ماذا بعد غزه
بقلم / ام_وهيب_المتوكل
من السنن الالهيه اظهار الحق وانتصار اهل الحق في كل عصر وفي كل مرحلة لان الله لم يخلق هذه الارض ليعم الفساد وليكون اهل الباطل والمجرمون هم المسيطرون ابدا.
لذلك فان الاحداث والمتغيرات تعتبر اعلام على حقائق وشواهد لمصاديق الايات القرانيه التي يبين لنا الله ان الحق واضح ويرينا طريقه كمال قال تعالى (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) ففي احداث غزه في هذا الشهر ارانا الله اياته ومصاديق وعده بالنصر لمن تحرك بوعي وبصيره ضد اهل الكتاب حيث حصلت المتغيرات وانكشفت الاقنعه من على وجوه كل العرب فظهر الاحرار بمواقفهم البطوليه وتلاشى الانذال والخونه والمطبعين في وحل الخزي والعار .
ان احداث غزه. يعتبر دافع وباعث لكل المسلمين وليس للفلسطينيين وحدهم للتحرك وتكثيف الجهود لمابعد غزه وهو تدمير كيان اليهود الغاصب وازاله اي اثر لهم من على ارض فلسطين الاسلاميه.
فما حصل من انتصار ساحق وسريع يعتبر بشاره نصر لكل الامه الاسلاميه وبشاره لهزيمه اليهود واذلالهم الى اخر ايام الدنيا.
فهكذا الله يذل اليهود ويخزيهم على ايدي المجاهدين وقد حصلت لهم ذله واهانه في هذا الشهر اكبر اهانه على مدى عشرات السنين وقد تكلم الشهيد القائد (رضوان الله عليه) حول قول الله تعالى( وللكافرين عذاب مهين)
فقال :((وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ) أحياناً في كلمة:{عَذَابٌ مُهِينٌ} في بعض العبارات يأتي بكلمة عذاب، لا يكون بالشكل الذي يبين لك بأن معناه : عذاب جهنم ، هي عذاب بشكل عام من الدنيا إلى الآخرة ، عذاب في الدنيا، وعذاب في الآخرة ذكر في آيات أخرى:{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ}(الأعراف: من الآية167) أليست هذه واحدة ؟ يكون عذاب مهين، مهين، ماذا يعني مهين ؟ يعني يجعلك تحتقر نفسك عذاب يحقرك. لاحظ الأعمال التي تأتي من جانب [حزب الله] و[حركة حماس] و [الجهاد] والحركات المجاهدة، إسرائيل ترى نفسها كبيرة، ومؤثرة، ويأتي هؤلاء يزعجونها إزعاجاً يجعلونها تبدو صغيرة ! يُقَزِمُونَها أمام الآخرين! أليس هذا عذابا مهينا ؟! مهين، هذا مهين)
وفعلا حصل لهم العذاب المهين في الدنيا على ايدي مجموعه من المجاهدين المخلصين وجعلوا اليهود يحتقرون انفسهم وفي هذا الحدث درس كبير لكل مؤمن او عربي متوجس او متخوف من عدم مقدرتنا على تدمير اسرائيل وكيانهم الغاصب
وكذلك درس للمطبعين والمتخاذلين ليعرفوا مقدار ما وصلوا اليه من خزي واهانه بسبب ارتمائهم في احضان الد اعداء الامه الاسلاميه.
هكذا الاحداث والمتغيرات تخلق وعي وبصيره في الاتجاهين فالمؤمنين يزدادون ثقه بوعد الله وبالمشروع الذي ينطلقون فيه وبالنصر الموعود من الله لهم وايضا المنافقين والكافرين يلمسون الشواهد والدلائل على باطل ماهم فيه وان تحركهم للاظلال سيكون سببا لزوالهم مع الخزي والاهانه في الدنيا وفي الاخره سيردون الى اشد العذاب.