الخبر وما وراء الخبر

الشهيد القائد – رضوان الله عليه … قضية عادلة ومظلومية أمة ؛؛ ( الحلقة الخامسة والأخيرة )

23

بقلم / علي عبد الرحمن الموشكي

تحرك السيد حسين – رضوآن الله عليه – وهو يعلم أنها طريق الشهادة وهو يعلم علم اليقين بأنه سيواجه من أكثر الناس إجراماً وظلماً وطغياناً ،لأنه يريد أن يخرج الأمة من الظلمات الى النور الى خط الهداية ، ينطبق عليه قول رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ( يا علي ستخضب هذه من هذه) ماذا كان رده عليه السلام ، قال أفي سلامة من ديني يا رسول الله ) قال -رسول (صلى الله عليه وعلى آله) (بلى) ، قال – عليه السلام (لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت عليا).

يقول السيد القائد (حفظه الله) حول جريمة إستهداف الشهيد القائد (قتل الأمرين بالقسط من الناس جريمة ساواها القرآن بقتل الأنبياء ..جريمة فضيعة جداً ، جريمة بحق الأمة ، بحق الإنسانية ، بحق الأسلام ، بحق القرآن . ضنوا أن هذا المشروع سينتهي ، وأن أمره خلاص قد زال وأبتهجوا وفرحوا، وظنوا أنهم سيحضون بذلك قرباناً ومكانة عند آلهتهم أمريكا، فماذا كان عليه الواقع ؟ لقد خيب الله آمالهم ، وتضحيات ذلك الرجل العظيم ومن معه من الشهداء العظماء والثابتين جعل الله منها وقوداً لهذه الأمة وحقق الله لها النتائج ؛ لأن هذه الدعوة دعوة القرآن ، هذا النهج هو نهج الله ، هو نور الله الذي قال عنه :{ويأبى الله إلا أن يتم نوره} (التوبة : ٣٢) ، مهما حاولوا أن يطفئوه فلن يستطيعوا).

أولاً : شهيد المبدئ الحق والقضية العادلة :

وفي ذكرى الشهيد القائد – رضوآن الله عليه – فإننا نستذكره بإعتباره شهيداً لمبادئ الحق ، فإستهدافة كان إستهدافاً لمبادئ الحق التي آمن بها وحملها وبلغهة وناصرها وتحرك على أساسها ، وهو شهيد القضية العادلة ، التي هي متمثلة في إستنهاض الأمة لتقف في وجه الطاغوت والطغيان الذي يستهدفها فس دينها وأرضها ومقدساتها ووجودها الحضاري ، وهو شهيد المشروع القرآني المقدس ، هو بحق شهيد القرآن ، القرآن في مقام العمل ، القرآن في مقام الإتباع ، القرآن في مقام الموقف الذي يرشد إليه ويدل عليه ويوجه إليه .

ثانياً : الشهيد القائد – رضوآن الله عليه – الذي حمل هم أمته :

وهو شهيد الأمة لأنه حمل الهم والمسؤولية تجاه الأمة وهي تستهدف في كل شيئ ، وهي تستضام وتقهر وتستذل وتضطهد وتعاني من هجمة أعدائها وفي طليعتهم أمريكا وإسرائيل ومن معها في حلفها.
شهيد الأمة وهو الذي حمل هم الأمة وتبنى نصرة قضايا الأمة الكبرى في المرحلة التي كان السائد فيها هو التخاذل والتراجع والصمت والإستسلام والروح الإنهزامية ، فكان ان تحرك وهو يحمل الهم ويناصر القضية بأعلى صوت وفي الواقع العملي ، وهو شهيد كلمة الحق في وجه السلطان الجائر والطغيان العالمي المستكبر ، فلم يصمت حين صمت الكثير وسكت الكثير ، ولم ينهزم حين إنهزم الكثير ، على العكس ، تحرك بكل إباء ومن واقع الشعور بالمسؤولية في المرحلة ذاتها التي حاول أولئك فيها فرض حالة الصمت وتكميم الأفواه وإجبار الناس على الخنوع والإستسلام ، فكان ان صرخ صرخة الحق صرخة الأباء في وجه المستكبرين ، وبهتاف الحرية الذي نادى به وأعلى به صوته وقدمه كموقف مهم ، هتاف الحرية المتمثل بالشعار المعروف ( الله أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للإسلام) هذا الهتاف الذي رفعه عالياً ونادى به ليكون موقفاً حكيماً صحيحاً محتاجاً إليه ومطلوباً في ظرف حالة الصمت ، ونجح ، نجح في ذلك نجاحاً كبيراً .

ثالثاً : مظلومية الشهيد القائد – رضوآن الله عليه – وجريمة الإستهداف :

ونستذكر في هذه الذكرى المؤلمة مظلومية كبيرة، أمة ومظلومية الشهيد القائد ، التي كانت مظلومية أمة ومظلومية قضية .
جريمة كبيرة إرتكبها الطغاة الظالمون بحق رجل عظيم دون اي ذنب وبدون حق، ذنبه الوحيد هو دعا إلى القرآن وتحرك على أساس القرآن ونهج نهج القرآن وتحرك يستنهض الأمة في ٱطار الموقف الحق والقضية العادلة ، أمر بالقسط وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر الأكبر المتمثل بالطغيان الأمريكي والإسرائيلي ومافي إطاره من قوى الشر والظلام والطغيان .
الجريمة المتمثلة بقتل رجل مؤمن عظيم يتحرك على أساس القرآن ، يعمل على إستنهاض الأمة بالقرآن ، يعمل على إعادة الأمة الى منهج القرآن ، يآمر بالقسط ، هي جريمة فضيعة جداً ، والله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم جعل جريمة قتل الآمرين بالقسط بعد مرتبة قتل الأنبياء ، لأن الآمرين بالقسط من حملته والداعين له وأنصاره ، هو سائرون في نهج الأنبياء ، وهم ورثة الأنبياء وهم الذين يخطون في خطى الأنبياء ، فكانت جريمة كبيرة لاتطالهم ولا تقتصر عليهم فحسب ، بل هي أيضاً جريمة بحق الناس ، ولذلك كانت فعلاً كانت عملية الإستهداف له جريمة العدوان عليه تمثل مأساة لشعب ونكبة لوطن وخسارة للأمة بكلها.

رابعاً : عدالة القضية التي تحرك فيها الشهيد القائد – رضوآن الله عليه :

وهكذا نستذكر أيضاً في هذه الذكرى عدالة القضية التي تحرك فيها ومن أجلها ، هذا الرجل العظيم الذي حاولوا أن يقضوا عليه ويقضوا على مشروعه بكل وسيلة ممكنة وتحركوا ضده عسكرياً وإعلامياً وفكرياً وبكل الوسائل والإمكانات ، ما الذي عمل ؟ وما الذي أراد؟ وما الذي فعل ؟
لقد تحرك في قضية عادلة سليمة صحيحة ، هو تحرك ليسنهض الأمة ، التي هي أمته ، هو فرد منها ، يشعر بالمسؤولية تجاهها ، هو من واقعه كرجل مسلم عظيم مستنير بالقرآن مهتد بكتاب الله ، كرجل مؤمن يحمل الشعور الإيماني يستشعر المسؤولية الدينية تجاه الأمة التي هي أمته أمة الإسلام ، أمة مستهدفة من أعدائها ، أمة مقهورة مظلومة مضطهدة ، تواجه من أعدائها في كل شئ ، يستهدفها أعدائها، استهدافاً شاملاً بدءاً من دينها وإنتناء بدنياها .

خامساً : الحرب الأولى ” مرحلة جديدة من ” الحرب المتتالية البشعة الإجرامية

وكانت وحشية العدوان والجريمة الكبيرة بالعدوان في الحرب الأولى ، والذي به تأسست مرحلة جديدة أسسها الطغاة والظالموم ، مرحلة جديدة من الحروب المتتالية على مدى ست جولات شاملة وعلى مدى حروب كثيرة ، أكثر من عشرين حرباً فرعية تلك الحروب والإعتداءات الظالمة بكل ماكان فيها من مظلومية فضيعة من عدوان شامل من إستهداف لكل شيئ .
جريمة ووحشية إستهداف هذا الرجل العظيم الشهيد القائد – رضوان الله عليه – وقتله بطريقة بشعة لا إنسانية … جريمة تزيد الجرم جرماً والإساءة إساءة والعدوان بشاعة .

سادساً : إستهداف الشهيد القائد – رضوآن الله عليه – إستهداف القضية التي تحرك من أجلها

فعندما أستهدف ، أستهدف في القضية نفسها التي تحرك من أجلها ، وما نقموا عليه وماساءهم منه وما استهدفوه لأجله هو هذا المشروع ، لأنهم أرادوا أن يسود في واقع الأمة بكلها الصمت والإستسلام والعجز ، فلم يكونوا أبداً يريدون أن يسمحوا بأن يعلوا صوت أو أن يرتفع صوت يناهض مايريد أن يسمحوا بذلك أبداً.
فالإستهداف هو إستهداف للمشروع العظيم الذي تحرك به .

لماذا الإصرار على تصفيته ؟

أكد الشهيد القائد السيد حسين (رضوآن الله عليه) في مقابلاته الصحفية بأن الحملة العسكرية التي سعوا من خلالها لتصفيته ليست من أجل قضية شخصية بقدر ما هي محاولة إسكات الصوت المناهض لأمريكا يقول في رده على سؤال المذيعة قناة BBC ( إن القضية ليست قضية شخص يا أختي ، إفهمي هذه ؛ لأنهم هاجموا محافظة ، منطقة خولان وبالذات مران وولد عياش وولد نوار منطقة همدان منطقة سحار منطقة ضحيان في جماعة لأن المقصود هو إسكات هذا الصوت المناهض لأمريكا وإسرائيل وكل من يهتفوا بالشعار ضد أمريكا وإسرائيل ليس المقصود شخص معين ) .
ثم يوضح أن الحملة العسكرية ليست هي الأولى وإنما هي تتويج لما قبلها ( هذه الحملة العسكرية تتويج فقك لحرب إستمرت نحو سنتين بدأت بالسجون ، سجون صنعاء ، وصعدة وحجة وعمرآن أكثر من ثمانمائة شخص سجنوا ، أخذوا من المساجد بدون تهمة يعني مابش أي تهمة سوى أنهم يهتفوا بالشعار ، الجامع الكبير بصنعاء كانوا يمسكوهم ويكمموا أفواههم عندما يهتفوا بهذا الشعار ويقودهم إلى سجون الأمن).
إذاً فجريمته الوحيدة أنه رفع شعار الصرخة لمناهضة الجرائم الأمريكية والإسرائيلية بحق العرب والمسلمين ورفض التوجه الأمريكي والإسرائيلية بحق العرب والمسلمين ورفض التوجه الأمريكي لإحتلال اليمن ( نحن إنطلقنا على أساس مسؤولية دينية على أساس القرآن الكريم وخوف من الله ، ولعلمنا بأن هذه الأنظمة لم تشكل أي وسيلة دفاع لشعوبها في مواجهة عدوان أمريكا وإسرائيل).
وهذا ما أزعج الأمريكيين لمعرفتهم بخطورة تحرك السيد حسين على مخططاتهم لأنه تحرك ديني على أساس القرآن الكريم وهو ماتخشاة أمريكا وسبق أن صرح قادتها بأنهم لا يريدون أن يتحول العداء العربي الى عداء ديني لذلك كانت التوجيهات بضرورة التخلص من السيد حسين ظناً منهم أنهم بقتل السيد حسين سيدفنون مع جسده الطاهر مشروعه القرآني الذي سبق وأن غرسه في أعماق الأحرار وأثبت جدارته على الصمود والبقاء ومن ثم عمد في الأخير بأن سقاه بدمه الطاهر ليخلده في هذه الأرض حياً إلى يوم القيامة …فسلام الله عليك ياسيدي يوم ولدت ويوم أطلقت صرختك المدوية ويوم استسهدت فقد أنتصرت ، إنتصارين ..إنتصاراً لمشروعك العظيم الذي أسسته ، وأنتصاراً شخصياً بأن حققت أعظم أمنية وهي الشهادة في سبيل الله .

عهداً منا بالولاء والوفاء لله ولرسوله وللأمام علي (عليه السلام) و لسيدي القائد /عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، وبأننا سائرون على نهجك وطريقك ياسيدي حسين طريق الهداية طريق النور طريق الأنبياء والأولياء والصالحين مادمنا أحياء ونسأل الله أن يختم لنا بالشهادة في سبيل الله .

المراجع :

– مقتطفات من الهدى (محاضرات ودروس الشهيد القائد – رضوان الله عليه ).
– مقتطفات من الهدى (كلمات ودروس ومحاضرات السيد القائد (يحفظة الله ) .

المصادر :- (مجلة “وعي ” العدد الثاني – تصدر عن الدائرة الثقافة الجهادية) ص(٧).
– كتاب ( انصار الله القيادة والمشروع) – إعداد / يحيى قاسم أبو عواضة ) ص(٩٥).