الخبر وما وراء الخبر

المراكزُ الصيفية ودورُها في تنشئة الفرد

17

بقلم / أبو عبد الرحمن وجيه الدين

تلعَبُ المراكزُ الصيفية دوراً مهماً في بناءِ وتنشئةِ الطفل بالتعرف على سلوكه وتوجيهِه وتحديدِ ميوله واتّجاهاته ورغباته واكتشاف وتنمية مواهبه وخبراته وتحديد علاقاته الاجتماعية، وخَاصَّة علاقته مع أصدقائه ممن يتقاربون معه في السن والميول والاتّجاه؛ لإعداده إعداداً سليماً بترسيخ مبادئ العقيدة الإسلامية في نفسه وعقله وقلبه؛ حتى يعودَ بالنفع والفائدة لنفسه ودينه ومجتمعه؛ حتى لا يصبحَ ضحيةً لأفكار مغلوطة وعقائد باطلة، وحتى لا يكون هدفاً للغزو الفكري والثقافي الغربي الذي يستهدف كُـلّ فئات المجتمع، خَاصَّة فئة الشباب من أبنائنا وبناتنا، والتي هي من أخطر الفئات العمرية تأثراً واستجابةً لهذه الأفكار الشيطانية التي تهدف إلى مسخ عقيدتنا وطمس هُـوِيَّتنا، والقضاء على كُـلّ قيمنا وأخلاقنا، وحلحلة وتمزيق مجتمعنا وأمتنا، حتى يتمكّنوا من القضاء على وَحدتِنا وتماسكنا، والسيطرة على بلداننا ومقدراتنا والتدخل في شؤوننا وانتهاك سيادتنا.

ولهذا فقد أولت القيادةُ الثورية والسياسية عنايةً كبيرة وأهميّة بالغة بهذه المراكز الصيفية، لما لها من أثر بالغ في بناء وتنشئة جيل متعلم واعٍ ومدرك قادر على مواجهة التحديات، وَتحديد ملامح المستقبل الواعد بالخير على بلادنا، فالتحديات التي نواجهها كثيرة، والتهديدات التي يفرضها علينا الواقعُ كبيرةٌ؛ ولهذا يجب أن نكون عند مستوى التحدي والمسؤولية، بالدفع بأبنائنا إلى هذه المراكز الصيفية؛ حتى نؤسس جيلاً قوياً مؤمناً متماسكاً قادراً على البناْء والنهوض والارتقاء ببلدنا، هذا البلد الذي عانى كَثيراً من الركود والجمود، على كُـلّ المستويات وعلى مدى عقود من الزمن؛ بسَببِ السياسة الخاطئة التي انتهجتها بعضُ الأنظمة السابقة والسماح بالتدخلات الخارجية لبعض الدول، حتى صارت وصيةً علينا، لا نتخذ قراراً إلَّا بموافقتها، ولا نقطع أمراً إلَّا بحضورها.

لكننا بفضل الله ثم بفضل القيادة الثورية المتمثلة في علَم الهدى/ السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، ومعه الشعب وَالجيش واللجان الشعبيّة، وكل الأحرار تجاوزنا هذه المرحلة رغم خطورتها، وانتزعنا قرارَنا وسيادتنا واستقلالنا بأيدينا.

فتحالَفَ علينا كُـلُّ طواغيت العصر وشياطين الإنس، وشنوا علينا أكبر عدوان كوني على مستوى العالم؛ بهَدفِ إفشال هذا المشروع التحرّري، والعودة إلى بيت الطاعة. لكننا بإيماننا بقضيتنا، وثقتنا بالله، وحكمة القيادة الربانية أفشلنا كُـلَّ مؤامراتهم وخططهم الشيطانية، وواجهنا عدوانَهم بكل ثقة وإيمان، معتمدين ومتوكلين على الله، وصرنا أكثرَ قوة ومهابة يحسب لنا الكبير قبل الصغير.

ولم نكتف بهذا، بل وفي ظرف ستة أعوام وتحت وطأة العدوان والحصار تحولنا بفضل الله إلى دولة أقوى مما كانت عليه قبل العدوان. دولةٌ تصنعُ وتنتج وتزرع. وتدعم الابتكارات، وتعمل على تطوير وسائل البحث العلمي والتكنولوجي، والذي قد يؤهلها لتلتحقَ بمصافِّ الدول المتقدة والمتطورة. ولم يكن ذلك بالمستحيل، طالما توفرت العزيمة والإرادَة.

إخواني وزملائي القائمون بالعملية التعليمية الخَاصَّة بالدورات الصيفية، بارك الله فيكم وكتب الله أجركم؛ لما تبذلونه من جهد وجهاد لا يقل أثره عن الجهاد في المعركة، في سبيل تحقيق أهداف هذه العملية التعليمية.

ولكي نحقّقَ هذه الأهدافَ لا بد لنا من استشعارِ المسؤوليةِ بأن نتحرَّى الدقةَ والمصداقيةَ في نقلِ كُـلِّ ما يُطلَبُ منا من البيانات والمعلومات حتى لا يؤثرَ ذلك في سلامة النتائج ودقة القياس والذي بدوره قد يؤثر سلباً على نتائج عملية التقييم التي تتوقف عليها إعداد الخطط المستقبلية.