الخبر وما وراء الخبر

الكيان الصهيوني بين أيار 2000 وأيار 2021

17

تقارير/ محمد خازم

بين أيار التحرير عام 2000، وأيار سيف القدس عام 2021، عقدان من الزمن غيرا مسار الصراع مع العدو الإسرائيلي، بل مسار المنطقة برمتها.

تحرير الجنوب اللبناني عام 2000 كان نقطة تحول تاريخية في وعي الأمة، الجيش الذي لا يقهر انسحب تحت ضربات مقاتلين لا يتجاوز عددهم الآلاف، وبفارق تسليح كبير جدا، ما شكل حجة على الأمة بكلها، أن التحرك الصادق يمكن أن يحطم أسطورة “الجيش الذي لايقهر” الأقوى تسليحاً في المنطقة، لتظهر إسرائيل على حقيقتها: أوهن من بيت العنكبوت.

الهزائم المتتالية التي تلقاها العدو الإسرائيلي منذ عام 2000، مرورا بالانسحاب من قطاع غزة عام 2005، ثم الهزيمة في عدوان تموز 2006، والانتصارات التي حققتها المقاومة الفلسطينية في حروب 2008 و2012 و2014، مرورا بعدة جولات تصعيدية حتى العام 2021، حيث اندلعت معركة سيف القدس، والتي رأى فيها العالم لأول مرة دمار كبيرا يلحق بالمستوطنات الإسرائيلية الكبرى، أبرزها تل أبيب وبئر السبع وعسقلان، ووصول صواريخ غزة إلى مطار رامون قرب إيلات المحتلة على بعد 220 كم من القطاع، وما رافقها من مواجهات شهدتها مدن الداخل المحتل للمرة الأولى، إضافة للقدس والضفة.. كل هذه الهزائم تعطي صورة عن التحول الاستراتيجي الذي شكله تحرير أيار مايو.

كيان العدو الذي لطالما تغنى بعقيدة الدولة الكبرى من النيل إلى الفرات، يرفع الجدران على الحدود اللبنانية الفلسطينية، ويشيد مثلها أيضا مع قطاع غزة، بل ويعجز عن الدخول في معركة برية مع قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 15 عاما.

تتعدد الشواهد على المسار التنازلي الذي يسير به كيان العدو، والنتيجة الحتمية بالوعد الإلهي في هزيمة إسرائيل تتجلى أكثر فأكثر، والقدس حتما أقرب.