركة اسرائيل وامريكا  تجلى هذا الصمود يوماً بعد يوم ومهما تحدثت عن الصمود اليماني في الحقيقة لن أفيه حقه ، و  سأتطرق الى الموضوع بشكل مختصر وعبر مراحل .

مراحل الصمود

اًولاً: صمود ما قبل اربعين يوماً .

على الرغم من قساوة ووحشية العدوان الذي شُن على أبناء  الشعب  اليمني  منذ اليوم الاول  بتكالب خليجي ، وتحالف عربي ودعم  امريكي واسرائيلي وصمت دولي ، و  استهدافه المدنيين العزل منذ الضربة الاولى  ، وارتكابه ابشع المجازر بحقهم ، و استهداف كل مناحي الحياة والنيل من قُوة عيش المواطن وحصاره حتى من ابسط الخدمات الاساسية ؛ وذلك       من أجل اركاع الشعب اليمني واضعافه واستسلامه . الا أن النتيجة كانت عكسية وأذهلت الجميع وفاجأتهم  بما فيهم قوى العدوان وادواتها ومن يقف خلفها . فقد اثبت الشعب اليمني ممثلاً بقيادة الثورة  صموده ، وثباته ، وقوته ، وعزيمته ، وحكمته في التعاطي مع المرحلة رغم صعوبتها  ،وحاولوا  طيلة هذه الفترة ولمدة اربعون يوماً أن يتحاشوا كثيراً لما يحدث واتخذوا قرار عدم التعجل في الرد ليس من باب الضعف وإنما لإعطاء النظام السعودي الفرصة الكافية التي يفكر فيها لعله يتراجع  عن عدوانه الغير مبرر عن انتهاكه لسيادة بلد ،وادخال المنطقة في صراع وحروب لعله يصل الى مرحلة الرشد والتعقل ويدرك خطورة المؤامرة التي زجوا به فيها وأنه عبارة عن دمية يحركونها لتنفيذ اجندتهم  وسيدفع في يوم من الايام الثمن غالي إلا أنهم عصوا واستكبروا وواصلوا عدوانهم الذي  لو كان على بلدٍ غير اليمن لما تحمل وصمد  لمدة  اربعين يوماً دون الرد والتي  اضطر بعدها الى بدأ الرد  وكان بمستويات و بطريقة منظمة  تتيح الفرصة مرة اخرى لأولئك المجرمون لأن يراجعوا حساباتهم

لكن دون جدوى فما كان امام الشعب اليمني وقيادة الثورة إلا البدء بالتعبئة العامة في اوساط المجتمع من أجل الرد والمواجهة وذلك من منطلق الدفاع عن النفس والارض  وهذا  هو الخيار الصح والحق المشروع .

ثانياً :صمود المجتمع وبناء التكافل الاجتماعي .

أثبت الشعب اليمني طيلة هذه الفترة التي مر بها أنه شعب عزيز وصامد يستمد قوته ، وعزمه ، واباءه من اعتماده على الله ، وأنه يمن الانصار والاوس والخزرج يمن الحكمة  والإيمان ، والحضارة والقيم والشموخ لا ينكسر في أي حال من الاحوال مهما كان حجم التضحيات التي يقدمها والصعوبات ، والتحديات التي يواجها. فقد رأينا الصمود الاسطوري الذي تجلى من أبناء الشعب اليمني يقارب العام أمام اشرس عدوانٍ وحصارٍ  حير كل مراقب لمجرياته وخصوصاً أن العدوان السعودي كان يراهن على انكسار الشعب اليمني ، وأنه سيتخلى عن ذاكرته وتاريخه وارضه وحضارته  وقيمه الانسانية وكرمه الذي تميز به وشجاعته  إلا أنه اثبت غير ذلك وبدأ بكل فخر واعتزاز يسير شؤون حياته اليومية بما يعزز الثبات والكرامة على الأرض ، و دوت صرخات الكثير من الموطنين  نحن جائعون جائعون لكن لم ولن نستسلم  صامدون بالميدان ، وصامدون بالموقف ولن نستسلم حتى آخر قطرة من دماءنا ، وعملوا بثقافة التراحم  والتكافل ، والترابط بين افراد المجتمع بمختلف مكوناته وفئاته وبادر الجميع الى تقديم المساعدات الإنسانية من فاعلين خير وتجار وجمعيات خيرية حتى المجتمع البسيط الذي لا يمتلك الا قوت يومه اعطى وشارك اخوانه مما يأكل وانفق بقوة في سبيل الله وسبيل العزة والكرامة والشعب اليمني معروف بكرمه ويشهد له التاريخ في ذلك  وما زاده العدوان  والحصار  الا جوداً وكرماً تجلى ذلك في تقديمه الكثير من الدعم المادي والنفسي والمعنوي سواءً للأسر الفقيرة أو اسر الشهداء الذين قدموا ارواحهم في سبيل الوطن وسبيل العزة والكرامة او الأسر النازحة التي نزحت من مناطقها جراء القصف المتكرر واستهداف  للمدنيين العزل فقد اعتمدت الاسر النازحة بنسبة 90% على عطاء وبذل المجتمع خصوصاً مع غياب  دور المنظمات الدولية التي تعمل على  الإغاثة الإنسانية والتي تطبل بإسم حقوق الإنسان فلم نرى منها لا مواقف قوية وعملية ولا تقديم مساعدة  وإن قدمت فهو بسيط ولا يصل الى حجم الكارثة التي خططت لها امريكا لقتل الشعب اليمني .

لذلك نأمل من ابناء اليمن السعيدة أن يستمروا في هذا العطاء والتراحم فيما بينهم ولا ننسى أن ارضنا خيرة وأن نتحمل الصعوبات المادية للمرحلة  خير مما نتحمل لا سمح الله غزو  الاستعمار الامريكي الصهيوني المدمر والقاتل للدين والنفس والارض .

ثالثاً : صمود المجتمع في مناهضة العدوان .

خرج المجتمع اليمني منذ أول يوم شن العدوان السعودي الصهيو امريكي غاراته على العاصمة صنعاء رافضاً للعدوان ومستنكراً ومندداً لجرائمه ولم يخاف أو يخضع وعبر عن مواقفه الرافضة والمستنكرة بكل الوسائل والادوات المتاحة  رغم شحت الامكانيات المادية والوضع الأمني المخيف الذي فرضته طائرات ال F16 الامريكية  التي لا تتحرك الا بإذن من غرفة عمليات تدار في البيت الأبيض وقد سُخرت لقتل الشعب اليمني دون استثناء إلا انها لم تكن عائقاً أمام المجتمع اليمني وقد تحرك صغيره وكبيره رجاله ونسائه وحتى اطفاله ، وخرجوا في مسيراتٍ حاشدة  وانشأوا الكثير من الجبهات والتكتلات والائتلافات والمبادرات ومن مختلف المكونات ونفذوا من خلالها مئات  الوقفات الاحتجاجية المناهضة للعدوان الذي لا شرعية له والحصار الذي لا مبرر له ، واقاموا العديد من الندوات ، والفعاليات الثقافية ، والسياسية ، والقانونية ، والحقوقية والامسيات الشعرية  ولأفلام الوثائقية ، والمعارض التشكيلية و البتوغرافية ومجسمات كلها تبرز جرائم العدوان وانتهاك حقوق الانسان ، التي يرتكبها قاتلوا الإنسانية وبشكل يومي ، فالعدوان على اليمن احرج كل    المطبلين باسم حقوق الإنسان وفي مقدمتهم امريكا التي تقتل الشعب اليمني بأسلحتها المختلفة والمحرمة دولياً وبتخطيط خبرائها العسكريين والاستخباراتيين ، وبأدوات انظمه عربية باعت نفسها من الشيطان الأكبر امريكا وفي مقدمتها النظام السعودي  .

رابعاً: صمود المجتمع في دعم الجبهات الداخلية والخارجية .

الدور الذي لعبه الشعب اليمني في دعمه للجيش واللجان الشعبية كان ولا يزال مشرقاً  على امتداد الأشهر الماضية وفي مختلف ميادين الجهاد ؛ لأنه شعبُ لا يقبل الذلة والمهانة ولا يتحمل الغزو والتدخل في قراراته  وهذا معروف على مدى التاريخ أن الشعب اليمني شعب حر لا ينكسر فيكفينا من الشموخ والصمود والتحدي اللحظات التي  “يخرج فيها الرجل من بين ركام منزله وهو يمسح التراب من على راسه وجسمه وأمامه اشلاء زوجته و اولاده كيف  يتحدى ويوعد أنه لن يترك المجرمين والغزاة اعوان امريكا التي تقتل الشعب اليمني، ويحمل سلاحه مسرعاً الى جبهات القتال دون أن يستسلم وينحني ويتألم على ما فقد ؛ لأنه  يعرف مدى خطورة المرحلة التي ستكون على الأمة بأكملها   اذا تساهل في مسؤوليته  لذلك سارع المجتمع اليمني ، وبكل اطيافه المختلفة  بقوة وتحدي وصمود إلى رفد الجبهات الداخلية والخارجية بالمجاهدين ، ومدهم  بالمال والسلاح ، وقوافل الكرم  والعطاء ، وقدم الكثير من الانشطة التي تهدف الى الدعم النفسي والمعنوي للجيش واللجان الشعبية ، والإشادة بصمودهم ودورهم العظيم وكان في مقدمتها اللقاءات القبلية الموسعة للتأكيد على مواصلة الصمود ورفد الجبهات لدعم  الخيارات الاستراتيجية لردع الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم في الداخل  وأعلن النفير العام والتأهب للحظات الحاسمة  والمفصلية التي ستخرج اليمن الى بر الأمان .

خامساً: صمود المرأة اليمنية في مواجهة العدوان .

لقد تجلت في المرأة اليمنية كل مظاهر الصمود الاسطوري الذي سيكتبه لها التاريخ عبر الأجيال لدورها المشهود الذي قامت وتقوم به . على الرغم من أنها  المتضرر الأول من العدوان البربري الغاشم إلا أنها تحدت كل المصاعب والشدائد وكانت اللبنة الاساسية في المجتمع اليمني الذي وقف في  وجه  العدوان والحصار  طيلة عشرة أشهر ، فقد عملت  جاهدة على  مواكبة الدخل اليومي اليسير واستخدمت كل البدائل وخصوصاً الوسائل التقليدية  التي تمكنها من إعداد ابسط وجبة غذائية تقدمها لأطفالها  وهذا يعتبر أكبر صمود في وجه العدوان البشع الذي  استهدف كل  شيء ، وخصوصاً الجانب  الاقتصادي  فاستهداف   الزراعة  والثروة الحيوانية والمصانع بمختلف انواعها وأماكن الصيد يدل على   إجرام متعمد لقتل وتجويع لأكثر من عشرين مليون من أجل الخضوع والركوع والاستسلام ؛ لكن مع وعي المجتمع اليمني بما فيه المرأة فقد ادركت ذلك ولم تبالي ولجأت الى استخدام البدائل البسيطة التي تمكن ذويها من العيش بعزة وصمود ولم ينتهي دورها على مستوى التدبير المنزلي فقط ؛ بل انطلقت  الى ميادين المواجهة العملية على مستوى الجبهات الداخلية والخارجية فإن لم تكن حاضرة بنفسها فهي حاضرة بذويها  الذين دفعت بهم و قدمتهم و انذرتهم في سبيل الله، وسبيل إصلاح الأمة والدين ، وقدمت الشهيد الأول والثاني والثالث وقد رأينا مواقف الكثير من الأمهات اللواتي يستقبلن مواكب شهداءهن كأنها مواكب اعراس فأم الشهيد تنثر الورد والفل على شهيدها وبكل فرح وتحدي وقوة ووعيد أنها ستبذل وتقدم  المزيد من اولادها  فهذا  إن دل على شيء فإنما  يدل على الصمود والوعي والإيمان بالقضية العادلة والموقف المشروع والحق . اضافة الى ذلك مسارعتها الى رفد الجبهات والمجاهدين  بتقديمها السخي للعشرات من قوافل  الكرم والعطاء المكونة من  الحلي  الذهب والمجوهرات بمختلف انواعها والمال  ، و الخبز، والكعك الذي سهرت  الليالي لإعداده ، والمواد الغذائية ، والملابس الشتوية وغيرها .

ولا ننسى الموقف العظيم الذي تقوم به المرأة اليمنية بكل صمود وثبات في  مناهضتها للعدوان بمختلف الوسائل والأنشطة وبشكل يومي خصوصاً في العاصمة صنعاء لقد تصدرت المرأة القائمة الرئيسية في اعداد وتجهيز الندوات والفعاليات المناهضة  للعدوان والتي كان لها الأثر الكبير في ضرب نفسيات العدو ،وكشف اقنعته ، و نفذت الكثير من  الوقفات الاحتجاجية وارسلت من خلالها الكثير من  الرسائل  اهمها رفض العدوان ، و ادانة واستنكار وبشدة استهدافه المدنيين العزل الذين اغلبهم من النساء والاطفال  والذي ارتكب العدوان بحقهم جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية.  اضافة الى ذلك فقد اقامت الكثير من المعارض التشكيلية متنوعة التي برزت كلما استهدف العدوان من انسان و حضارة وتراث ومعالم دينية وبنية تحتية ومنشآت وغيرها .

واخيراً يجب أن يعرف كل من يتآمر على قتل ابناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم امريكا وإسرائيل عدوة الشعوب ؛ أن  المرأة اليمنية البسيطة الكادحة ، و التي تعاني من إجرام عدوانهم وجبروتهم كان لها وما يزال دور عظيم وقوي بعظمة القرآن وقوته وأنه الدور المستَمد من  تلك النساء اللواتي خطهن القرآن الكريم – أم موسى ،واخته وزوجة فرعون-  وبين دورهن العظيم الذي قمن به في تخليص البشرية من بطش فرعون ، وجبروته ، وهي   نفس الثقافة الشيطانية التي نعاني منها اليوم   ثقافة الذبح ، والبطش والاجرام ، والاستكبار  و الذي سيكون دور المرأة اليمنية بإذن الله هو الدور الفعال والمشارك في تخليص الأمة  من استكبار وبطش كل قوى الاستكبار وفي مقدمتها امريكا التي تقتل الشعب اليمني لأن المرأة اليمنية    تحمل ثقافة القرآن وتقتدي  بثبات وصمود من خطهن القرآن وصدرهن التاريخ الاسلامي العظيم .

سادساً: صمود الجيش واللجان الشعبية .

معروفُ عند الجميع ما تعرض له الجيش اليمني طيلة الاعوام الماضية  من اقصاء واهمال و استهداف وتفكيك ممنهج من قبل الادوات الامريكية على المستوى الداخلي أو الاقليمي ، وأكبر دليل على ذلك ما تعرض له من اغتيالات بشعه وبشكل متكرر راح ضحيتها العشرات ، وتفجيرات استهدفت الكثير ايضاً ابرزها تفجير ميدان السبعين ، و   العرضي حيث وقد ثبت أن منفذ ي الجريمة فيه من جنسيات سعودية وبلا شك أن التخطيط لتنفيذ الجريمة كان مشترك بين ثلاث قوى امريكا ، والنظام السعودي واجنحتهما في الداخل اليمني وفي مقدمتهم عبد ربه ، وهي نفس القوى التي تكالبت اليوم على ابناء الشعب اليمني ، وفي مقدمتهم الجيش بهدف اضعافه والقضاء عليه من أجل أن يباشروا مشروعهم التقسيمي بكل سهولة .  إلا أن الجيش وبإرادته القوية   اثبت انه جيش الوطن وتحرك بكل قوة يخوض معركة الشرف والبطولة ، وبجانبه اللجان الشعبية فقد تحركا بكل إباء وثبات وشجاعة وصمود في الجبهات الداخلية والخارجية وسطروا اروع الملاحم البطولية رغم كل المحاولات  التي قام و يقوم بها المعتدي  فقد وفر واستخدام  كل الوسائل  المتعددة التي كان يعتقد أنها تمكنه من أرض اليمن وتحقق اهدافه . فمن هذه الوسائل نقل  القاعدة وداعش  من مختلف البلدان الى ارض اليمن ،  و المرتزقة الذين تم جلبهم من مختلف الجنسيات  ، واستخدامه  الغطاء الجوي المكثف الذي استهدف و يستهدف البلد بأكمله   بالأسلحة  المختلفة  ، وشراء الضمائر، والمواقف  بالمال السعودي والدولار ، والغطاء الاعلامي المدروس الذي يسعى دائماً الى قلب الحقائق والترويج للحدث قبل وقوعه والمقصود بذلك زعزعة المجتمع وارباكه لكي تفشل الجبهات  ، وفي المقابل محاربة القنوات التي تسعى لإظهار الحقيقة وحصارها ، و كذلك إثارة المناطقية والمذهبية ،وتوظيف الدين لمصالحهم ومصالح أهدافهم بإصدار  الفتاوى المتعددة من قبل علماء السوء التي تشرعن لاستمرار العدوان والتحشيد له .

فعلى الرغم من قوة ودعم هذه الوسائل المتعددة والمتنوعة إلا أنه وباختصار وبعد عشرة أشهر استطاع الجيش واللجان الشعبية  افشالها ، ونقلوا   مسار المعركة  إلى العمق السعودي ضمن خطوات استراتيجية مرتبة ومتدرجة أذهلت العالم وجعلته ينظر الى المقاتل اليمني بكل إعجاب وفخر وقد نُشرت  الكثير من المقالات والكتابات  لكتاب واعلامين وسياسيين ومحللين  من مختلف بلدان العالم كلها تتحدث  عن صمود واستبسال الشعب بأكمله وفي مقدمته الجيش واللجان الشعبية  وما حقق من بطولات رغم أنه تحت نيران العدوان والحصار المطبق ، وبسلاح بسيط ومتواضع استطاع أن يدمر به حتى الاسلحة المتطورة وزعزع ثقة الشركات والدول المصنعة لمختلف الآلات الحربية والمتطورة ، و صدوا الى الان عشرات الزحوفات للمرتزقة إن لم تكن المئات ولقنوهم دروساً قاسية أكدوا ذلك بأنفسهم عندما اعلنت شركة بلاك وتر عن سحبها لمرتزقتها بسبب الخسائر التي تكبدتها في ارض اليمن  والتي جاءت بها دول العدوان اساساً بديلاً عن جيشها الذي فشل وتساقط  وسيفشل كل من يأتي ؛ لأن اليمن مقبرة الغزاة  ؛و لأن المقاتل اليمني يحمل  أكبر واعظم سلاح  هو سلاح ثقافة القرآن ، والإيمان بالقضية بثبات ،  و صمود ، وشجاعة وإيمان مصدقاً لقول الله سبحانه وتعالى :”كم من فئة صغيرة غلبت فئة كبيرة “،وقوله تعالى :  “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ” وقوله :”لن يضروكم إلا ذى……”

فالجيش واللجان الشعبية   يخوضون الآن معركة الجهاد المقدس الجهاد الحقيقي دفاعاً عن الشعب والبلد من مساع غزوه من الخارج أو من تحوله الى شعب مستباح لسكاكين القاعدة وداعش لا سمح الله ، و دفاعاً عن سيادته ، واستقلاله ، ووحدته ومقدراته من جهة ،ودفاعاً عن أمته العربية والاسلامية ؛ لأن سقوط اليمن _لا قدر لله _ معناه ضياع قطر عربي جديد ، وهزيمة عربية جديدة ، وانتصار امريكي صهيوني جديد ، وسيطرة على ارض عربية أخرى ؛ لذا فإن انتصار اليمن هو هزيمة للمشروع العدواني في اليمن من جهة وهزيمة لقوى الاستكبار في المنطقة العربية والاسلامية من جهة اخرى. إن اليمن اليوم يمثل جزءاً اصيلاً في مواجهة الاستكبار العالمي واذنابه في المنطقة الذين وعد الله بانهم سيقهرون ويُغلبون ان جاهدنا وتحركنا  لقوله تعالى:( الم(1)غُلِبَتِ الرُّومُ(2)فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4).

.

ثامناً: هناك الكثير من الأسباب التي تعتبر ايضاً وراء صمود اليمنين .

اولا : قوة الارتباط  بالله سبحانه وتعالى والوقوف الى جانب الحق الذي سيخدمه حتى الباطل إن تحرك اهل الحق ،وخصوصاً مع الاصطفاف الذي افرزته وفضحته  المرحلة   كيف وقفت تلك الانظمة  المعتدية والتي تتدعي الاسلام الى جانب الشيطان الأكبر امريكا و التي اتخذتها يد لقتل الشعب اليمني .

ثانياً : الإيمان بالقضية ، والدور الفعلي للشعوب كونها الضحية فدور  الشعوب ضروري ومهم وفاعل ومجدٍ والشعوب هي  معنية بأن تتحرك لمواجهة الأخطار التي تعاني منها فهي الاساس وهي من تمنح الحكومات الشرعية ايضاً وهي من تستطيع ان تنتزعها منها  وبالتالي  لا تمتلك   الحكومات الحق أو الصلاحية في تبني مواقف  تجاه قضايا كبيرة خطيرة نتيجتها في نهاية المطاف بيع وطن أو التضحية بسيادة أمة وكرامة شعب ، وهدر دمائه ، و جلب الغزاة الى داخله  تحت اي مسميات ، او تطلب اي تدخل عدواني  لإخضاع ارادة الشعوب الثورية . هنا لابد أن يكون للشعوب  موقف ودور وخصوصاً مع حجم الهجمة الغربية على العالم العربي والاسلامي ؛  لأنها هي المتضرر الاول  في نهاية المطاف ولديها الحق في ان تتحرك  وهذا ما ادركه الشعب اليمني وعلى اساسه تحرك  وسيواصل جهاده حتى لآلاف السنين .

ثالثاً: تماسك الجيش واللجان الشعبية والمجتمع القبلي  في الجبهات الداخلية وتوحيد الصفوف وهذا أكبر انتصار  .

رابعاً: وجود القيادة الحكيمة لإدارة المعركة ،واستعدادها لمعركة طويلة الامد ضمن خيارات استراتيجية مرتبة ومدروسة استنزفت العدو طيلة العشرة الأشهر الماضية حتى انهار اقتصاده وكل وسائله ولم تبقى له إلا وسيلة السلاح الجوي الذي يعتبر سلاح الجبناء ،والسلاح القاتل للإنسانية .