من وحي خطاب السيد
بقلم / عبدالخالق القاسمي
ثمان في إحداهن سِـــرُّ.. هي المستوياتُ التي ذكرها السيدُ القائدُ في الخطاب الأخير.. بدايةً بالتصنيع العسكري، وقد شاهدناه في أكثر من معرض، لعل أبرزها آخرها.. معرض الشهيد القائد الذي أتحف الجميعَ وأذهل الشرقَ والغرب.
أما التقدمُ الميداني فملموسٌ في مختلف الجبهات، وذلك بفضل الله، وبإعداد ما يرهب عدو الله وعدونا.. مهما حاول العدوّ عكس الواقع وتكذيب الحقائق.. والدليل على ذلك أننا أجبرناهم على نسيان جُملة [قادمون يا صنعاء].
والوعيُ الشعبي وهذا سِرٌّ من أسرار الانتصار.. فشعبُنا اليمني بصمود الرجال في الجبهات بات مدركاً للحقائق وأصبح مطلعاً على كُـلّ المستجدات ويعرفُ عدوه من صديقه، وتصدى بوعيه للماكينة الإعلامية للعدو، وأخرج القوافل المتنوعة وخرج إلى الساحات ودافع عن قضيته.. أما لو تمكّن العدوّ لما كان للشعب فرصة الفهم والإدراك.
ونتيجة لذلك الوعي الكبير، أكّـد السيد القائد بالقدوم في العام السابع بالزخم العسكري.. وهذا مقصد المقال.. فالترتيب الذي ذكره السيد لم يكن عبثاً ولكل كلمة حساب.. وهذا ما ستثبته الأيّام القادمة.. وليس معناه خذلان الجانب الأمني لمُجَـرّد الوعي الشعبي الذي يسهم في زخم عسكري على كُـلّ المستويات.. بل للوعي أَيْـضاً دورٌ في تحقيق الإنجازات الأمنية ولن يترك هذا الجانب سُدىً.. وإن كان ما يراهن عليه العدوّ في محاولات استهداف الجبهة الداخلية هي الورقة الاقتصادية فذلك سيفشل؛ لأَنَّه فشل من قبلُ في وقت تواجدت فيه أدواتهم المثبطة.
أما الآن فالوعيُ متماسكٌ ومتنامٍ، والوضع الاقتصادي في الجنوب المحتلّ أسوأ منه في الشمال الحر بطباعة الأوراق النقدية المزورة وكثرة الفوضى الأمنية..
وباستقرارنا العسكري والأمني وتحقيق الإنجازات والوصول للمستحيل والصمود الاقتصادي كان الثباتُ السياسي.. وكل هذا من منطلق الالتزام بالموقف الإيماني الذي لا يتبدّل وإن قرّر العدوّ القبولَ بنا واستبدالَ المرتزِقة بنا.. فنحن لا نحاولُ إثباتَ قدراتنا للعدو؛ مِن أجلِ القبول بنا.. بل نتحَرَّكُ تحَرّكاً إيمانياً يحتمُّ علينا قتالَ المعتدي وعدمَ خذلان الشهداء وذويهم، وَأَيْـضاً نُصرة قضايا الأُمَّــة التي يساهم العدوّ في محاربتها.. ومن موقف إيماني يعني بأن كُـلَّ مغريات الدنيا لن تجديَ نفعاً معنا، كما لن تجدي التهديدات والتحالفات نفعاً في محاولات كسر عزيمتنا.. والحديث يطول.. إنما الشاهد التسلسل الذكي.. والرسائل المبطنة التي يفهمُها العدوّ.. ويدركُ صدقَ صاحبها.. وتؤكّـد للعالم كله مصداقَ قول الله (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ).