الخبر وما وراء الخبر

التغيير المنشود لليمن يبدأ من هزيمة العدوان …

30

ذمار نيوز || مقالات ||
[2 نوفمبر 2020مـ -16ربيع اول 1442هـ ]

كتبه / لطف لطف قشاشة ..

جاءت ثورة 21 سبتمبر 2014 مكملة ومصححه للثورة الشبابية 2011م التي لم تستطع الصمود كثيرا امام الاستغلال الرخيص للثوار من قبل منظومة الحكم في تلك الفترة المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه وهي منظومة اعتادت على التماهي مع توجيهات السفارات وتدخلاتها تلك التوجيهات التي لم تخرج عن تحقيق مصالح دولها في استنزاف ثروات اليمن وابقائها تحت مظلة المشروع الاستعماري المتمثل في سلخ الامة من مقومات عزتها وكرامتها والانخراط في المشروع الذي رسمته الصهيونية العالميه فحسب ..ِ

نظام ما قبل ثورة 21 سبتمبر كان الثابت في إدارته ووجوده قائم على الفساد المالي والاداري والأخلاقي وهذا الثابت لم يكن يتم الاعتراض عليه من قبل الاسياد في السفارات طالما لن يصل تاثيراته على جوهر وثبات مصالحهم لذلك استمر دعم هذه السفارات في بقاء هذه المنظومة جاثمة على رقاب الشعب اليمني لعقود من الزمن وهذا لا يعني انها لم تكن بمنأى عن منهجية السلطات اليمنية الفاسدة بل ان فساد هذه السلطة كان يخطط له استراتيجيا من قبلها لأهداف عديده تسعى لتحقيقها من خلال تماهي السلطه في الفساد لتتمكن من بسط المزيد من نفوذها وتحكمها في مآلات البلاد يوما بعد يوم حتى صارت في الفترة التي سبقت ثورة 21 سبتمبر هي الآمر الناهي في جميع تفاصيل الاداره للبلاد وهذا لا جدال حوله والدليل العدوان الغاشم الذي شنته الدول المعتديه بعد الثورة التي قطعت ايادي السلطه الفاسدة وحجمت معها الدور الكامل لهذه الدول في التحكم بالبلاد والعباد ..

ثورة 21 سبتمبر هي ثورة تغييريه شاملة التف حولها جماهير الشعب اليمني التي ضاقت من تفشي فساد السلطات المتعاقبة وتأثرت حالتها الاقتصاديه هذا الالتفاف كان من هذه الزاوية في الاغلب ولم يكن للأهداف الاخرى ذلك التأثير على وعي الجماهير لتلتف حول قيادة هذه الثورة وخاصه ان عموم الشعب لم يكن واعيا بخطورة الدور الخارجي على السلطه الفاسدة لان الفساد المباشر كان يتم من قبل السلطات القائمة حينها ..

ثورة 21 سبتمبر في أهدافها المعلنة كانت تعلم حسب ما اعتقده انا بهذه الجزئية ولكنها أيضا كانت تنظر ببعد استراتيجي طويل جدا فجعلت هدف تخفيض الجرعة واحترام مخرجات الحوار اليمني بداية لثورتها وهي تعلم انها في البدايه الحقيقيه للتغيير المتدرج والتصاعدي للوصول الى ما اعتبره اعلا الاهداف من امتلاك القرار السيادي المستقل للبلد في نهاية المطاف وان قدمت في سبيله التضحيات الجسام ..
اليوم وبعد ست سنوات من العدوان لا زال امامنا الكثير من المحطات للوصول الى تغيير معمق في الوعي الجمعي للشعب اليمني في تغيير الذهنية القائمة على ادارة البلاد طبقا للحكم الملتزم والمتناغم مع جوهر وادبيات الثورة المستمدة من المشروع القرآني الذي يعزز الهوية الايمانية لليمنيين التي حافظ عليها لقرون وحاولت سلطات ما بعد انقلاب 26 سبتمبر 1962 م طمسها عبر الارتهان للمشروع الصهيوني في المنطقه ..

اليوم الثورة المباركة وجماههيرها المؤمنة بحتمية التغيير تعيش مرحلة انتقالية صعبه من زاويتين ..

اولا صعوبة التغيير الجمعي في الذهنية العامه للمجتمع التي في الغالب لا زالت تحت تأثير الثقافة المتوارثه بأن الدهر لا يأتي بالاحسن فنجد أن الذهنية الجمعيه المؤمنة بحقيقة حدوث التغيير لا زالت تمثل قلة من الشعب تتوسع يوما بعد يوم بينما الذهنية الغالبة من الشعب تعيش في المنطقة الضبابيه المترقبه والمتوجسه بينما من لا زال مرتهنا للخارج او لقيادات ما يزعمونها شرعيه فهي دون أن تذكر وانما تحركها وتدعم فاعليتها دول العدوان وليست برقم وستنتهي حتما بمجرد هزيمة التحالف واسياده لا محاله ..

ثانيا صعوبة التغيير الفردي واقصد به هنا اولئك الافراد المؤمنين بالثورة ويتحركون في مناصرتها ولكنهم ومن مواقع تحركهم الميداني يعيشون صعوبة الإفلات من الموروث السابق لطرق ووسائل الاداره والتخطيط والانتاج فلا زالت فكرة أن المناصب مغنم لا مغرم على سبيل المثال هي المسيطرة على اعمال الغالبية لذلك لازالت نفسياتهم تراوح مكانها وتنتج هذه المراوحة إخفاقات في الاداره وربما وقع البعض منهم في شرك الفساد وهو يظن انه من ابناء الثورة وحماتها وبالطبع لا يندرج في هذا التوصيف المتسلقون وراكبي الموجه فهؤلاء لازالوا جزءا من أدوات الفساد والعدوان ..

اليوم نحن لا نقيم نجاح او إخفاق التغيير المنشود وانما نوصف حاله الصراع المجتمعي والفردي للامه التواقه للتغيير الحقيقي عبر تحقيق أهداف الثورة فالاعم منها يندرج في الزاوية الايجابية لان الموروث من الفساد العميق لا زال ينخر في جسد الثورة وتجاوزه يتطلب ثبات حساب الاولويات واول هذه الاولويات هو ضرب رأس الافعى وقطع دابر المعتدي الخارجي وان مجابهته من الاهمية التي لو انحرفت البوصلة الى مواجهه التجاوزات في الداخل فستحل كارثة على البلاد نعود بعدها الى الوصايه وهناك تصبح تضحياتنا كأن لم تكن ونحتاج بع

دها لعقود وعقود لنجد فرصة وجود مشروع تحرري مستمد من الهوية الايمانية تقوده قيادة شابه متمكنه لذلك فلا يجب ان نظل نجلد ذواتنا بأننا نمضي نحو المجهول لأننا بالفعل لو استطعنا قطع دابر الهيمنة الخارجيه على قرارنا حينها سنحقق تغييرا ملموسا في الاداره الداخلية للبلاد كون الشواهد التاريخيه والمعاصرة في بلادنا والبلدان المحيطة تثبت أن اي تغيير منشور تقوده قيادة صادقة ويحمل مشروعا متكاملا لن يكتب له النجاح طالما وظل يناضل في المحيط الداخلي ويغفل عن تأثيرات القوى الخارجيه ذات المشاريع المتناقضة مع المشروع المتكامل فما بالك وان هذه القوى الخارجيه هي من كانت صاحبة الرأي الاول والاخير في البلاد ..
والله من وراء القصد