الصرخة صنعت رجال الله
بقلم || عدنان الكبسي
لم تكن الصرخة مجرد هتافات، ولم يكن الشعار مجرد عبارات، فالشعار سلاح وموقف، ولم يكن الشعار سلاح إلا عندما صنع رجالاً تسلحوا بالوعي وتحلوا بالبصيرة وانطلقوا من هدي القرآن، سلاحهم الإيمان، وحياتهم جهاد وموتهم شهادة، عشقوا الشهادة فاتجهوا في طريقها.
الصرخة صنعت رجال الله يذودون عن المستضعفين، ومن أجلهم يخوضون غمار الموت، يفترشون تراب الأرض خشوعاً وخضوعاً ووقوفاً بين يدي الله، أرواحهم تعانق السماء لتبقى لهم سقفاً مرفوعاً ترفعهم في الدنيا عزة وفي الآخرة جنة ورضوان من الله أكبر، هتفوا بالبراءة فكبرت نفوسهم وأبت إلا أن تقاتل في سبيل الله، ولم يتنازلوا للبحث عن المبررات وصناعة الأعذار ليتخلفوا عن المرابطة في سبيل الله، أنفوا الحياة مع الخوالف، ورأوا قعودهم بين النساء عاراً وشناراً.
هتفوا الله أكبر وسعوا ليجعلوا كلمة الله هي العليا، وأثبتوا أن ما دون الله هو الأصغر والأحقر، فرآهم العالم حين أبوا إلا أن يكبر الله وحده، وقدموا شاهداً على عظمة الإسلام.
هتفوا بالموت واتجهوا الجبهات يحملون سلاح الحديد فيه بأس شديد ليميتوا فعلاً عدو الله.
هتفوا الموت لأمريكا الموت لإسرائيل وهم يضربون أعناق كل من قدم نفسه قرابين لأمريكا وإسرائيل.
هتفوا الموت ولم يذهبوا إلى أعمال تشغلهم عن صناعة الموت لمن أمات الأمة ظلماً وعدواناً.
هتفوا اللعنة على اليهود وهم يأخذون اليهود وأولياءهم من المنافقين قتلاً وأسراً ويحصروهم ويقعدوا لهم كل مرصد، يقتلونهم حيث يثقفونهم، ولقد جعل الله للمؤمنين عليهم سلطاناً مبيناً.
هتفوا بالنصر للإسلام وهم ينصرون الله في قتال عدوهم وعدوه، حاملين لواء النصر في ميدان المعركة، فلم يهنوا ولم يضعفوا ولم يستكينوا أولئك هم حقاً أنصار الله.
رفعوا أيديهم بالشعار ليس ليعرضوا عضلات أجسامهم، وإنما ليحملوا مع صرخة الحق بأس الحديد، فقاتلوا واستبسلوا وتفانوا حين عرفوا عظمة موقف الشعار وعظمة المشروع الذي ينتمون إليه، صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه بالشهادة حياً عند الله يُرزق فرحاً مستبشراً بما هو فيه من رغد العيش وطيب الضيافة الربانية، ومنهم من ينتظر لإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة، في جبهات العزة مرابط يضرب أعناق الأعداء ليثخنهم قتلاً وجرحاً، شادين الوثاق حتى تضع الحرب أوزارها.