نبذة تعريفية عن الشهيد القائد والبيئة التي نشئ فيها وماهية العوامل والمؤثرات والسمات الشخصية والمواصفات
بقلم / علي عبد الرحمن أحمد الموشكي
الحلقة الأولى
مسألة الإصطفاء الإلهي :
يقول تعالى (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (سورة الرعد :٧) ، في منهجية الله وفي سننه الألهية يوجد هنالك على مر العصور و العقود الله يصطفى الرسل والأنبياء والهداة لإعادة الأمة الى المنهجية الإلهية وكل الرسل يدعون الناس الى منهجية الله وإقامة دين الله وتحذير من عذاب الله والترغيب بما أعد الله للذين يؤمنون بالله في الدنيا والأخرة ، وجميعهم كان يتبعهم المستضعفين ويواجههم الظالمون الكافرون الذي قد إستحوذ عليهم الشيطان ، وكل نبي او رسول او عبد صالح بشر بنبي بعده لأن الله أمرهم بذلك ، يقول الله تعالى (ومبشر برسولاً من بعدي إسمه أحمد) ، وهكذا إقتضت السنه الإلهية في إمتداد الولاية الألهية ، ومسالة الأعلام ولي مسالة مهمة في مواجهة الباطل لانه الولي والعلم مرتبط إرتباط قوي بالله ويستطيع هداية الأمة وتنويرها وإخراجها من الظلمات الى النور ، فاليهود عندما بشرهم نبي الله عيسى (عليه السلام) ، برسول الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) ، كانوا يعرفون مكان وجودة ولذا سكنوا في شبة الجزيرة العربية ، وكانوا يترقبون موعد ظهور النبي محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) ، لكن الله حفظ نبيه ورعاه وعلمه حتى بأسمه كان مذكور عندهم (إسمه أحمد) ، حتى لا يعرفه اليهود ويستهدفوه ، فعداوة موجودة بوجود (إبليس) الذي يحرف الناس عن خط الله ومنهجية الله .
الرسول محمد(صلوات الله عليه وعلى آله) ، أعلن ولاية الإمام علي (عليه السلام) إستجابة لأوامر الله قال تعالى (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) ، فما على المؤمنين الصادقين الا التولي لخلاصهم في الدنيا لتتحقق لهم إستقامة الحياة والأخرة الفوز برضون الله .
عندما نأتي الى شخص كالشهيد القائد (رضوآن الله تعالى عليه) علم الهدى ، القرآن الناطق ، الذي إعتنى الله به وصطفاه من أسرة علم تمتهن العلم القرآني وعملها الأساسي هداية الناس الى منهجية الله وإحياء معالم الأنبياء والصالحين وتشد الناس الى الله.
فوالده العالم الرباني السيد العلامة فقيه القرآن بدر الدين بن أمير الدين الحوثي ، هو الذي عرف بين الجميع بعلمه وتقواه وخشيته من الله وإستشعاره للمسؤولية و جرأته في قول الحق ، وبأنه لا يخشى في الله لومة لائم ، ينطبق عليه قول الله تعالى (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما إستكانوا والله يحب الصابرين ) (آل عمران : ١٤٦) .
ولأن موضوع قيادة الأمة قضية تختص بالله ، يقول الشهيد القائد (القضية هي بيد الله – كما قلنا أكثر من مرة – أن موضوع إقامة دين الله ، موضوع قيادة الأمة ، وتربيتها لتكون على مستوى عالي في النهوض بمسؤوليتها ، أنها قضية تختص بالله ) ، لأن الله جل وعلا يختارهم بعناية ويرعاهم ويربيهم ويجعلهم مطهرين منزهين من الزلل أو الميل أو الأنحرف منذ أن يلدون ،، يقول الشهيد القائد(من يضعهم الله أعلاماً لأمته ..إنما يضعهم كاملين (وربك يخلق مايشاء ويختار ماكان لهم الخيرة )(القصص من الآية ٦٨) ، هو الذي يختار وليس نحن أن نختار ، هو الذي إذا آمنا بهذا المبدأ – مبدأ الكمال فإرتبطنا بالله الكامل الكمال المطلق وارتبطنا برسوله الذي إصطفاه وأختاره فأصبح كاملاً وارتبطنا على وفق هذا النهج الكامل – فالله سبحانه وتعالى هو الذي سيقدم لنا الكامل بدءاً من علي (عليه السلام)).
فالشهيد القائد السيد حسين -رضوآن الله عليه – جديراً ومؤهلاً بأن يؤتيه الله ما آتاه من العلم والحكمة والبصيرة والوعي والقدرة على القيادة كثمرة لما كان يحمله في عمق روحه الطاهرة من مؤهلات العظمة والقيادة فإحسانه وشجاعته ومروءته وكرمه ورحمته بالناس وثقته القوية بالله وإستشعاره للمسؤولية وإخلاصه ووفاءه كلها مؤهلات الكمال ومميزات برزت واضحه في حياته و تحركاته وهذه سنه إلهية ثابته أن يختار الله من عباده أعلاما للهدى يمنحهم العلم والحكمة والبصيرة ويترافق مع ذلك التأهيل للبشرية وبناء أمه واعية محصنه من كل الثقافات الباطله ، ويتربون على ايديهم نماذج قرآنية راقية جداً ، يكونون مصابيح للمجتمع .
المولد والبيئة التي نشئ فيها :
بمنطقة الرويس بني بحر التابعة لمديرية ساقين بمحافظة صعدة ولد الشهيد القائد الحسين بن بد الدين بن أمير الدين الحوثي – رضوآن الله عليه – بشهر شعبان ١٣٧٩هجرية (فبراير ١٩٦٠م) ينتهي نسبه الى الإمام الهادي الى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام ).
ومنطقة الرويس تعرف بجمال مدرجاتها الخضراء المكسوة باشجار البن ووديانها التي تغطيها أشجار الموز والمتميزة بعذوبة نسيمها وتنوع تضاريسها وطيبة أهلها.
فتح السيد حسين – رضوآن الله عليه – عينيه على الدنيا على نور الإيمان وال
تقوى فإنه نشأ وترعرع في رحاب القرآن الكريم وعلم أهل بيت النبوة – صلوات الله عليهم – فنهل من هذا المعين الصافي النقي وتعلم من أبيه (رباني آل محمد) الذي كان يقول الشهيد القائد عنه ( بأن كل مالدي هو من بركات والدي الذي رباني تربية قرآنية)، العلم والعمل معاً والشعور بالمسؤولية العظيمة تجاه أمته ودينه ، وكلما شب وكبر كبر معه هذا الشعور حتى أصبح رجلاً متميزاً منحه الله من العلم والوعي والحكمة والبصيرة والكرم والأخلاق العالية والتعقل والصبر وسعة الصدر والشجاعة وغيرها من صفات الكمال مايبهر كل من عرفه وجالسه.
عوامل ومؤثرات :
إن من المهم أن نتعرف على العوامل والمؤثرات التي كان لها الدور البارز – بعد التوفيق والعون الإلهي – في صياغة شخصية الشهيد القائد ، وأن نعلم أنه لم يصل الى هذا المستوى بمجرد الصدفة ، فالسنه الإلهية منوطه بالأسباب كما قال تعالى (من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) ، فنص على أن العمل الصالح هو مصدر العزة وعامل الرفعة ، ولاشك أن معرفة العوامل والمؤثرات هي طريق للإقتداء والتأسي بهذا العلم، لأن ذلك هو الهدف من التعرف على شخصية الشهيد القائد (رضوآن الله عليه).
من أهم العومل :
أولاً: التربيه الإيمانية ، التي حظي بها في كنف والده العالم الرباني (رحمة الله عليه) ، والتي ارتشف من معينها التقوى والإيمان والأدب والسلوك وكل مكارم الأخلاق ، والإرتباط بالقرآن الكريم ، وفي نفس الوقت الإندفاع نحو العمل والإحساس بالمسؤولية وحب الخير والإحسان ، وكل هذه الجوانب من أهم مايربط الإنسان بالله تعالى.
ثانياً : الموهبة ، كان موهوباً يتمتع بذكاء كبير وحس مرهف وهمة عالية ، ونظرة ثاقبة ، وبصيرة نافذة ، وحكمة بالغه ، مع عمق في التفكير ، وبراعة في التدبير ، وتأن واستبصار في الأخذ والترك والحكم على الأشياء واتخاذ المواقف ، مما جعله شخصية مرموقة بين أقرانه بحكم تفوقه الواضح ، مما جعل والده وأساتذته وكل من يعرفه يتوسمون في الخير الكبير .
ثالثاً :الإطلاع الواسع ، من خلال التأمل والتدبر للقرآن الكريم ، واتخاذه المرجع والفصل ، وربطه بالواقع ، والإستنارة ببصائرة في كل شؤون الخياة ، كما كان له إهتمام وشغف بالإطلاع على كثير من فنون العلم والمعرفة المفيدة ، في الأصول والفروع ، واللغة العربية في مفهومها العام ، وكذا التاريخ الإسلامي دراسة وتحليلاً ، مع قراءة الواقع ، ومتابعة الأحداث ، وفهم المتغيرات ، وإستشراق المستقبل على ضوء ذلك ، ومن خلال محاضراته ودروسة يتجلى لنا المستوى العالي والراقي الذي وصل إليه في العلم والمعرفة ، والثقافة والوعي والحكمة والبصيرة ، وجودة الرأي وحسن التدبير.
رابعاً : القرب من الواقع ومعايشة المجتمع ، فقد كان إجتماعياً بشكل كبير ، وكان مجلسة يغص بالناس كل يوم حتى من قبل أن يبدأ المحاضرات والدروس الموجودة اليوم ، مما مكنه من معرفة هموم الناس وتلمس أوضاعهم عن قرب ، والسعي لحل مشاكلهم والتخفيف من معاناتهم ، وهذا جانب مهم ومؤثر في صقل الشخصية وبناء الذات.
خامساً: الوعي السياسي ، فمن خلال القرآن كان على قدر كبير من الوعي بالواقع ومخططات أعداء الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم ، وأساليبهم الماكرة في القضاء على الدين ، وقد إنطلق في العملية السياسية ، وخاض غمارها بوعي وبصيرة وحنكة مع إيمان وتقوى ، فكان هو المؤسس الحقيقي لحزب الحق وصياغة أهدافة وتصميم شعاره بمعية الدكتور الشهيد أحمد عبد الرحمن شرف الدين (رحمة الله عليهما) ، وكان له الدور الأبرز في النهوض بذلك المشروع الذي كان يعلق عليه آمالاً كبيرة في صنع واقع جديد يستطيع من خلاله نشر الدين الصحيح والعقيدة الحقة ، وكبح جماح الباطل ، وإيقاض الناس من سباتهم ، والسعي لتحريرهم من الإضطهاد الذي تمارسه قوى الطاغوت ضد المستضعفين .
-كذلك كان له الحضور الفاعل والقوي في مجلس النواب ، والذي كان يهدف من خلاله للسعي لما فيه خير الأمة وصلاحها والتخفيف من معاناتها ، ومن خلال دوره في حزب الحق ومجلس النواب بدأت السلطة الظالمة تدرك ابعاد هذه الشخصية وأهميتها ووزنها ، مما جعلها تحسب له ألف حساب ، وتسعى لسد كل المنافذ والأبواب في وجهه، مما نتج عنه تقويض حزب الحق وإفراغه من محتواه عبر طرق ووسائل وإجراءات ماكرة وخبيثة لايتسع المقام لذكرها ، وذلك ما أدى في الأخير لتقديم إستقالته من الحزب وتوجهه نحو إحياء المراكز والمدارس العلمية.
– نعم … إن كل هذه العوامل وغيرها مما يتسع المقام لذكرها من الكرم والأخلاق والتواضع والإحسان والشجاعة والإقدام هي ما أهلت الشهيد القائد وجعلته محط الرعاية الإلهية ، ويحظى بالتوفيق والتسديد ومن ثم الإختيار الرباني للقيام بالدور المنوط به وبأمثاله من أعلام الهدى ، الذين جعلهم الله عند كل فتنة يكاد بها الإسلام ، لكي يعلنوا الحق وينوروه ، ولينفوا عنه تحريف الغالين ، وإنتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، كما جاء ذلك في الأخبار الصحيحة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ، وهذا ماتجلى بحمد الله في هذه المسيرة المباركة والتي نأمل من الله تعالى أن تعم انوارها أرجاء المعمورة.
المؤهل العلمي :
درس العلوم الدينية على يد والده (رباني آل محمد ) العلامة السيد / بدر الدين بن أمير الدين الحوثي . تخرج من كلية الآداب – قسم الدراسات الإسلامية ..ثم سافر الى السودان لتحضير رسالة الماجستير في علوم القرآن بعد أن حصل على منحه دراسية من جامعة صنعاء.
نشاطه السياسي :
دخل مجلس النواب ممثلاً للدائرة الإنتخابية (٢٩٤) محافظة صعدة عام ١٩٩٣م ، كان له مواقف سياسية قوية من أهمها معارضته المعروفة للحرب على الجنوب صيف ١٩٩٤م.
جوانب من السمات الشخصية ومواصفات الشهيد القائد -رضوآن الله عليه :
هذا الرجل الذي كان بحق حليف القرآن ، ومن القرآن الكريم قدم للأمة رؤية فريدة مسددة جمعت بين العمق والوضوح والمصداقية وسعة الأفق والفاعلية والتأثير ، وكشف بها زيف الأعداء ومكائدهم ومؤامراتهم ، وقدم الحل في زمن اللاحل ، في عصر الحيرة وعزز الأمل في دنيا اليأس وفي زمن الإحباط.
نوجز بعضاً من جوانب شخصية الشهيد القائد – رضوان الله عليه :
أولاً : رجل المرحلة ، لقد كان بحق رجل المرحلة ، يعي هذه المرحلة التي يمر بها شعبه وتمر بها أمته عموماً ، يعيها جيداً يعي خطورتها ، يعي ماتتطلبه هذه المرحلة، يعي تداعياتها ويعي مايجب أن تكون عليه الأمة في مواجهة هذا الواقع وفي الخروج منه ، وفي مواجهة تلك التداعيات.
وكان بحق رجل المسؤولية ، يعي مسئوليتة ، ومسئولية الأمة من حوله تجاه هذا الواقع المرير ، تجاه هذه المرحله الخطرة ، ويحمل روحية المسؤولية بما تحتاج إليه ، من عزم ومن إرادة ومن صدق ومن جد ومن إهتمام ومن وعي ومن إيمان ومن عزيمة .
ثانياً : عالمي الرؤية والإهتمام ، كان واسع الأفق ، كان عالمي الرؤية والنظرة والإهتمام ، فلم ينحصر أبداً إهتمامه أو توجهه في محيطه العشائري ، ولاي بأي مقياس من المقاييس المحدودة والصغيرة ، لأنه إستنار بالقرآن الكريم ، فكان فعلاً عالمي بعالمية القرآن في رؤيته الواسعة ، في إهتمامه الواسع ، في نظرته الواسعه ، وفي أفقه الواسع.
ثالثاً : أمة من الأخلاق والقيم ، كان أمة من الأخلاق والقيم ، رجلاً متكاملاً في إيمانه ، في وعيه ، في أخلاقه ، في سؤددة ، في قيمه وإدراك الواقع على المستوى العالمي ، وعلى مستوى واقع الأمة ، وأدرك بعمق حجم المأساة التي تعيشها أمته ، ويعيشها شعبه، وخطورة الوضع ، وخطورة المرحلة ، شخص المشكله وقدم الحل في زمن لم نسمع فيه من يقدم الحل ، ومرحلة تغلبت عليها حالة اليأس ، وغلب فيها الإحباط والحيرة .
رابعاً : جسد عظمة القرآن ، وعندما نتأمل في معالم هذه الشخصية الفذة والعظيمة نرى فيه بحق عظمة القرآن الكريم ، وأثر القرآن الكريم ، ولأنه قرين القرآن ، وعاش مع القرآن الكريم ، ومن خلال القرآن الكريم قيم هذا الواقع بكله ، ونظر إليه النظرة القرآنية ، وقيمه التقييم القرآني ، ففعلاً نرى فيه عظمة القرآن الكريم في عمق الفكرة ، وصوابية النظرة ، والرؤية الصائبة ، والدقة في التقييم ، وبعد ذلك نرى فعلاً عظمة المشروع الذي قدمه لخلاص الأمة من هذا الواقع ولتغييرة .
خامساً : النظر للواقع بروح المسؤولية ، كان إدراكه للواقع إدراكاً عميقاً وقوياً ، فهو إستوعب هذا الواقع ونظر إليه بروح المسئولية ، وقليلون من الناس ، قليلون من أبناء الأمة من يهتمون بذلك ، لقد كان الواقع العام والحالة السائدة بالنسبة للأمة هي التجاهل واللامبالاة تجاه هذا الواقع المرير والغفلة الكبيرة عما يحاك لهذه الأمة من مؤامرات ، ومايدبر لها من مكائد .
كان هو فعلاً عميق النظرة ، يراقب الواقع ، يرصد الأحداث والمتغيرات وبروح المسؤلية ، بينما كان البعض حتى وإن رصدوا الأحداث وإن تابعوا الوقائع فبنظرة سطحية ، وبقراءة عابرة إما كحالة إعلامية كما هو حال الكثير من الناس ، حالة إعلامية مجرد متابعة الخبر لنقل الخبر ، السماع للخبر وللحدث لمجرد السماع والإكتفاء بذلك ، أو إطلاق تعليق محدود دون شعور بالمسئولية ، وبدون روحية عملية ، وبدون إرتباط بمشروع عملي وبدون موقف .
أما شهيدنا المقدس ورجلنا العظيم ، فقد حكمت قراءته للواقع أخلاقه وإيمانه وإنسانيته ووعيه شعوره العالي بالمسئولية ، أمله الكبير في الله وثقته بالله ، وتوكله على الله ويجمع ذلك كله قرآنيته بإرتباطه بالقرآن الكريم ، بتمسكة بالقرآن الكريم ، بوعيه للمفاهيم القرآنية ، بنظرته القرآنية للواقع ، فقد كان موقفه متميزاً ومسئولاً بالدرجة الأولى.
سادساً : كان على درجة عالية من الخوف من الله ، نرى المعالم الأساسية الإيمانية بارزة في واقعة وفي حياته وفي سلوكه وفي مواقفه ، وفي مقدمتها الخوف من الله سبحانه وتعالى، فقد كان على درجة عظيمة وعالية من الخوف من الله سبحانه وتعالى شأنه شأن المؤمنين الكاملين في إيمانهم وفي مقدمتهم أنبياء الله ، ثم ورثتهم الحقيقيون الذين نهجوا نهجهم واقتبسوا من روحيتهم.
كان على درجة عالية من الخوف من الله سبحانه وتعالى ، لدرجة أنه لم يعد يخشى إلا الله ، ولم يعد يخف من أحد ولايبالي أبداً بسطوة الظالمين والجائرين والمستكبرين ولا بجبروتهم ولابطغيانهم ولا بهمجيتهم ولا بإجرامهم ولابكل ما يمتلكون من وسائل الظلم والقهر والجبروت ومن آلة الدمار والتعذيب ، لم يعد يكترث بهم ولم يبال بهم ولم يخف منهم ، وكان خوفه العظيم هو من الله سبحانه وتعالى.
نختم الحلقة الأولى بوصف السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) { عندما نتأمل في معالم هذه الشخصية الفذة والعظيمة نرى فيه بحق عظمة القرآن الكريم ، وأثر القرآن الكريم ولأنه قرين القرآن ، وعاش مع القرآن الكريم ، ومن خلال القرآن الكريم قيم هذا الواقع بكله ، ونظر إليه النظرة القرآنية ، وقينة التقييم القرآني ، ففعلاً نرى فيه عظمة القرآن الكريم في عمق الفكرة ، وصوابية النظرة ، والرؤية الصائبة ، والدقة في التقييم ، وبعد ذلك نرى فعلاً عظمة المشروع الذي قدمه لخلاص الأمة من هذا الواقع ولتغييرة }…يتبع.
المراجع التي تم الإعتماد عليها :
– مقتطفات من الهدى (محاضرات ودروس الشهيد القائد – رضوان الله عليه ).
– مقتطفات من الهدى (كلمات ودروس ومحاضرات السيد القائد (يحفظة الله ) .
– كتيب “رباني آل محمد ” السيد العلامة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي (رحمة الله عليه ) ، الصفحة (٤).
– مقال” لمحة عن شخصية الشهيد القائد ” ، الاستاذ /يحيى قاسم أبو عواضه ، مجلة (الثقافية – تصدر من الدائرة الثقافة الجهادية) ، الصفحة رقم (٩).
-مقال” شخصية الشهيد القائد..العوامل والمؤثرات ” ، السيد العلامة /محمد بدر الحوثي ، مجلة (الثقافية – تصدر عن الدائرة الثقافة الجهادية) ، الصفحة رقم (٦،٧).
– (مجلة “وعي ” العدد الثاني – تصدر عن الدائرة الثقافة الجهادية).
– كتاب (صفحات مشرقة من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ) ، تأليف الأستاذ / يحيى قاسم أبو عواضة ، الصفحة رقم (١٦، ١٧).
– مرجع (القيادة والمنهج )(قراءة في المشروع القرآني للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ) تأليف العلامه / فاضل محسن الشرقي ، الصفحات (٢٦، ٢٧، ٢٨).
– كتيب ( الإمام الهادي (عليه السلام) ، صورة موجزة ، تأليف الأستاذ/ يحيى قاسم أبو عواضة ، الصفحة رقم (١٥) .