مرض النفاق
بقلم / فاضل الشرقي
النفاق حالة خطيرة يقع فيه كثير من الناس وهم يحملون اسم الإيمان، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، ومع الجهل تكون أشد حالات المرض والنفاق، والمنافق هو صورة مصغرة للشيطان الرجيم بإسم الدين والنصيحة كما عمل لأبينا آدم عليه السلام، والمنافقون ليسوا شعب ثالث، ولا أمة مستقلة، هم من داخل صفوف الأمة وأفرادها، ويتكلمون باسمها ودينها، ولكنهم يفتضحون عندما يتوجهون لغرس مخارز الغدر والتهتك بها، وإشهار معامل الهدم لبنيانها، والتفريق لصفوفها، وكما قال الله يحلف المنافقون…..الخ، وتفريقًا بين المؤمنين…الخ، وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى، وإذا جاءك المنافقون قال نشهد إنك لرسول الله، والله يعلم إنك لرسلوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون….الخ، يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون…الخ، اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون…الخ، هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنا يؤفكون، وهكذا المنافق يتحرك لضرب الصفوف وتمزيقها من الداخل بنفسيته الخبيثة، وحقده، وشره وإجرامه، حتى استطاعوا يخفون أنفسهم عن رسول الله ويظهرون معه في الصفوف الأولى، ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم…الخ، حتى أصبحت هدايتهم صعبة ومستحيلة، حتى قال الله لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا، ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا، وهكذا استمروا في تثبيط وتخذيل المجتمع المؤمن، وأذيتهم لرسول الله بإسم أنهم مؤمنون، يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى…..الخ، إن الذين يؤذون الله ورسوله….. الخ، وهذه أخطر حالة، استحقوا بها أن يكونوا في أسفل درك من النار، والبعض قد يكون منافقًا ويعمل أعمال المنافقين، وهو جاهل لا يدري، فتحصين النفس والمجتمع من مرض النفاق ومكافحته أهم من تحصينها ومكافحة أشد وأخبث الأمراض البدنية والبيئية، لأنهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنا يؤفكون.