الطلقة الأمريكية الأخيرة.. إعلانُ فشل وشهادةُ اعتزاز
صبري الدرواني
بعدَ 18 عاماً من انطلاقِ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدرين الحوثي بمشروعِه القرآني الثقافي النهضوي في مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وبعدَ ستِّ سنوات من العدوان الأمريكي السعودي على الشعبِ اليمني المسلم، وقتلِه بكل أنواعِ الأسلحة المحرَّمة، وفرضِ حصار خانقٍ عليه، أعلنت الإدارةُ الأمريكية تصنيفَ “أنصار الله” كمنظمةٍ إرهابية.. كيف يمكنُ لفاقد الإنسانية أن يقدِّمَها أَو يكونَ من دُعاتها أَو حُماتها؟!، ولعلَّ هذا القرارَ بمثابة الطلقة الأخيرة لأمريكا، وإعلان فشلها، وشهادة ناصعة للشعب اليمني ولأنصار الله بعدمِ انخراطهم في المشاريع الإجرامية الأمريكية بحق شعوبِ أمتنا وقضاياها الكبرى.
بالعودة إلى توقيتِ التصنيفِ الأمريكي، يمكننا القولُ إنه كان في اللحظات الأخيرة من عُمر الإدارة الأمريكية المتغطرسة؛ كونها أصبحت منبوذةً، وتعيشُ انقساماً داخلياً كبيراً طفا على السطح، وكان اقتحامُ الكونغرس نتيجةً لسنواتٍ طويلة من التحريض والعُنصرية والكراهية، إضافةً إلى أن لديها خلافاتٍ مع أغلبِ دول العالم، بما فيها الدولُ الدائمة في مجلس الأمن كالصين وروسيا.
أولى نتائج هذه الخطوة أن الإدارةَ الأمريكية بقرارها أكّـدت على موقفِ أنصار الله وكافة أبناء الشعب اليمني الإيماني في مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وصوابيتِه، وعززت لدينا كُـلَّ ما قلناه وتحدثنا به، منذُ أن تحَرَّكَ الشهيدُ القائدُ -رضوانُ الله عليه- في 2002 إلى اليوم، وهي حقيقةٌ أثبتتها الأحداثُ والأيّامُ والوقائعُ، وأن كُـلَّ الجرائم التي ارتُكبت بحق الشعب اليمني تقفُ وراءَها أمريكا بشكل مباشر.
وثاني نتائج هذه الخطوة أن قرارَ التصنيف الأمريكي أنعَشَ لدينا العِداءَ لأمريكا، وصوَّبَ بُوصلةَ العداء والصراع إلى العدوّ الحقيقي للأُمَّـة الإسلامية جمعاء، والذي حذّرنا اللهُ سبحانَه وتعالى من موالاتهم “أمريكا وإسرائيل”، وأبلغنا بأنهم العدوُّ ولا يريدون لنا أيَّ خير. وثالثُ نتائج هذه الخطوة أن قرارَ التصنيف أكّـد لأبناء الشعب اليمني ولكافة شعوب العالم، الوحشيةَ الأمريكية، وانعدامَ المعايير الإنسانية في كُـلِّ قراراتها، وانكشافَ زيف ادِّعاءاتها عن الإنسانية وحقوق الإنسان، وكشف الوجهَ القبيحَ لأمريكا التي تقفُ دائماً في صف المستبدِّين والظالمين.
ورابعُ نتائج هذه الخطوة أن قرارَ التصنيف أظهر أمريكا منبوذةً ووحيدةً، حَيثُ لاقى القرارُ استياءً عالمياً كبيراً من السياسات الأمريكية المتغطرسة والمُضرِّة بشريحةٍ كبيرةٍ من الناس، حَيثُ اعترضت أغلبيةُ دول العالم والمنظماتُ الدولية على قرار التصنيف، وطالبت أمريكا بإلغائه، باستثناءِ بعضِ الدول التي تخضعُ لهيمنة أمريكا أَو تتماشى معها. وخامسُ نتائج هذه الخطوة أن قرارَ التصنيف أعاد إلى الواجهةِ العِداءَ لأمريكا وإسرائيل بقوةٍ، وأكّـد لنا أهميّةَ الشعار “اللهُ أكبر، الموتُ لأمريكا، الموتُ لإسرائيل، اللعنةُ على اليهود، النصُر للإسلام”، وأنه خطوةٌ حكيمةٌ وفعَّالةٌ في مواجهة الغطرسة الأمريكية، وأنه عاملٌ مُهِمٌّ لتحصينِ المجتمع المسلم من التطويعِ والتدجينِ لأعدائه، ويحمي المجتمعَ المسلمَ من الانحرافِ في ولاءاته وعداءاته لصالح أعدائه، كما ساهم قرارُ التصنيفِ في ترسيخِ قناعةٍ شعبيّةٍ واسعة بأن أمريكا وإسرائيل هما العدوُّ الحقيقي، وما السخطُ الشعبيُّ الذي نشاهدُه في الوقفاتِ المسلحة في كافة المحافظات والمديريات إلا شاهدٌ على ذلك.