الخبر وما وراء الخبر

صرخةُ أحرار العالم

17

ذمار نيوز || مقالات||
[31 يناير 2021مـ -18 جماد الاخر 1442هـ ]

بقلم / خالد العراسي

يصوِّرُ البعضُ صرخةَ الأنصار بأنها معادَاةٌ للإنسانية، وصرخةٌ في وجه السلام، وتعصُّبٌ ديني، وهناك مَن يتجاوز ذلك ويصفُ الأمرَ بأنه تقوقُعٌ مذهبي وفئوي..

وبغضِّ النظر عن الاستغلال والتدليس القائم إلا أن الحقيقةَ التي لا لَبسَ ولا جدالَ فيها هي أن كُـلّ اليمانيين بل كُـلّ من يأبى الخنوع والخضوع (كل أحرار الأرض بشتى أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم) باتوا يؤيدون مبادئَ الأنصار المرتكزة على رفض سياسة الهيمنة والاستكبار، كما أن تحالف الشر والظلام يعادي كُـلّ الأحرار بغض النظر عن معتقداتهم، فالمعيار هو الطاعة، وكل من يرفض ذلك تتوجّـه سهام الشيطان إليه.

وحتى يتمكّن كُـلُّ الأحرار من مواجهة الاستغلال الشيطاني كان لزاماً عليهم أن يتوحّدوا كما توحَّدت قوى الشر، وهذا ما تجلّى في اليوم العالمي للتضامن مع اليمن، وقد رحّب اليمانيون شعباً وقيادةً بهذه الخطوة وثمّنوها ومدّوا أيديَهم إلى العالم كبدايةٍ ومقدمةٍ للتوجّـه نحو بناء علاقات دولية، فلدينا في اليمن بفضل الله عز وجل كُـلّ ما يؤهلنا للتحول من ساحة حروب وأطماع إلى منطقة استثمارية بامتيَاز، نمتلك الثروةَ والموقعَ الاستراتيجي ومن حقنا استثمارهما، لا سِـيَّـما وأننا بلدٌ خامٌّ رغم كُـلّ النهب الاستنزافي والاستحواذ المستمر منذ العهد العفاشي البائد.

الصرخة شعارٌ تعبيري عن رفض الظلم والمكر والخداع، ولطالما صرح قادةُ أنصار الله بأنهم مستعدون للارتباط بمصالح مشتركة وعلاقات ودية مع كُـلّ دول العالم، على ألا تكون علاقةَ تابع ومتبوع كما كان إبان النظام السابق، وإنما علاقات قائمة على الاحترام المتبادل، وهذا حق تكفله كُـلّ القوانين والأنظمة، ولا يحق لأحد أن يرفضه أَو يقف عائقاً أمامه، ولدى الأنصار وشركائهم رؤيةٌ وطنيةٌ تحملُ توجّـهاتٍ تصحيحيةً بنيوية وتنموية تؤسس لنهضة اقتصادية وتجارية واستثمارية.

كما إن لديهم تطلعاتٍ استراتيجيةً وسياسيةً، وليسوا متقوقعين كما يصورهم كُـلّ من خطط لعزلهم عن العالم، ولو كانوا متحجرين لما تم التوصلُ إلى أية اتّفاق في أية جزئية، بعكس ما حدث في السويد وسيحدُثُ في أي مكان وزمان بمُجَـرّد أن يتخلّى العدوُّ عن أطماعه الاستحواذية ويدركَ أن الزمنَ تغيّر ولا يمكن للعجلة أن تعودَ إلى الوراء مهما استمرَّ في عدوانه ومهما بلغت التضحيات.

أعتقد أن هذا هو التوجُّـهُ الجديدُ بعد أن جف الضرع الممول للإرهاب العالمي، وولّى زمنُ العبودية، وبعد أن أثبت أبطالُ اليمن أن الباطل أوهن من بيت العنكبوت.