العدوان على صنعاء والاحتلال للمحافظات الجنوبية..
بقلم/ سمير حُميد
أكثر من ست سنوات من عمر العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن كانت كفيله بكشف الوجه الخفي للرياض وأبوظبي في اليمن بشكل عام والمحافظات الجنوبية بشكل خاص، فمصطلح (عاصفة الحزم) الذي أطلق على هذه الحرب الرعناء التي طالت كل اليمنين ولم تستثني أبناء الشمال أو أبناء الجنوب، تعود تسميتها إلى أواخر ستينيات القرن الماضي،
حينما أعلنت السعودية الحرب على الجنوب في ٢٧ – نوفمبر ١٩٦٩م قادها الملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز ولايزال غارقاً في أحلامه التي راودته حينذاك بالسيطرة على المحافظات الجنوبية، فأعلن الحرب على اليمن في ٢٦-٣-٢٠١٥م، مستغلاً انبطاح حكومة الارتزاق والعمالة وبرر عدوانه على اليمن بإعادة ما يسمى الشرعية، وها هي الشواهد تؤكد أن الأهداف الخفية لدول العدوان لم تكن في صنعاء بل في المحافظات الجنوبية التي تصادمت فيها المطامع السعودية مع مطامع الإمارات، ومع ذلك لا يزال هناك من يتحدث عن تحرير عدن وأبين وشبوة ويتجاهل أن المحافظات الجنوبية أصبحت اليوم تحت الاستعمار.
ودول الاحتلال التي تدير الصراع بين أدواتها في المحافظات الجنوبية تتقاسم ثروات الجنوب وتتبادل السيطرة، فأبوظبي تمكن الرياض من تسلم عدن وتتيح المجال لها بإدخال قوات عسكرية وترسانة مسلحة وحكومة الفار هادي بقيادة الثورجي معين عبدالملك تسلم المهرة للسعودية تحت ذريعة برنامج إعادة الإعمار وتمنح الرياض حق السيطرة العسكرية الكاملة على البوابة الشرقية لليمن، وعلى نفس المنوال تسلم السعودية سقطرى للموالين للإمارات رداً على تسليم ابوظبي عدن وقيامها بالتهيئة لتسهيل مهمة انقضاض آل سعود على أجزاء واسعة من حضرموت.
هذا هو التحرير الاستعماري، فما يحدث أن تحالف العدوان حول من المحافظات الجنوبية ساحة صراع بين أبنائه وساحة صراعات وأطماع دولية، فأنصار الله لم يصلو المهرة ولم تخوض الرياض معهم حرب مباشرة هناك ولا تواجد لهم في سقطرى أو حضرموت وما يدور اليوم في شقرة وجبهات أبين بين أطراف العدوان وأدواته يؤكد أن الحرب خدعة ولكن تلك الخديعة الكبرى لم ولن تنطلي على احرار المحافظات الجنوبية ، وكما كانت صنعاء في ستينيات القرن الماضي منطلقاً لتحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني فإنها لاتزال منطلق الحرية والتحرر وستحرر من الاحتلال الخليجي الناعم بأيادي أحرارها وأبنائها الأبطال.