الخبر وما وراء الخبر

الإسلام هو من منح المرأة كرامتها

15

ذمار نيوز || مقالات ||
[28 يناير 2021مـ -15 جماد الاخر 1442هـ ]

بقلم / عدنان الكبسي

كانت المرأة قبل الإسلام في حالة احتقار عند كل فئات البشر، كانت المرأة محتقرة ومظلومة ومهانة في المجتمعات المسيحية واليهودية والوثنية، أما بالنسبة لكثير من العرب كانت عاراً، إذ عبر القرآن عن نظرتهم السيئة إلى المرأة، يقول الله سبحانه وتعالى: ((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ❉ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)) وكذلك نظرة بقية المجتمعات إلى المرأة نفس النظرة السيئة.

كذلك في الحاضر نظرة اليهود والغرب إلى المرأة نظرة سيئة جداً، إذ يعتبرونها عنصر شر وخطر يجب أن تُستخدم كوسيلة للإفساد والعلاقات اللا أخلاقية.

اليهود يسعون في أوساط المجتمعات الإسلامية في تزيين تعري المرأة، وأن التقدم إظهار مفاتن المرأة، والتمدن في التبرج والسفور، والتطور في إختلاط النساء بالرجال وكل هذا باسم حقوق المرأة وحريتها.

وليس هناك من يحافظ على حقوق المرأة ويمنحها حريتها بمثل ما حافظ الإسلام على حقوقها، الإسلام هو من منح المرأة كرامتها وحريتها، يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله: (يأتي القرآن فيقول الله سبحانه وتعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً)) يأتي ليعيدَ الاعتبارَ للمرأة أنها إنْسَان أنها هي والرجل كيان واحد أصل واحد نوع واحد كائن واحد إنما ذاك ذكر وتلك أنثى ومن أصل واحد كلاهما من أصل واحد الذي خلقكم من نفس واحدة ليزيح هذه النظرة السلبية وليزيح معها تلك التفرقة التي تؤسس لاتِّجَـاهات متباينة في الحياة تساعد على تفكيك الأسرة وبعثرة الأسرة كيان واحد يبنى به المجتمع أسرة تبني على نحو واحد مترابطة ولديها النظرة الإيْجَـابية بعيدًا عن نظرة الاحتقار أَو النظرة العدائية والنظرة السلبية أَو النظرة الجاهلية التي ترى في المرأة عاراً -لا-، كيان واحد الجميع إنْسَان المرأة إنْسَان والرجل إنْسَان كلاهما من نفس واحدة كلاهما كيان واحد حياتهما مرتبطة ببعض).

خلق الله آدم من صلصال من حمإِ مسنون وخلق حواء من نفس آدم، جعل الله الرجل سكناً للمرأة والمرأة سكناً للرجل، جعل الرجل لباساً للمرأة والمرأة لباساً للرجل ((هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)).
يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه: (مهمتهم الأساسية هي كلها هي مهمة واحدة:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}(البقرة: من الآية30) أليس الله قال هكذا في القرآن الكريم؟ دورهم، مسئوليتهم في هذه الأرض واحدة، مهمتهم واحدة، هذا الإنسان ـ ولهذا جاء في القرآن الخطاب بلفظ ناس:{يا أيها الناس}،{يا أيها الناس}، هي تشمل الرجل والمرأة بعبارة واحدة اسمهم: ناس، كلهم اسمهم: بنو آدم، ـ مسئولية واحدة، ومهمة واحدة الآثار الطيبة أو النتائج السيئة كلها تأتي واحدة لا تتصور بأنه بالإمكان أن يكون الرجل يعيش في ظل وضعية صحيحة إلا وتكون المرأة كمثله، أو أن يكون في وضعية مضطهدة ستكون المرأة كمثله في مسيرة الحياة، لا تستطيع أن تتصور أنه يمكن أن يكون للرجل وضعية مستقلة عن المرأة أو للمرأة وضعية مستقلة عن الرجل في مسيرة الحياة على الإطلاق، كلها مسيرة واحدة، وكلهم كيان واحد، تختلف فقط الأدوار في إطار النهوض بهذه المسئولية التي هي ملقاة على بني آدم بشكل عام، تختلف الأدوار ليس فقط فيما بين الرجل والمرأة بل فيما بين الرجال أنفسهم وفيما بين النساء أنفسهن وكلمة: {خَلِيفَةً} يظهر من خلالها أنها مسئولية. إذاً فالدور الرئيسي للإنسان بشقيه أو بجزئيه فعلاً المترابطين: الرجل والمرأة هي ماذا؟ مسئولية بكل ما تعنيه الكلمة أوسع حتى من مسألة النظام الإداري أو المؤسسات الإدارية لأي دولة من الدول، الحياة بكلها مسئولية، المهام بكلها تسمى: مسئوليات)، ويقول السيد القائد أيضاً: (والمسئولية عادة يجب على الرجل والمرأة جميعا أن يعملوا من أجل أن تكون المسئوليات في المؤهلين لها، ليست المسئولية عبارة عن حق فيقال: الرجل له حق كذا، أما المرأة فليس لها حق ثم يقال للمرأة: يجب عليها أن تناضل من أجل أن تحصل على حقوقها فتكون شريكة مع الرجل في الإدارة في المنصب الفلاني .. إلى آخره! لا، هذه غلطة من البداية. نقول: لا، هذه هي مسئوليات هذه هي مسئولية يجب أن نبحث داخل الرجال أنفسهم عن المؤهل في أي عمل كان. ولأن القضية كلها مسئولية، نفس الاستخلاف هو مسئولية).

وهكذا الإسلام يرتقي بالمرأة نفسها في سلم الكمال، ويمنحها دورها المسؤول والبناء والمهم ..والفعال والمؤثر والعظيم في واقع الحياة وبكل شرف، وبشكل راقي جداً.