نهبٌ منظمٌ للثروة النفطية والغازية.. مأربُ عرشُ “الإخوان” الاقتصادي
حوَّلَ حزبُ الخونة الإصلاح محافظة مأرب إلى قاعدة للعدوان ومنها كانت الانطلاقة إلى محافظة صنعاء وأمانة العاصمة ومحافظة الجوف وعمران.
وَيقول الخبير العسكري اللواء عبدالله الجفري: إن مليشيا الإصلاح جعلت مأربَ غُرَفَ عمليات لضباط العدوان وجعلت فيها أهم معسكرات التدريب للتنظيمات التكفيرية المسماة القاعدة وداعش؛ لأَنَّها كانت وكراً لتنظيمات التكفيرية الإجرامية منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ويواصل اللواء الجفري حديثه لصحيفة “المسيرة” بالقول: ولهذا عندما خرج حزب الإصلاح من صنعاء ذهب إلى مأرب؛ مِن أجلِ تنفيذ المشروع القديم الجديد والسيطرة على حقول النفط والغاز، مُشيراً إلى أن هذه التنظيمات تتواجد في كُـلّ المناطق النفطية وليس في اليمن وحسب بل حتى في ليبيا والعراق وسوريا.
ومِـنْ حَيثُ الأهميّة الاستراتيجية لمحافظة مأرب، يؤكّـد اللواء الجفري أن مأرب هي بوابة المحافظات اليمنية التي تربط بين المحافظات الشرقية والغربية وبين الشمالية والجنوبية وهي بوابة رئيسية ولديها من المخزون الاحتياطي والاستراتيجي من الثروات الاقتصادية الهائلة بنسبة 34 % تقريبًا، مُشيراً إلى أن السعوديّة تعتبر محافظتَي مأرب والجوف جزءاً منها وتتحكم فيها.
وبحكم موقعها الجغرافي فهي محافظة استراتيجية ولها ارتباط بالعدوِّ التاريخي والخصم السياسي الذي يدافع عن هذه المنطقة حتى لا تسقط وتتحرّر ومن أهم هذه الدوافع والمسارات هي ربط خطوط الإمدَادات الثلاثة كشريان أَسَاسي ورئيسي ومن تلك الخطوط منفذ الوديعة من الشرق وكذلك عبر منفذ الخضراء وخباس مُرورًا ببراقش ومفرق الجوف وُصُـولاً إلى مأرب من الغرب وكذلك من المنطقة الجنوبية عبر شبوة وحضرموت، وُصُـولاً إلى مديرية بيحان والجوبة ومن ثم إلى مأرب وعبر هذه الثلاثة الخطوط يتقدم الدعم والاسناد على مدى فترة طويلة من الزمن بحسب الجفري.
إن المرتزِقة قد جعلوا من مأرب مستقرًّا لهم بتوجيه أمريكي وبحكم ارتباطها الجغرافي بالجوف والبيضاء كسد منيع وحاجز دفاعي عن مناطق النفط ولهم حتى لا يتقدم الجيش واللجان إليها الذي كان في حسبانهم؛ ولهذا تم تحريرُ الجوف والبيضاء، وتم قطع الحاجز الدفاعي، والآن وبعد ذلك فَـإنَّ عملية تحرير مأرب ضرورة حتمية لا مفر منها في ظل الحصار والعدوان؛ لأَنَّ تحرير مأرب يفشل المخطّط الأمريكي السعوديّ؛ ولهذا فَـإنَّ العدوان يريد تنفيذ ما يسمى مخرجات الحوار الوطني كأمر واقع يفرضه حتى يتمكّنَ من السيطرة على إقليم حضرموت كإقليم غني بالنفط، مبينًا أن مأرب بحكم موقعها الجغرافي الذي يرتبط بمحافظات إقليم حضرموت تعتبر بوابة رئيسية لها، وهذا يعني أن أمريكا والسعوديّة لا تستطيعُ أن تدخلَ إلى إقليم حضرموت إلَّا عبر مأرب والجوف.
ولهذا يقول الجفري إن هناك محطاتٍ تاريخيةً، حَيثُ شُنت حروب بين القوى الوطنية في الجنوب والسعوديّة عندما حاولت السيطرة على حضرموت بدعم أمريكي وتم بعدها ما يسمى تجنيس العُصبة الحضرمية وصرف لهم جوازات حتى تنظم حضرموت إلى السعوديّة ولكن القوى الوطنية تصدت لهذا المشروع؛ ولذلك لا نستغرب أن ذلك المشروع قديم جديد.
استثمارات في تركيا
من جانب آخر، يؤكّـد معهد الإحصاء التركي أن عدد المنازل التي اشتراها قيادات المرتزِقة من حزب الخونة الإصلاح في تركيا ارتفعت إلى نسبة 536 % خلال الأشهر التسعة الأولى من 2019، مقارنة مع ذات الفترة من 2015.
ويشير المعهد إلى أن عددَ المنازل التي اشتراها المرتزِقة في تركيا وصل إلى 1082 منزلاً في الفترة بين يناير/كانون الثاني- سبتمبر/أيلول 2019، مقابل 170 منزلًا فقط في الفترة المقابلة من 2015، وفقا لمعطيات معهد الإحصاء التركي (حكومي)، موضحًا أن المرتزِقة اشتروا 231 منزلاً في تركيا في 2015 و192 منزلاً في 2016، و390 منزلاً في 2017، و851 منزلاً في 2018، و1082 في الأشهر التسعة الأولى من 2019.
وجاءت قياداتُ حزب الخونة الإصلاح في المرتبة الـ20 بين الأجانب الأكثر شراء للمنازل بتركيا في 2015، والـ15 في 2017، والمرتبة الـ11 في 2018، والـ9 في 2019م بحسب بيانات التقارير الدولية.
وبحسب المعهد الإحصاء التركي، فَـإنَّ الموضوعَ الملفتَ للانتباه هو زيادةُ عدد العقارات التي اشتراها المرتزِقة في تركيا، لافتاً إلى أن المرتزِقة الذين ينهبون النفط وإيراداته ويقومون بشراء العقارات وصل الرقم التسلسلي في قائمة الدول الأجانب الأكثر شراء للعقارات في تركيا إلى الرقم الـ10 والذي يعتبر هذا الرقم ضمن الدول الأوائل في قائمة.
وبحسب البيانات الرسمية، شهد 2017 تأسيسَ 44 شركة برأس مال يمني، و79 شركة في 2018، وفي الأشهر السبعة الأولى من 2019 بلغ عددها 41 شركة، ليؤسس اليمنيون 164 شركةً في تركيا خلال آخر عامين ونصف العام.
المحافظات النفطية في الخارطة الأمريكية
من جهته، يقول نائبُ رئيس جامعة صنعاء، الدكتور زيد الوريث: في حقيقة الأمر ليس بغريبٍ على حزب الخونة الإصلاح ولو عُدنا إلى الذاكرة قليلًا أثناء انعقاد جلسات الحوار في فندق موفمبيك بعد التوقيع على اتّفاق السلم والشراكة كاد أن يتم التوقيع على اتّفاق بين القوى السياسية اليمنية للخروج باليمن من تلك الأزمة، وكان الكل موافقين على التوقيع على الاتّفاق برعاية ولد عُمر، وعند عرضه على ممثل الإصلاح في حينه رفض وقال: لا نستطيعُ إلَّا بعد موافقة السعوديّة.. وهذا الكلامُ موثَّقٌ ونشرته وسائلُ الإعلام في حينه وعلق عليه بن عمر المبعوث الأممي لليمن، مؤكّـداً أن حركة الاخوان المسلمين مرتبطة ارتباطاً فكرياً بالسعوديّة منذ زمن بعيد.
وبالنسبة لمحافظة مأرب، يؤكّـد الوريث أن حزب الإصلاح سعى للسيطرة على المحافظات النفطية قبل إعلان تقسيم الأقاليم الذي جاء به السفير الأمريكي آنذاك، جيرالد فايرستاين، حَيثُ كان له تواجُدٌ هناك من خلال التنظيمات الإرهابية التابعة له التي كانت متواجدة في محافظة مأرب والجوف وحضرموت والتي تقاتل منذ بداية العدوان إلى جانبه وحَـاليًّا اتضح المشهد ولا يحتاج إلى عناءٍ لمعرفة الحقيقة أَو الحق من الباطل.
ويؤكّـد نائبُ رئيس جامعة صنعاء، الوريث، أن هذا العدوانَ وَالتكالُبَ والهجمة الشرسة البريطانية الأمريكية على الشعب اليمني؛ مِن أجلِ السيطرة على المحافظات النفطية بشكل مباشر، لافتاً إلى أن القوى الاستعمارية تشعر أن مأربَ ستعودُ إلى حُضنِ الوطن ولن تكون السيطرة عليها مستقبلاً وعلى ثرواتها النفطية، إضافةً إلى تخوُّفهم من القضاء على التنظيمات الإرهابية في محافظة مأرب والتي هي من صنيعة أمريكا وأدواتها للسيطرة على الدول ونشر ما يسمّونه “الفوضى الخَلَّاقة”.
صحيفة المسيرة