الخبر وما وراء الخبر

رسالة خطيرة بعثها الشرقي إلى المرتزقة … هل يدركوا مغزاها ويعتبروا بما فيها  ؟؟

44

ذمار نيوز || مقالات||
[23 فبراير 2021مـ -11 رجب 1442هـ ]

#إلى المرتزقة .

عندما اجتاحت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان مدينة بُخارى ، وهي إحدى بلاد إقليم خراسان  ، والتي كانت في فترة حكم الخلافة العباسية ؛ وبعدما عجزوا عن اقتحامها ودخولها ؛ كتب جنكيز خان لأهل المدينة كتاباً يقول فيه : أنَّ من سلّم لنا سلاحه ، ووقف في صفِّنا فهو آمن ، ولن يُصيبه مكروه ؛ ومن رفض التّسليم لنا ، فلا يَلومنَّ إلّا نفسه .

فانشق صفُّ المسلمين في بُخارى إلى صَفَّين : فمنهم صفٌّ رفض الاستسلام والرُّضوخ ؛ وصفٌّ جَبُن عن اللّقاء والحرب ضدَّ المغول .
ثمَّ كتب جنكيز خان لمن وافق على الرُّضوخ والاستسلام ، أنْ أعينونا على قتال من رفض منكم ، ثمَّ نُولِّيكُم بعدهم مُلكَ بلدكم بُخارى .

فاغترَّ الناس المُستَسلمين بكلامِ جنكيز خان رغبةً في تَسلُّمِ الحُكمِ ؛ ورَهَباً من بطشِ جنكيز وجيوشه ، فنزلوا عند أمره .

ودارت الحَرب بين الطَّرفين ، طرفٌ دافع عن دينهِ وأرضهِ وثبات مبادئه حتى قَضى نَحبَهُ ؛ وطرف باع دينه و نفسه وأرضهُ وأهله للمغولِ ، فصيّروهُ عبداً من عبيدهم .
وفي نهاية الحرب بين الطّرفين ، انتصر طرف التَّسليم والخِيانة ، وبعدَ أنْ استلمَ المغول مدينة بُخارى ؛ سحبوا السِّلاح من الطَّرفِ المُنتَصر ، وأمروا بذبحهم كالنِّعاج أمامَ مرأى بعضهم البعض ، وعندها قال جنكيز خان مقولته المشهورة :

” لو كان يُؤمَنُ جَانبهُم ؛ لَمَا غَدروا بإخوانهم
من أجلنا ونَحن الغرباء”.

( المصدر : الكامل في التاريخ ،
لابن الأثير ، ج ١٠ ص ٤٠٤ ).