السعودية والإجراءات التقشفية وحدها لن تعفيها من الأنقراض
بقلم / عبدالباسط الحبيشي
قبل العدوان على اليمن قامت السعودية برفع إنتاجها من النفط لتخفيض عائداته بهدف تدمير الاقتصاد الإيراني والروسي وإيضاً إيقاف التوجه الأمريكي الذي بدأ باستغلال النفط الصخري كبديل للنفط السائل.
اعتمد آل سعود في هذا الإجراء الإقتصادي الخطير والمغامر على احتياط السعودية النفطي الضخم وفائضها المالي الذي سيقوم بتعويضها في حالة تعرضها إلى أي اهتزاز اقتصادي طارئ بينما ستصاب الاقتصاديات آنفة الذكر حسب تقييمها في مقتل وبهذا تكون قد حققت ما أرادته من ضغوط على غيرها ليخلى الجو لدواعشها على الساحة السورية .
طبعاً من الناحية الإقتصادية هذا الكلام صحيح، ومن أشار للسعودية بإتخاذ هذا الإجراء كان عملياً أميناً معها الى حدٍ ما.
بيد أن العدوان على اليمن حتى تلك اللحظة لم يكن ضمن حسابات السعودية اقتصادياً ولم يكن اليمن بحساباتها يشكل تلك الأهمية للتغلب عليه.
لكن بعد أن استقر توغلها بانخفاض أسعار النفط وبات عليها القيام بإجراء تصحيح سريع لإنتاجها النفطي، هناك من تدخل بنصيحته للسعودية بأنه يترتب عليها اولاً إخماد الثورة في اليمن وهي عملية لن تستغرق بضعة أيام أو عدد قليل من الأسابيع على الأكثر بحسب رؤيته وبالتالي ستكون قد حققت نصراً عسكرياً ونصراً سياسياً بالإضافة الى إنتصارها إقتصادياً الذي سيؤتي أكله قريباً ويعوضها عن التقارب الأمريكي الإيراني بالتوقيع على الملف النووي وبهذا تكون قد صنعت من نفسها قوة إقليمية لا يُشَق لها غبار.
سارعت السعودية بعد ان جمعت من الحلفاء ماستطاعت للإنقضاض على اليمن بعد أن ظنت أنها عملية عسكرية خاطفة تستعرض بها قوتها وقد شاهد الجميع ذلك من خلال إعلامها وناطقها العسكري مدى المبالغة في استعراض العضلات التي ما فتئت بأن تحولت الى ورطة من الوزن الثقيل.
هذه الورطة جعلتها تستنزف كل مخزونها المالي الذي اعتمدت عليه للدخول في مغامرتها النفطية السابقة إلا انه الآن بات ضرورياً لإنقاذها من ورطتها في اليمن فعقدت به صفقات الأسلحة وأستئجار المرتزقة وشراء الذمم ولكن مع ذلك ظلت تغرق في مستنقع اللاعودة كالمستجير من الرمضاء بالنارِ. وبينما هي تتمرغ بمستنقع العدوان المتواصل على اليمن فإني أجزم بأن إعلان السعودية بإلغاء كل منح الخارج وترشيد الإنفاق ورفع الأسعار على مواطنيها وكل أنواع سياسات التقشف في محاولاتها البائسة واليائسة لتخفيض سرعة سقوطها وليس لإنقاذها لن يعفيها من الهلاك المحقق بإذن الله.