الخبر وما وراء الخبر

الكاذبون الجدد .. فرضة نهم أنموذجاً

102

محمد السقاف
الفاشل المكابر والكاذب البارع هو الذي يستفيد من خياله الخصب ولسانه الأفاك لابتكار أحداث ووقائع زائفة ظل يرغب في حدوثها لكنه لسبب ما لم يفلح في تحقيقها أو تبين له عجزه الشديد حيالها لذا لم يجد أمامه سوى التلفيق والإفتراء لإنقاذ كبريائه المطعون مدفوعاً بضعفه وإحباطه نتيجة شعوره بالعار.
طبعاً ما سبق كان آخر ما توصل إليه علماء النفس الإجتماعي عن الأشخاص الذين يدفعهم شعورهم بالنقص لاختلاق كذبات عن إنجازات ونجاحات معدومة لا أساس لها من الصحة والضمير.
والسؤال أين هؤلاء العلماء اليوم ليواكبوا آخر صيحات الكذب الدارجة هذه الأيام وآخر شطحات الكاذبين ويجدوا لنا تفسيراً مقنعاً للكذبات المتوالية التي يعكف العدوان على صرفها لمتابعيه في قنواته الإخبارية طيلة العشرة الأشهر التي مضت بينما كان يحرز على أرضنا بين الخيبة والخيبة .. خيبة ، نريدهم أن يحللوا شخصية العدو الذي نواجهه ويوضحوا لنا كيف يمكن للكاذب أن يكذب وهو يعرف أنه يكذب وفوق هذا لا يشعر بالخزي والعار من نفسه بل على العكس يتبجح ويبدو عليه الغرور والأنفة رغم هزائمه النكراء والمدوية.
صدقاً، أين أنتم يا عباقرة علم النفس اليوم ممن أعلن بداية العدوان أنه دمر 80% من السلاح الحربي اليمني ، أو الذي حرر تعز والبيضاء وإب وحرض والجوف وهو الآن على مشارف صنعاء من كل الجهات ، أين أنتم حتى تكتشفوا المزيد من الحالات الخطيرة والمستعصية.
كم تمنيت لو أنهم يعودون لهذه الحياة مجدداً حتى يثروا علم النفس من هذا الجانب الطري أو على الأقل حتى يضحكوا معنا على عدونا الأحمق الذي يخبرنا كل يوم أنه تمكن من السيطره على (فرضة نهم) ، تصوروا يسيطرون على نهم منذ عدة شهور في اليوم الواحد عدة مرات !
قد ينتقدني البعض قائلاً إن مثل هذه الإشاعات تندرج تحت بند الحرب النفسية ؛ وأقول هنا: لا أبداً ، لأن الحرب النفسية لا تؤتى بهذه الطريقة السخيفة والبدائية التي تنم عن غباء محض وانحطاط غير مسبوق ، فبالله عليكم كيف سيصدق المتابعون ما يعرضونه من أحداث وهم يمارسون الدجل بهذه الصورة المتناقضة والفاضحة واللعينة التي برأيي لن تنطلي سوى على أغبياء آخرين من ذات الصنف العتيق.
ثم أنه في كل حال لا يضطر لإخفاء عجزه بالكذب سوى الجبان الذي حين يجد نفسه في مواجهة مع فشله يكذب كي يهرب ، كما أنه لا يكذب سوى المنحل الذي تنعدم لديه الأخلاق والمروءة ، وعلى ذلك فإنه لا يصدق الفاشلين إلا الفاشلين إخوتهم وعلى ذلك قس ولله در القائل لا يكذبُ المرءُ إِلا من مهانتِه .. أو عادةِ السوءِ أو من قلةِ الأدبِ.
لَبعضُ جيفةِ كلبٍ خيرُ رائحةٍ, من كذبةِ المرءِ في جدٍّ وفي لعبِ