الحرب علي اليمن وما يصاحب ذلك من أخطار وتلوث بيئي ..
بقلم المهندس / هلال محمد الجشاري مسئول الابحاث بالشركة العامة لانتاج بذور البطاطس
الملاحظ أن الخط البياني لهذا التلوث يتصاعد ، جوا وبرا وبحرا ، شاملا الهواء والتربة والمياه السطحية والجوفية، ولكن يجب على الجهات ذات الاختصاص عدم التساهل بهذه الموضوع ، الاسراع في عمل الابحاث وطرح الحلول التي يجب أتخاذها لتطويق ما يمكن من آثار هذا التلوث على الإنسان وسائر الكائنات الحية والمناخ والبيئة عموما ، وخاصة الأمطار الحمضية والدفيئة ما زالت لاتتناسب والمخاطر المحتملة التي يمكن ان تشهدها الجمهورية اليمنية نتيجة مخلفات الحرب وماصاحبها من إطلاق كثيف للصواريخ والقنابل العنقودية والمحرمة دوليا ،
ونحن بغرض توجيه الانظار الى خطورة التلوث البيئي الذي تسببت به مخلفات الحرب التي شنتها قوى العدوآن وما سمونه التحالف العربي بقيادة السعودية حيث يتزامن ذلك مع موسم الزراعة وهطول الأمطار التي تغذي الآبار والسدود والحواجز المائية وكذلك مالها تأثير مباشر على التربة الزراعية حيث صاحب عمليات القصف بالصواريخ والقنابل العنقودية تصاعد أعمدة من الدخاخين وأصبحت السحب سوداء فلوحظ تساقط الأمطار ولونها أسود ،
هذا اضافة الى تلوث الهواء بهذه المواد السامة وماله من اثار خطيرة وكارثية مستقبلااا وللتوضيح أكثر يجب معرفة ما مخلفات الحرب ؟
الذي نقصده بمخلفات الحرب هي جميع المخلفات الناجمة عن القصف المكثف للصواريخ والقنابل العنقودية وشتى انواع الاسلحة والحروب والمناورات بالذخيرة الحّية والانشطة والفعاليات الصناعية الحربية التي جرت او مازالت تجري سواء بالجمهورية اليمنية أو مناطق الجوار أو في منطقة بالعالم… والحرب التي تجري في اليمن والتي قاربت مدتها السنة والذي نتج عن ذلك العديد من الضحايا والإضرار الجسيمة في شتى المجالات وكما سبب ذلك انواع مختلفة من المخلفات تركت نتائج كارثية على البيئة والانسان والحيوان في مناطق مختلفة بالجمهورية اليمنية بل قد تؤثر على المناطق المجاورة …
ويمكننا تقسيم مخلفات الحروب و النشاطات العسكرية الى عدة انواع… فبحسب تاثير تلك المخلفات يمكن تقسيمها الى:
1- مخلفات ذات تأثير مباشر: حيث تسبب تاثيرا” مباشرا” على البيئة وصحة الانسان والنباتات والحيوان مثل حقول الالغام، القنابل غير المنفلقة، بقايا الاسلحة الكيمياوية والبيولوجية والذخائر المشعة مثل اليورانيوم المستنفد وغيرها.
2- مخلفات ذات تأثير غير مباشر: وهي التي ينجم عنها تاثيرات على المدى الطويل على البيئة والصحة العامة والثروتين الحيوانية والنباتية وهذا النوع تسببه العمليات العسكرية التي تستهدف البنى التحتية ذات العلاقة بالبيئة والصحة مثل منظومات الصرف الصحي ومحطات الماء والكهرباء وشبكة المواصلات البرية والمعامل ومراكز الابحاث والجامعات والمعاهد والمدارس..الخ. كما يمكننا تقسيم مخلفات الحروب والنشاطات العسكرية بحسب انواعها الى مايلي:
* مخلفات كيمياوية ذات درجات سمية متفاوتة، سواء الناجمة عن استخدام الاسلحة الكيمياوية او التقليدية ضد اهداف ينجم عنها مخلفات كيمياوية ضارة او سامة، او ماينجم عن تجارب الاسلحة او مخلفات الآليات والطائرات والسفن العسكرية.
* مخلفات بيولوجية قد تنجم عن استخدام الاسلحة البيولوجية او مخلفات القواعد العسكرية والمختبرات والتجارب العسكرية المختلفة.
* مخلفات نووية مشعة نتيجة الاستخدام المباشر للاسلحة النووية او لأسلحة تدخل في صناعتها مواد مشعة ، يعتبر اليمن اليوم نموذجا” مثاليا للتلوث البيئي في الشرق الاوسط والذي سببته مخلفات الحرب لعدوان التحالف بقيادة السعودية بأسمائها المختلفة ، عاصفة الحزم وإعادة الأمل ….الخ ، حملات بربرية إضافة إلى ما صاحب ذلك من الانشطة العسكرية كذلك التلوث البيئي الذي سببته حيث استخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة وبضمنها الاسلحة العنقودية و الكيمياوية … كذلك فإن الحرائق في المنشآت النفطية والصناعية وأنابيب نقل النفط والغاز والمحطات التفطية أدت إلى إطلاق كميات هائلة من الغازات التي تؤذي البشر والحيوانات والنباتات .
والنموذج اليمني مثله مثل النموذج العراقي والفلسطيني واللبناني وبقية مناطق الحروب والانشطة العسكرية … مع العلم أن سبق و أنذرت دراسات برنامج الأمم المتحدة للبيئة من تفاقم الكارثة البيئية والصحية الناجمة عن مخلفات النشاطات العسكرية والحروب في فلسطين والعراق ومناطق أخرى ساخنة وهي مخاطر تتجاوز البلدان التي تقع العمليات الحربية على أرضها وفي أجوائها ومياهها إلى مجتمعات وأراضي ومياه وأجواء البلدان المجاورة، وبلدان بعيدة كذلك أحيانا
.ولم تتخذ اجراءات جدية من قبل حكومات الشرق الاوسط للتصدي لآثار هذا التلوث البيئي الخطر … حفظ الله اليمن من كل الشرور
والله الموفق ،،،