*الشهادة.. والشهداء*
ذمار نيوز || مقالات ||
[27 ديسمبر 2020مـ -12جماد اول 1442هـ ]
بقلم/عبدالملك المساوى
في تأريخنا المعاصر، وبالتحديد عقب استشهاد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، ومما سطرته أقلام بعض الماجاهدين الذين واكبوا المراحل الأولى لإنطلاقة المسيرة القرآنية المباركة يقول؛- جاء أحد المجاهدين إلى القائد والسابق بالخيرات السيد عبدالملك الحوثي ليُثْنِيَه عن مواصلة مسيرة الجهاد والقتال في سبيل الله، وكان ذلك المجاهد قد أُحْبِطَ في تلك الظروف، التي بَدَت وكأنَّ كلَّ شيء من حركة الشهيد القائد قد انتهى.
لقد قال للسيد القائد: أرأيتَ كيف خذل الناسُ أخاك الشهيد حسين بدر الدين، وهو من أعظم القادة، وله شهرة أكثر من شهرتك؟ فكيف ترجو منهم أن ينصروك وأنت صغيرُ السن؟ ولسْتَ في مقام الشهيد أخيك؟.
ردَّ عليه عَلَمُ هذه الأمة رد الواثق بما عند الله، والعالم بسننه الإلهية، قائلا: “إنني أثق في الله بأن يُحْيِيَ من دماء الشهيد القائد ومن دماء رفقائه الأبرار أحرارًا آخَرين، يرفعون لواءَ هذه المسيرة، فدماءُ الشهداء هي وقود لإحياء الأمة”، غير أن ذلك المجاهد كان قد وصل إلى حالةٍ خطيرة من الإحباط، لهذا قرر التواري خلف مشهد الجهاد.
ترجل المجاهدُ المحبَط عن قطار الحرية والكرامة برهة من الوقت، ومضى السيِّدُ القائد حفظه الله في مشروعه، فشنَّتِ السلطة الظالمة الحربَ الثانية، ويسَّر الله بمجاهدين، واستُشْهِد فيها العشرات، وكان في ذلك رسالة لذلك المحبط، تقول: من أين أتى هؤلاء المجاهدون والشهداء؟؟
-ثم مضت المسيرة قدماً قدماً، وإذا بها اليوم حديث العالم..
إن لدماء الشهداء أثراً عجيباً وكريماً وعظيماً ،فبقدر القضية التي حملها الشهيد بقدر مايكون للشهادة قيمتها واهميتها..آثارها نتائجها المحمودة..،
ذالك لإن شهداؤنا
لم يكونوا مجرد ضحايا فقط، بل كانوا ايضا رجال مشروع..أصحاب فكر..حاملين لقضية،فهم تحركوا في سبيل الله وفي نصرة الحق وفي دفع البغي والعدوان.
تحركوا في موقف عادل..حملوا لواء الإسلام جسدوا الهوية الإيمانية لهذه الشعب العظيم ونحن اليوم وبفضل دماء الشهداء الزكية أكثر شعورا بحريتنا وعزتنا وكرامتنا من أي وقت مضى،نعيش الصمود الأسطوري ونحقق الإنتصارات العظيمة التي لم تكن تتحقق لولا تضحيات الشهداء وعطاءهم ..
هذا العطاء الذي هو أرقى وأسمى عطاء وهل هناك أعظم ما يجود به الٱنسان وثمرته للأمة العز والنصر والحرية.
فدماء الشهداء هي أمطارٌ غزيرة البركة، وغيوثٌ عظيمة الآثار، يحْيِي اللهُ بها مُوَاتَ الأمة، ويخلُق منها أمما على أيديهم يَهْزِم الله الباطل، ويكسر جبروته، ويقيم دولة الحق، وإنصاف المظلومين
وفي ذكراكم السنوية أيها الشهداء العلماء نقول، بفضل الله كنتم أنتم ولا زلتم من أعطى المستضعفين الأمل المشرق لتشرق شمس العدالة ويتبدد ليل الظالمين وتنهار دعائم الفساد والإجرام.أيها الربانيون والأنصار إن أجسادكم المثخنة بالجراح وكل قطرة دم نزفت من تلك الجراح وكل عضو قدمتموه، هو قربان إلى الله لا ينضب من الله إلينا به عطاؤه وجزاؤه وتمكينه، إنه قربان إلى الله نستمد به عظيم فضل الله الكريم وما عند الله خيرٌ للأبرار كما أن آثار الندب في أجسادكم الطاهرة هي الوسام الذي نفتخر به ونعتز به، ومن خلاله يدرك العالم قدر قضيتنا وقداسة المسيرة.
ويا رجال الله وأنصار دينه المجاهدين، سلامٌ عليكم بما صبرتم وسلام عليكم بما ضحيتم، وسلام عليكم بمواقفكم واستبسالكم، وسلام عليكم بما نزفتم من دمائكم وبما فقدتم من أعضائكم وسلامٌ عليكم يوم جُرِحتم ويوم تشفى جراحكم ويوم تلقون الله رب العالمين.
سلام الله على الشهداء وعلى أسر الشهداء الكرماء الأعزاء وسلام الله على الشهداء الأحياء الذين هم الجرحى…وسلام الله على كل من أعطى واتقى وصدق بالحسنى…
*#الذكرى السنوية للشهيد١٤٤٢هـ#*