الخبر وما وراء الخبر

الحصار.. سلاح الجبناء

29

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 5 نوفمبر 2020مـ -19 ربيع الاول 1442هـ ]

بقلم / محمد الضلعي

ما يعيشُه الشعبُ اليمني من حصار محدق منذ سنوات عدة، يوحى بأن هذا العالم منافقٌ ولا يتصف بشيء من الإنسانية والعدالة، العالم الذي نقع في نطاقة يعبد المصالح، وكُــلٌّ يطمح للهيمنة لصالح اليهود والنصارى، أمريكا التي جعلت من شعوب العالم الثالث خدّاما وظلمة ضعفاء لا يدركون حجم الظلم الذي يقومون به تجاه إخوانهم في مثل مستواهم من البلدان.

ونخصُّ الأعراب الجدد العبيد الذي ينفّذون أقذر خطة للحرب والحصار ضد إخوانهم اليمنيين، فالتاريخ لا ينسى تصرفاتهم غير المسئولة والتي لا تسقط بالتقادم، فبحربهم وقصفهم بالطيران والبوارج للإنسان اليمني -الطفل والشيخ والمرأة- ودمّـروا كُـلّ مقدرات الوطن من بنية تحتية ومصالح حكومية ومصالح خَاصَّة وسكن، وتدمير مدن ومعسكرات، وأطبقوا فوق كُـلّ هذا حصارا بريا وبحريا وجويا، فالبعض يموت جوعاً والبعض يموت وهو ينزف، لا سفر للعلاج ولا لغيره، وتطاولوا بمنع دخول المشتقات النفطية للبلد، ومن لم يمت جوعا مات بالمشفى؛ بسَببِ انعدام الوقود، أيُّ أعراب هؤلاء؟!

وكيف سيكون حسابنا وحساب أجيالنا معَهم؟!

كل يوم أطبقوا فيه الحصار زادنا إصراراً بأننا على الحق ما بقينا وسندافع ونعمل لأجل الكرامة ما حيينا، فليس من بقي أغلى ممن ارتقى شهيداً لأجل الوطن، وَإذَا استمر العدوان بعدم فك الحصار سيعمل كُـلُّ رجال الشعب اليمني الصامد على فك الحصار بالقوة؛ لأَنَّه لا خيار سوى الصمود والعمل باستبسال، فالضر مسَّ الجميع وعلى كُـلّ المستويات؛ بسَببِ الحصار وتعنت الأعداء في أية تفاهمات رغم نداء منظمات العالم والحقوقيين وكل أبناء الشعب اليمني بفتح مطار صنعاء والسماح لسفن المشتقات النفطية بالرسو والتفريغ بميناء الحديدة.

الحصار لغة العاجزين في ميدان الحروب والاستقدار المخزي، فحين تم التنكيلُ بهم في كُـلّ الجبهات رجعوا إلى استخدام أدوات الجبناء ومنع دخول سفن الوقود، أي تعنت وعقول لهؤلاء؟! وللعلم أن من يسقط منا شهيدا؛ بسَببِ عدم السفر أَو بسَببِ منع الوقود للمراكز الصحية والحيوية، فإننا لن ننساهم، ولا تحلموا بذَلك، فستدفعون الثمن باهظا.

اليمنيون اليوم يتجرعون كُـلّ الصعاب؛ بسَببِ الحرب والحصار، والضر مس الجميع دون استثناء من فئات الشعب، وهناك شعوب عربية وإسلامية تشاهد وتلاحظ ما يدور في اليمن، أين أحرار العالم؟! بل أين هي أُخوَّةُ الدين والعِرق أين الأشقاء؟! بل أين المسلمون من كُـلّ بقاع العالم؟!

لماذا لا تتألمون لألم إخوانكم؟! أين النخوة والعروبة؟! عبروا عن غضبكم فنحن الشعب اليمني محاصر محارب من أبناء جلدتنا خدام اليهود والنصارى وذَلك؛ بسَببِ أننا عشقنا الحرية والكرامة المستحقة.

ما يجري من حصار لهذا الشعب يخالف كُـلَّ قوانين ومواثيق الأمم المتحدة التي أقروها ويتنافى مع كُـلّ الأعراف الدولية، وليس له أية صلة بالإنسانية، وما تقوم به دول العدوان من الإصرار على منع دخول المشتقات النفطية جريمة لن تنسى، ونطالب القيادة السياسية والعسكرية بالتفاهم مع أدوات العدوان بالطريقة الأنسب؛ كون الضر أصبح لا يطاق، والعالم المحيط لا يتكلم أَو يدين أَو يحرك ساكناً.