الخبر وما وراء الخبر

خطوات النظام السعودي نحو الهاوية

219

عبدالغني العزي

عندما يريد الله سبحانه وتعالى تحقيق أمر (ما) يسلب أهل العقول عقولهم حتى يحقق الأمر المراد .. وفي ما هو مأثور في التراث الشعبي أن الله تعالى إذا أراد هلاك نملة منحها ريشاً والمثل الشعبي يؤكد تلك الحقيقة حيث يقول المثل .( إذا غضب الله على النملة أريشت) أي ظهر لها ريش يمكنها من الطيران ويجعل منها طائراً في الجو بدلا من حقيقتها المناسبة لتكوينها والملائمة لطبيعة عيشها على سطح الأرض في استقرار وطمئنينة بين فصائلها وأقرانها .. الطيران الذي يعد مغامرة منها بلا شك ستكون عواقبه عليها كارثية ومخاطره متعددة على حياتها كونه سيسهل للطيور السباحة في الأجواء والباحثة عن فرائسها من التهامها كغذاء ورزق و بالتالي القضاء علي حياتها نهائيا بسبب طيرانها الطائش وغير المحسوبة عواقبه وهي بكل تأكيد تمارس مهنة الطيران في غفلة وجهل لما يمكن أن يترتب عليها بعد الطيران المفاجئ معتقدة بسذاجة وسطحية انه نزهة لها واستبدال راقي لوضعها المعيشي المألوف على الأرض . .. .. قد تنجح النملة لمرة أو مرتين في الطيران والتنقل من مكان إلى آخر باعتمادها على جناحيها الضعيفين ولكنها مع تكرار الطيران ستفقد حياتها حتما نتيجة الطيش وعدم إدراكها للنتائج المترتبة على فعلها المتهور وطيرانها غير المدروس …. المتابع للوضع السياسي في المنطقة العربية يدرك أن ما ذكر في المثل الشعبي هو ما ينطبق على الحالة الراهنة للنظام السعودي تماما والذي يمثل النملة في المثل السالف ذكره … إرادة الله تعالى أقوى بكل تأكيد من كل ما يملكه النظام السعودي من عوامل البقاء والديمومة والتي يعتمد عليها كركيزة أساسية لبقائه وطيرانه وتدخلاته السافرة وغير الإيجابية في أكثر البلدان العربية والإسلامية ماعدا فلسطين المحتلة وعندما نستثني فلسطين المحتلة من أي تدخل للنظام السعودي فإننا نؤكد أن ذلك نتاج الاتفاقات الثنائية بين الكيانين السعودي والصهيوني والذي بموجبها أصبح مصير كل منهما مرتبطاً بمصير الآخر ….. وبالعودة إلى الركائز التي يعتمد عليها النظام السعودي في تدخلاته السافرة نجد أن أهمها هو الرضى والتأييد الأمريكي الإسرائيلي بشكل رئيسي لكل ما يرتكبه النظام السعودي من فواحش في مختلف البلدان العربية والإسلامية وتأتي بعد ذلك الأموال النفطية في المرتبة الثانية.
أو بالأصح الركيزة الثانية من ركائز التدخلات للنظام السعودي . وتعد كلا الركيزتين (الرضى الأمريكي والأموال النفطية)تمثلان الجناحين اللذين بهما يطير النظام السعودي وبهما يعتقد انه سيحقق أحلامه في تغيير عيشه المألوف ليصبح رقماً في هذا العالم الواسع وهو في واقع الأمر يتجه باعتماده عليهما إلى الهاوية و الهلاك بخطوات متسارعة ونتيجة لنزوات غير مدروس العواقب عليه كنظام وعلى المنطقة كهدف للقوى الاستعمارية…. إن ممارسة النظام السعودي المهفوف لدور النملة المذكورة في المثل السالف ذكره ما هي إلا إحدى تجليات الحقيقة التي تنكشف يوما بعد يوم من أن النظام السعودي يخطو بخطوات متسارعة نحو الهاوية …… . … فإلى جانب أن منح الله هذا النظام الثروات النفطية الهائلة التي تعد نعمة من نعم الله على شعب نجد والحجاز ليمتحن القائمين عليها هل يشكرون أم يبطرون؟ وهل سيعملون على توظيف تلك النعمة في الاتجاه الصحيح وفي صالح الأمة أم العكس ؟ ..وعندما ظهر انحراف الأسرة المتحكمة في السلطة والثروة في بلاد نجد والحجاز وأصبح انحرافها مشهوراً ومشهوداً من خلال الجرائم التي ترتكبها في بلاد المسلمين شرقاً وغرباً و في مختلف الاتجاهات حتى صار وجودها كأسرة مالكة وكنظام سياسي تسلطي ديكتاتوري في قلب الأمة العربية عامل من عوامل الهدم والإجرام في حق الأمة التي تدعي الانتماء إليها طيلة الفترة الممتدة من إنشاء عرشهم الكرتوني قبل مئة عام وحتى اليوم وخلال هذه الفترة التي تركهم الله خلالها يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام ويرتكبون أبشع الجرائم في حق الدين والإنسانية والدعوة المحمدية ها هو سبحانه يأذن بزوال ملكهم و اجتثاث عروقهم من خلال بوادر سلبه لعقول قادتهم وكبرائهم, حتى أصبح من يدير شؤونهم مسخاً بشرياً لا يفرق بين الحق والباطل ولا يدرك عواقب أفعاله ولا يزن نتائج طيشه ونزواته الشيطانية على ملكه أولا وعلى من حوله و على ما مكنهم الله منه من خير وثروة ولهذا ترى تدبيرهم في تدميرها وتفكيرهم سطحي وغير عقلاني وأفعالهم إجرامية وإحسانهم استعباداً وتدخلاتهم تدميراً وقتلاً وسفك دماء وأفكارهم ساذجة وتدينهم منحرف.. … وما ذلك إلا إيذان من الله تعالى ببداية انحدارهم وبشائر هلاكهم وقرب نهايتهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.. ومما يدلل على أن النظام السعودي يسير إلى الهاوية هو تبنيه للفكر التكفيري المناقض لمبادئ.
الدين الإسلامي المحمدي الذي جاء إنقاذاً للبشرية والذي عمل النظام السعودي بكل طاقاته لجعل الفكر التكفيري المنحرف هو البديل له وجند له المال والرجال لنشرة على مستوى العالم باعتباره الدين الصحيح …. وبه يسعى ومن خلاله إلى تدمير كيان الأمة الفكري والعقائدي والثقافي لتصبح أمة بلا هوية ولا هدف كما ما هو حال النظام السعودي اليوم وما حوله من الأنظمة الخليجية … إن سعى النظام السعودي إلى تفكيك عرى وحدة الأمة من خلال تغذية عوامل الفرقة والتناحر بين مكوناتها الأساسية دينيا وعرقيا والعراق خير شاهد على ذلك إلا واحدة من عناوين سيره نحو الهاوية العميقة التي يتجه نحوها بتفكير سطحي ويأتي الارتماء في كنف الكيان الصهيوني و مد خيوط الولاء والود وتمتين العلاقات العلنية والسرية مع قوي الشر وفي مقدمتها الولايات المتحدة عدوة الإسلام والمسلمين إلا تداركاً منه كما يظن للخسائر المتوقعة من السقوط المدوي الذي بات النظام يشعر بقرب الوصول إليه ….. أما تدخلات النظام السعودي المباشرة في تدمير سوريا والعراق وليبيا فلم تعد خافية على أحد ومن يتأمل في ذلك يجد أن تدخل النظام السعودي في هذه البلدان ليس له أي انعكاس إيجابي على النظام السعودي علي المدى القريب والبعيد بقدر ما هو نزوات طائشة لتوظيف الثروات الخليجية الهائلة في الاتجاه السلبي التدميري بدلاً من الاتجاه الإيجابي وكسب غضب تلك الشعوب العربية بدلاً من رضاها… أما تزعم النظام السعودي للعدوان على الشعب اليمني تحت المبررات الواهية والسخيفة فسيكون القشة التي ستعجل بنهاية النظام السعودي وسيكون الحلقة الأخيرة من حلقات الانهيار المتتالية التي يسير إليها وإن بشكل تدريجي كون هذا العدوان القائم اليوم من النظام السعودي على الشعب اليمني مقرونا بالإصرار في تدمير وإبادة الشعب اليمني بكل بشره ومقوماته الحياتية وبمحاولات عبيطة ومستميتة لإفشال أي حل سياسي بين اليمنيين فإنما هو نتاج استلاب عقول وألباب قادة النظام السعودي وانغراس بدلاً عنها النزوات الشيطانية التآمرية و رغبة من قادتهم في استمرارية السير في الاتجاه نحو الهاوية الذين أصبحوا قاب قوسين منها التي صارت بالنسبة للنظام السعودي قدراً لا مفر منه ومصيراً لابد من الوصول إليه………