الخبر وما وراء الخبر

تعز رهينة “الإصلاح” و نزوات ملوك الأعراب

45

استدرار العاطفة والعزف على نغمة الإنسانية عمل يتقنه حزب الإصلاح منذ عقود، وجسر يعبر من خلاله إلى مآربه الحزبية وحائط حماية لمصالح القيادات الشخصية.

خلال الأيام القليلة الماضية، ذرف ناشطي الإصلاح ووسائلهم الإعلامية دموع التماسيح على الطفولة والحقوق المدنية، من خلال اتهامات متكررة للقوات المسلحة اليمنية باستهداف المناطق السكنية في تعز.

لؤم مقزز دأب عليه حزب الإصلاح وقواعده تارة بالحديث عن إصابات الأطفال وتارة عن تدمير المنازل السكنية، بقصد أن يجني ضغطاً دولياً يمكنه من تحقيق أي مكسب ميداني في جبهات تعز والتي اشعلها بعد أن تقاضت قيادات الإخوان مبلغ ثلاثة مليار ريال يمني من التحالف في إطار محاولات تخفيف الضغط عن مأرب.

جمع التناقضات سلوك لا يقدر عليه سوى حزب الإصلاح قيادات وأعضاء وموالين مغفلين، اليومين الماضيين ضجت وسائل إعلام الإصلاح وساندتها ماكنة إعلام التحالف، عن تقدمات من يصفوه بـ”الجيش الوطني” المدعوم من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وإسرائيل، واعتراف رئيس وزراء الاسرائيلي العام الماضي، بمساندة “شرعية هادي”، على الساحل الغربي لليمن، بغارات جوية.

مغالطات التقدمات الوهمية تتحول على ذات الإعلام نفسه للحديث عن إصابات أطفال في حي “الروضة” شمال مدينة تعز وسقوط قذيفة على مدرسة الزبيري وسط المدينة، وجع أي طفل هو وجع كل يمني أياً كان، وما يوجع أكثر هو المتاجرة بالدماء، وقائع كثيرة لا تحتاج قراءة، فهي تغيب عن تماسيح الإنسانية، فاستهداف قناص الإصلاح طفلة لتسقط جريحة اثناء ما كان يقلها باص خاص بالمعاقين بحي “العلبة” بمديرية صالة أمر اعتيادي لإنها تتواجد في منطقة كُفر وفق تفكيرهم المريض، الأكثر بشاعة اختطاف أرواح ثلاثة أطفال في حي “الجملة” بذات المديرية وإصابة 18 آخرين، ذنبهم الوحيد أنهم يلعبون كرة قدم، وأن اللعب في عيون الإصلاح حرام.

تعز رهينة طمع الإصلاح الذي يستوقد بأبنائها محارق الموت ليس حباً بل عشقاً بمليارات الورق التي طبعها لهم التحالف في روسيا ليشبع نهم “فرحان وفاضل” ويُريح بال “اليدومي والآنسي”.
استغل حزب الاصلاح مدينة تعز لإرضاء نزوة ملوك الأعراب الرابضين على قرن الشيطان. لكن مدينة تعز قادرة على طرد المتاجرين بدمائها والانتصار لإرادة اليمن في التحرر من التبعية.