الخبر وما وراء الخبر

أيُّ نوعٍ من الرجال هؤلاء؟!

16

بقلم / د. خالد القروطي

أحدُ المجاهدين بُتِرَتْ إحدى رِجْلَيْه في الجبهات وتضررت الأُخرى، واستخدم بعدَها رِجلاً صناعيتين عاديتين، ولكنهما تكسرتا في الجبهة.

وقبل فترةٍ بسيطةٍ، جمع أهلُ الخير له قيمةَ مفصلٍ صناعي هيدروليكي، حَيثُ وقد كلف المفصل 3000 دولار.

المهم ركّب المفصلَ وتدرّبَ عليه قبلَ شهر.

ثم ماذا؟

هل عادَ إلى بيته؟

هل قال: أنا جريحٌ ومعاق؟

هل أصبح يَمُـــنُّ على الله؟!

أتدرون ماذا فعل؟

عاد إلى حَيثُ أصبح قلبُه معلَّـقاً.

ذهب إلى حَيثُ فؤاده مغرماً.

عَجِلَ إلى ربِّه ليرضى، محقّقاً قولَ نبي الله موسى عليه السلام:

(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ)..

أقل من شهر، عاد إلى الجبهة برِجله الثالثة الصناعية.

قاد مجاميعَه.. ثبت في مواقعه.. صدَقَ في إيمانه.

ليرتقيَ شهيداً، ويرافق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أُولئك رفيقاً.

ما أحقرَنا عندهم!، ما أصغرَنا بجوارهم!

لم يلتفتوا إلى قولِ أحد إلا قول خالقهم.

أكتبُ وأنا خَجِلٌ من نفسي.

يدي تعاتبني.

قلمي يؤنِّبُني.

ضميري يَحْقِرُني.

يا ربُّ.. هل لنا من وَصْلٍ؟ هل لنا من نصيب؟ هل لنا من حَظ؟