الخبر وما وراء الخبر

الحج مستهدف.. وكورونا ذريعة

16

بقلم / زيد البعوه

قضية تعطيل فريضة الحج ومنع المسلمين من أدائها وتقليص عدد الحجاج وحصرهم في المقيمين في السعودية، بحجة فايروس كورونا هي قضية أكبر من كورونا وأكبر من آل سعود أنفسهم، فهم ليسوا سوى أدوات تنفيذية لأعداء الإسلام من اليهود والنصار الأمريكان والصهاينة، ولكن لماذا يعمل أعداء الله على إقناع عباد الله أن فايروس كورونا هو المتهم الوحيد في تعطيل فريضة الحج التي تعد ركنا من أركان الإسلام التي دعا إليها الله وأمر عباده بأدائها وجعلها من أعظم الشعائر والعبادات؟ إذا كان الله تعالى يعتبر من يصدون الناس عن المسجد الحرام ظالمين وفاسقين ويعتبر من يمنع الناس من ذكر الله في المساجد هم أظلم الظالمين، بقوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه)، فكيف يمكن أن يخلق فايروساً حقيراً يؤدي هذه المهام بدلاً من الناس؟ هذا شيء غير معقول وغير منطقي، ومهما حاول أولئك الطواغيت تغطية جريمتهم النكراء المخادعة باسم فايروس كورونا فإنهم لن يستطيعوا إقناع الناس بهذا لأنهم لا يمتلكون الأدلة الدامغة والإثباتات الحقيقية على هذا ولن يستطيعوا مهما قالوا ومهما كذبوا، لأن الله قد تحدث عن الحج وعن البيت الحرام وعن مكة في القرآن بالشكل الذي يقطع الطريق على كل الأكاذيب والمخططات على المدى البعيد إلى يوم القيامة، ويكفي قوله تعالى (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا).

والسؤال الذي يجب أن يطرق أذهان المسلمين جميعاً هو: من الذي يعمل على تعطيل فريضة الحج.. فايروس كورونا أم الصهاينة والأمريكان وآل سعود؟ إن كانت الإجابة فايروس كورونا فهل يعقل أن الله تعالى سيخلق فايروساً صغيراً لا يُرى بالعين المجردة يمنع الناس من حج بيت الله الحرام ويعطل فريضة عظيمة من فرائض الدين، وهي فريضة الحج وهو القائل (ولله على الناس حج البيت) لا يعقل هذا ولن يستطيع أحد في هذا العالم أن يقنع الناس بهذا، وبما أن فايروس كورونا لا يستطيع تعطيل الحج فهذا يعني أن اليهود والنصار وعملاءهم آل سعود هم من يعملون على تعطيل فريضة الحج بحجة الحرص على الناس من فايروس كورونا وهذه كذبة مفضوحة وحتى لو لم يكن هناك كورونا لعملوا على اختلاق أسباب أخرى لتعطيل هذه الفريضة، وقد أثبتت الأيام أن الأمريكان والصهاينة وعملاءهم يستهدفون الإسلام ومقدسات الإسلام وفرائض الإسلام بشتى الطرق والوسائل.

فايروس كورونا لم يجبر ما يسمى بالهيئة الترفيهية في السعودية على إغلاق المراقص والملاهي الليلية والنوادي التي تهدف إلى نشر ثقافة الانحطاط والفجور والفسوق وغيرها من الأنشطة التي لا علاقة لها بالدين، بل بقيت مفتوحة بشكل كبير ليس فقط مفتوحة على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي والسياح الأجانب مما يثير التساؤل للجميع: لماذا فقط بيت الله الحرام يغلق في وجه المسلمين؟ ويمنعهم من أداء فريضة الحج؟ وإن سمح للبعض من المسلمين المقيمين في السعودية فهو من أجل الاستعراض الإعلامي وأداء طقوس شكلية لا تؤدي الدور الكامل والمهم والعظيم لفريضة الحج لأنها مضبوطة بإجراءات أمنية وطبية تفرغها من مضمونها وتجعلها خالية من أي ثمار طيبة وعظيمة وكأن فايروس كورونا إن وجد فعلاً ليس من مخلوقات الله وكأن آل سعود أحرص على عباد الله من الله.. والعياذ بالله.

من الذي يمثل خطورة على البيت الحرام وفريضة الحج.. فايروس كورونا الهزيل الضعيف المشكوك في أمره أم المؤامرات الخطيرة التي يحيكها أعداء الله تعالى وأعداء الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى وأوليائهم المنافقين العملاء؟ لا شك أن الذي يمثل الخطر الأكبر والتهديد الأكبر للكعبة المشرفة والبيت الحرام وفريضة الحج هم الذين قال الله تعالى عنهم (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود)، وقوله تعالى (الأعراب أشد كفراً ونفاقا)، وقوله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، وقوله تعالى (ويريدون أن تضلوا السبيل والله أعلم بأعدائكم) لهذا من المستحيل أن يكون فايروس كورونا هو المتسبب في تعطيل فريضة الحج لأن الله لا يمكن أن يدعوا الناس جميعاً من مختلف أقطار الدنيا لحج البيت العتيق ثم يخلق فايروساً صغيراً يمنعهم من ذلك، هذا يتنافى مع رحمة الله وعلمه وعدله ويصطدم مع دعوته لعباده للحج، وحاشا لله أن يكون اليهود والنصارى وآل سعود أرحم بعباد الله منه.

المشكلة أن فايروس كورونا هو المتهم بينما المجرم الحقيقي والفاعل والمدبر والمخطط لهذا هم اليهود والنصارى وأولياؤهم من الأعراب العملاء المنافقين، أضف إلى ذلك أن الأمة الإسلامية بشعوبها وعلمائها وعبادها بكل أطيافها ومذاهبها تكاد أن تتقبل الأمر وتقتنع بهذه الخدعة السخيفة وتلتزم الصمت وتمتنع عن أداء فريضة الحج بل حتى لا تعبر عن غضبها ورفضها لهذه المسرحية الهزيلة التي تهدف إلى عزلها عن أعظم مقدساتها وعن أفضل العبادات بل وحتى عن الله، ويكاد أن يكون الترويض والتقبل للأمر هو الشيء السائد إلا من رحم الله من المسلمين هنا وهناك ممن لا يزالون يتمتعون بقيم ومبادئ الإسلام التي ترفض هذا ويصرخون بأعلى أصواتهم لا لمنع الحج وهذا هو الشيء المفترض بالجميع وليكن ما كان حتى لو أدى الأمر إلى الموت في فناء الكعبة.. فهل هناك أشرف من لقاء الله من جوار بيته العتيق لا والله ولكن هذه الأمة باتت تحب البقاء في هذه الحياة أكثر من حبها لله، وهنا تكمن الخطورة والكارثة والمصيبة الكبرى.