الخبر وما وراء الخبر

أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش.. والكيل بمكيالين

16

تقارير|| إسماعيل الشامي ||

هكذا هي الأمم المتحدة في أبرز تجلياتها “أن تدفع أكثر”!! هكذا قالها بان كي مون بوضوح ودون مواربة عندما رفع النظام السعودي من القائمة السوداء لقتلة الأطفال، وها هو خلفه أنطونيو غوتيريش يكرر نفس الفضيحة ولكن هذه المرة ليتوج لولاية ثانية في المنظمة الدولية التي تدعي الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان على حساب دماء أطفال اليمن.

تجاهل غوتيريش آلاف المجازر والجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي في اليمن بحق الطفولة والتي أصبحت حديث العالم أجمع محاولا تغطية الشمس بغربال لتبرأة ساحة الجلاد الذي أصبح مضربا للأمثال في ارتكاب الجرائم وانتهاك حقوق الانسان.

فبحسب الإحصاءات قتلت آلة العدوان السعودي الإجرامي 3 آلاف طفل وجرحت أكثر من 4000 آخرين، بعضهم أصيبوا بإعاقات دائمة، فيما يموت قرابة 300 طفل يمني بشكل يومي جراء الحصار المطبق على بلدنا، وأكثر من 3 آلاف طفل بحاجة لعملية قلب مفتوح لاستبدال صمامات في ظل الحصار الجائر أمام مرأى ومسمع العالم في ظل صمت الأمم المتحدة، ومع كل هذه المعاناة لأطفال اليمن أوقفت منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة كل أوجه الدعم للطفولة في اليمن في ظل وجود أكثر من 400 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد منهم 80 ألف مهددين بالموت.

ليس غريبا على الأمم المتحدة ومن تعاقب عليها من أمناء أن تصدر هكذا قرارات، فسجلها عبر التاريخ ملطخ بالفشل وتزييف الحقائق والتناقض مع ما تعلنه من مبادئ ومواثيق لا تتعدى المنصات التي أطلقت منها، وأوضح مثال على ذلك ارتكاب العدو الإسرائيلي آلاف المجازر والجرائم بحق الطفولة في فلسطين ولبنان وقيام الأمم المتحدة بتغطيتها خلال عشرات السنين، وآخر هذا التزييف تبرأته للعدو الإسرائيلي مؤخرا بجانب السعودية والإمارات.

بات واضحا وبشكل لا لبس فيه أن منظمة الأمم المتحدة أضحت منصة للدول الكبرى تنفذ أجنداتهم وتمثل ضاغطا على الشعوب والدول بما يلبي سياسات ورغبات الدول الكبرى تحت غطاء حقوق الإنسان والسلام.