الخبر وما وراء الخبر

هروب قسري وآخر مٌخطط لـ أكثر من مائتي مليار دولار ..الاستثمار في زمن العدوان والحصار الأمريكي: خسائر بالجملة وشلل شبه دائم

25

عصف العدوان والحصار الأمريكي المفروض على اليمن، ببيئة الاستثمار وخلق مناخا غير جاذب لرأس المال المادي والبشري معا وفي أسوء الأحوال أدى ذلك إلى هروب جزء كبير منهما … الاستثمار وتحديات وتداعيات سنوات العدوان والحصار في هذا التقرير.

بٌنى استثمارية مدمرة أو معطلة وفرص عمل ضائعة

واجه الاستثمار ظروفا عاتية خلال ست سنوات من استهداف العدوان والحصار بشكل مباشر أو غير مباشر، فتراجع تسجيل المشاريع الاستثمارية إلى أقل من النصف وتراجع أيضا رأس المال المستثمر إلى مادون ذلك و ضاعت فرص عمل كثيرة كان مقدرا أن توفرها حركة الاستثمار وقائمة الخسائر مفتوحة كما يقول نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار خالد شرف الدين”العدوان والحصار عرض الاستثمار لخسائر مباشرة متمثلة في قيمة السلعة وقيمة الأصول والحصة السوقية المفقودة وغير مباشرة مرتبطة بالتحديات التي خلقها الحصار كمعوقات الطاقة والتأمين والعملة والتضخم”.

قائمة التداعيات كثيرة بهذه الجملة استهل عادل الأشطل مدير عام دائرة المستثمر بالهيئة العامة للاستثمار حديثه لنا وفي السياق لفت إلى أن الأخطر من غارات طيران العدوان المستهدفة وبشكل مباشر للمشاريع الاستثمارية هو ” الحصار المفروض على مدخلات الانتاج والمحروقات بما تسببه من كلف وأعباء إضافية على المستثمرين وعلى عموم المواطنين في النهاية “.

مدير عام المشاريع الاستراتيجية بالهيئة العامة للاستثمار هاني الشطفة يلفت من جهته إلى أن العدوان والحصار تسببا بـ”تعطيل مشاريع وأنشطة استثمارية مختلفة كانت قيد الإنجاز في مدينة عدن والحديدة وأمانة العاصمة وغيرها ” ويضيف الشطفة ” أيضا فرضا مناخا غير ملائم لأنشطة استثمارية مماثلة في مختلف المحافظات “.

يتوقف مدير عام المشاريع الاستراتيجية بالهيئة العامة للاستثمار عند أثر آخر ترتب على العدوان والحصار على اليمن وهو ضياع الفرص الاستثمارية الهائلة والواعدة في اليمن التي كان بالإمكان تنفيذها في ظل بيئة عمل واستثمار ملائمة سواء من قبل مستثمرين محليين أو غير محليين كما يرى الشطفة “لا شك أن العدوان والحصار حالا دون تدفق أي من رؤوس الأموال الخارجية للاستثمار في اليمن خلال السنوات الماضية،بما خلقاه من بيئة طاردة للاستثمار”.

لم تقف التداعيات والخسائر على تدمير المشاريع الاستثمارية بشكل مباشر أو تعطيل نشاطها كليا أو جزئيا تحت قيود الحصار المختلفة والكلف الباهظة للإنتاج وما يرتبط به من عملياتمختلفة بل طال اليد العاملة ضمن البنى الاستثمارية المختلفة، بحسب نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار ” تعطيل العدوان والحصار للاستثمار في قطاع المقاولات والاشغال العامة تسبب بضياع قرابة مليون فرصة عمل فضلا عن مئات الالاف من فرص العمل في قطاعات الخدمات والسياحة وغيرها”.

هروب مٌخطط وآخر قسري لرأس المال الوطني

تحت ضغوط العدوان والحصار الأمريكي هاجر قدر كبير من رأس المال الوطني إلى الخارج بشكل قسري وهذا مظهر آخر يعكس جانبا من خسائر هذا القطاع ومدى الضرر والأثر الذي لحقه، عن هذا الأمر يؤكد نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار أن الهيئة “رصدت حالة دائمة من التهديدات المباشرة من قبل قوى العدوان للمستثمرين في اليمن لمنع مواصلة أنشطتهمفضلا عن هروب منظم ومٌخطط ومرتب له مع المرتزقة في الداخل “.

تظافر أشكال الإستهداف المباشرة وغير المباشرة أسفرعن هروب ” أكثرمن مائتيمليار دولار من رأس المال الوطني للاستثمار خارج البلاد”كما تظهر ذلك المؤشرات لدى البنوك وتؤكده الهيئة العامة للاستثمار على لسان نائب رئيس الهيئة ، غير ذلك يشير مطلعون إلى أن ” القطاع الخاص خسر ما يزيد عن مليار دولار نتيجة الاستثمار في سوق البورصة دون خبرة كافية”.

أما لماذا هذا الاستهداف الخشن لهذا القطاع؟ فلا يٌخفى أن الاستثمار يعد محركا أساسيا للنمو الاقتصادي وتعطيله بالتالي يمس ذلك في صميمه وهو ما وضعه المعتدون في صلب استراتيجية الاستهداف الشامل للبلاد والذي مايزال يلقي بظلاله على مناخ الاعمال ويواجه الفرص الواعدة للاستثمار في اليمن وهو ما يعني استمرار مٌجمل هذه التحديات حتى اشعار آخر.