الخبر وما وراء الخبر

الرقصة الأخيرة للأنظمة المطبِّـعة مع العدو!!

23

بقلم / إكرام المحاقري

لعل مشروع التطبيع الصهيوني الخياني قد سيَّسَ القضية الفلسطينية، بالنسبة للأنظمة المطبعة والخائنة قديما وحديثا، ولعل ما حاكته اللوبية الصهيونية من خطط لوأد الثورات الشعبيّة العربية والإسلامية، وتمييع قضية القدس وتضليل الرأي العام عن قداسة المقدسات الإسلامية وعظمتها، قد فشل فشلاً ذريعاً إبان أحداث معركة (سيف القدس) التي خاضتها المقاومة الفلسطينية بكل شجاعة، والتي عرّت ما تبقى من زيفِ توجّـه الأعراب، خَاصَّةً في دول الخليج.

كانت مواقفُ الأنظمة العميلة تجاه ما حدث مؤخّراً في غزة شبيهةً بـرقصة الأفاعي، حَيثُ وقد رقصوا رقصتَهم الأخيرة على جثث وأشلاء ودماء الفلسطينيين، كما رقصوها مسبقًا في اليمن، لكن مواقفهم الركيكَة حتى وإن تركت الشعبَ الفلسطيني وحيداً لن تغيرَ من مسار المعركة التي نكلت بالعدوّ الصهيوني أشد التنكيل، فلا أحد يعول على تلك الأنظمة التي تربصت السوء والهلاك بـ المقاومة الفلسطينية ودعت للسلام المخزي مطبقة بذلك بنود التطبيع التي جعلت منهم أحذية لصهيون ينتعلهم أينما توجّـه.

فـ الإماراتُ العميلة كان لها ذاتُ الموقف السعوديّ سواء في أعلى الهرم أم المواقف الشعبيّة، والتي لم تعد تهتم لقضايا الأُمَّــة المركزية؛ نتيجة للتضليل الثقافي والتدجين الديني الذي ارتشفوه من المناهج التكفيرية، والتي قدمت العدوّ صديقاً والصديق عدواً، ولا يخلو شعبٌ من الوعي والبصيرة كـ سُنة إلهية خالدة مخلدة حتى قيام الساعة، ولا بُـدَّ لتلك الشعوب من صحوة وتحرّر حتى لو كانت في اللحظات الأخيرة من الحياة الدنيا.

أما من تحدث بسخف وحقارة عن الشعب الفلسطيني، ومجد بلحن قوله اليهود المعتدين، ممثلاً الموقف الخليجي، فذاك هو في حَــدِّ ذاته صهيوني الجنسية والهُــوِيَّة والمبدأ، ولن تنطليَ خدعة العقال على أصحاب العقول الواعية، فـ مثله كـ مثل أصحاب اللحى الطويلة والأثواب القصيرة والأصوات الرنانة والثقافات المغلوطة، أصحاب ألسنة الفتنة والشذوذ باسم الدين، فـ الحقيقةُ أن الصهاينة يتحَرّكون بحرية مطلقة في دول الخليج، ولهم لسان عربي متقن في الحديث، وإن كان العكس هو الصحيح فـقد حسم القرآن الكريم كُـلَّ تلك المواقف والأقوال والخنوع في قوله تعالى: (ومَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَـإنَّهُ مِنْهُمْ).

ختامًا..

لم تعد الأنظمة المطبِّعة بشكل عام تمثل القضية الفلسطينية، بل إنها أصبحت تمثلُ الاحتلال والجريمة الصهيونية، وللقضية أهلُها الأحرار الذين سيبذلون الغاليَ والنفيس؛ مِن أجلِ نصرة القدس وتحرير فلسطين من دنس اليهود.

وجميع من دار في فلك الصهيونية حتى من باب السلام وتجنب الحرب، فَـإنَّهم رجسٌ، والقدس محرَّمٌ عليكم كما هو محرمٌ على اليهود، وجميعُهم له نفسُ الهُــوِيَّة.

والعاقبة للمتقين.