الخبر وما وراء الخبر

الشرقي في حوار خاص لصحيفة اليمن: هناك نقلة نوعية هذا العام في محافظة ذمار، وتم تجهيز عشرة ألف شخص في اللجان التنظيمية والأمنية والإعلامية لمولد الرسول الأعظم.

127

أكد مسؤول عام أنصار الله بمحافظة ذمار الأستاذ المجاهد فاضل محسن الشرقي في حوار خاص لصحيفة “اليمن” الصادرة عن دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة استكمال كافة الترتيبات والتجهيزات لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة ذمار .

وأشار الشرقي إلى أنه تم انجاز كل المهام، وتم تجهيز قوة كبيرة تنظيمية وأمنية يقارب عددها ال(١٠) ألف شخص تعنى بالجانب الأمني والتنظيمي والصحي والثقافي والفني والإعلامي والخدمي والإستقبال في خدمة ضيوف رسول الله، وانجزت مهامها كاملاً، وحاضرة في ميدان العمل على كل المستويات، وفي هذا العام هناك نقلة في العمل حيث تحتضن محافظة ذمار ساحتين للإحتفال الأولى للرجال، والثانية للنساء.

وإليكم نص الحوار:

حاوره/ فهد عبدالعزيز

– في البداية تحتفل بلادنا بذكرى المولد النبوي الشريف في حين تحتفل بعض الأنظمة بالتطبيع وإعلان العلاقات مع الكيان الصهيوني .. كيف تنظرون إلى أهمية احياء هذه المناسبة .

بداية حمداً لله وصلاةً وسلامً على رسول الله نبي الرحمة وآله الهداة.

نعتز ونفتخر بنبينا الأكرم، ونحبه ونتولاه، ونعتبره أكبر نعمة منّ الله بها علينا، لهذا نحن نحتفل بذكرى مولده الشريف من هذا الباب، أضف أنّ مولده يمثل علامة فارقة في حياة البشرية أحدثت تحولاً كبيراً نحو التغيير والإصلاح، والثورة الشاملة على الظلم والفساد والإجرام والطغاة والمستكبرين، وكل ما يرد- في هذا المجال- من مفردات على كل المستويات السياسية والثقافية والإجتماعية والأمنية….الخ، فالنبي محمد – صلوات الله عليه وآله – هو قائد ومعلم كبير، وهو السياسي المؤثر، والإداري الناجح، والاجتماعي الفاعل، والأمني والعسكري المحنك، إنه قائد بكل ما تعنيه الكلمة، له تأثيره الفاعل وحضوره الكبير في هذه الحياة تاريخاً وزمناً، وحاضراً ومستقبلاً، وله جماهيره الغفيرة وأنصاره وأتباعه في كل زمان ومكان، وله الحضور المتجدد في حياة الأمة المحمدية التي تعاقبت منذ ولادته وإلى اليوم، بفضل ما وهبه الله وتجمّع فيه من صفات النبل ومكارم الأخلاق، أضف إلى ذلك أنه نبي الإنسانية الخاتم، والرحمة المهداة، والنور المبين، والقدوة والأسوة الحسنة، وشخصية بهذا النفوذ والحضور والتأثير فريدة ونوعية تستحق المهابة والتعظيم والتبجيل والإجلال والإكبار، والتوقف عند ذكرى مولده الشريف بعمق وفكر ونظر ثاقب لاستلهام التجارب والعبر، وقراءة سنن الله في الحياة ومسيرة البشر، وتأثير الماضي في الحاضر، والربط بينهما-شيء مهم جداً، ومحطة مهمة لدراسة وتحليل هذه الشخصية العظيمة وما جاءت به -من جهة- و دراسة وتحليل الأوضاع والظروف العامة قبل وبعد البعثة، وما بعد بعد البعثة، وإلى اليوم من جهة أخرى، مع المقارنة الموضوعية التي بلا شك ستخرج منها الأمة بتجارب مفيدة في تغيير هذا الواقع، ومعالجة مشاكلها، وحلحلة كل قضاياها.

وأنا أقصد أنه يجب أن تكون المناسبة كبيرة جداً، ولها هذا الوقع في نفوسنا، وتتربى عليها مجتمعاتنا لتكون هي المناسبة العالمية -في القادم بإذن الله- التي ينظوي ويجتمع تحت لواءها كل البشرية، ولكن يجب أن نتعاطى معها من هذه الناحية -أيضاً- فيما هو أبعد وأشمل وأوسع، ومع كل مظاهر الإحتفاء -المهم طبعاً- والفرح الكبير بها يجب أن نسعى لأن تكون مناسبة للتوجه العلمي والحضاري القائم على الدراسة والتحليل، وأن توجه المناسبة في تعميق هذا التوجه والإتجاه، وتحتشد العقول المفكرة والمثقفة والسياسية والعلمية لتجعل منها فرصة للتوقف عند هذه الشخصية العظيمة وتأملها ودراستها والإستفادة الشاملة منها تحت سقف هذه العناوين – لأن هذا هو معنى التولي والإتباع والطاعة- وإلى آخر ما هناك من كلام في هذا الموضوع فأينما ذهبت واتجهت ستجد الفائدة وتقطف الثمرة، والإحتفاء بها أكبر رد على الإساءات المتكررة للرسول صلوات الله عليه وآله.

أما المطبعون فهم بعيدون كل البعد عن رسول الله، وقبل أن نقول أن ذلك خيانة وغدر بالقدس وفلسطين هو يمثل خيانة لله ورسوله وكتابه أولاً، وخيانة لشعوبهم – ثانياً- الرافضة لخطوات التطبيع، فهو تطبيع يمثل الأنظمة المطبعة والحكام المطبعين فقط ولا يمثل حتى الموظفين معهم إلا من كان راضياً، أما الشعوب فهي رافضة رفضاً قاطعاً، ولا يمثلها هؤلاء الحكام ولا يعبرون عنها، وهو لا يجرّ أي منفعة للمطبعين أنفسهم، بل كما قال (نتنياهو) قبل أيام: “يجرّ الفائدة والمنفعة لإسرائيل على مستوى الأمن والقلب والجيب”، وهذا استخفاف واحتقار واضح للمطبعين وسيلقون المزيد، ومع ما يحمله التطبيع مع اليهود من أخطار على المستوى الأمني والإقتصادي والسياسي والإجتماعي والتربوي فهو مفيد من ناحية أنه كشف الأقنعة وأماط اللثام الذي كان يوفر حماية كبرى لليهود، ويؤثر على حركة الشعوب، ويغرر عليها ويضللها، وانتقال التطبيع من السر للعلن يفيدنا جداً في حركتنا في سبيل الله، ويمنحنا فرصة أكبر للعمل والتحرك وبناء وتعزيز القدرات، ويجعل للقرآن الكريم قبولاً ومصداقية أكبر وتأثيراً أعظم، وأعتقد أن الكل سيطبع في النهاية إلاّ من عصم الله، والمسألة كانت مسألة وقت فقط وعندما حان وقت التطبيع وقرر راسموا السياسة الأمريكية والصهيونية ذلك فعلوا، لأن من يتولى أمريكا – قطعاً – يتولى اسرائيل، وأمريكا تريد من خلال التطبيع تنصيب اسرائيل ملكاً وحاكماً فعلياً على المنطقة، وخلق اصطفاف محوري تقوده اسرائيل في مواجهة إيران وحزب الله وأنصارالله وكل محور المقاومة، يعني لم يعد هناك وسط الآن وإنما معسكرين فقط (الكفر والإسلام)، كما أنه ينبغي الحذر من السماح لتكريس ثقافة التطبيع أن تمر فهم سيعملون على ذلك، ويجب تكثيف جهود العمل والتحرك الشعبي من قبل النخب على المستويات السياسية والثقافية والإجتماعية والتربوية وغيرها لتحويل التهديد إلى فرصة، ومن يستطيع القيام بعمليات جهادية لتصفية المطبعين سواءً في الإمارات أو البحرين أو السودان فهو عمل عظيم جداً سيفرمل الهرولة نحو التطبيع كما حصل للسادات مثلاً ليبقى التطبيع مع اليهود خطاً أحمراً “رضا والا صميل” كما يقولون..

– ما يميز الاحتفاء بهذة المناسبة العظيمة هذا العام مقارنة عن الأعوام السابقة .

كلما مرّ الوقت كان لهذه المناسبة تأثيراً وصدىً أكبر، واكتشفنا أهميتها وايجابيتها، ولهذا يزيد إهتمامنا بها، والإحتضان الشعبي لها، والتفاعل معها، وسيمتد ليشمل العالم إن شاء الله، والإحتفاء الباهر بها يعتبر الخطوة الأولى والمتقدمة سياسياً في ميدان الصراع الذي يشق الطريق بكل قوة نحو عالمية الرسول والرسالة، لأنها مناسبة مرتبطة بشخصية الرسول الأكرم المؤثرة في واقع الحياة والعمل، وهي مناسبة مرتبطة بكل هذه الأحداث والمتغيرات والمعركة مع الأعداء الذين يعتبرون النبي رأس حربتها والمستهدف الرئيسي فيها، وتعتبر الحرب الشاملة موجهة إليه وإلى رسالته في الأساس، والإساءات إليه مستمرة وآخرها تصريحات الرئيس الفرنسي “ماكرون” والرسوم المسيئة، لهذا كلما زاد الضغط والإستهداف كلما التجئنا وتقربنا أكثر من رسول الله وعززنا ارتباطنا به لأنه يمثل الحل في مواجهة هذه الهجمة الشرسة، والتحديات الراهنة، ومع اشتداد هذه الهجمة، وموجة التطبيع المتسارعة نرى أننا أحوج ما نكون للعودة الصادقة للرسول والرسالة، وترسيخ ولائنا الواعي له، وتمسكنا العملي به، وهذا يبرز أهمية إحياء هذه المناسبة العظيمة لأنه إحياء لرسول الله، واستحضاراً لقيادته وسياسته وسيرته في مواجهة الإستكبار، ولأنه يعتبر كهف المستصعفين، وملاذهم الآمن.

والعودة الصادقة إلى الرسول والرسالة تحقق الحصانة، وتوفر الحماية اللازمة لهذه الأمة المستصعفة والمستهدفة التي يتكالب عليها الأعداء بكل ثقلهم، وفي هذا اليوم نحن نستحضر شخصية النبي وعلى امتداد المستقبل في مواجهة كل هذه الصغوط والتحديات، ومسؤليتنا تفرض علينا الإهتمام بهذه المناسبة، وابراز الدور الواسع للرسول والرسالة عالميا.

– حبذا لو تحدثنا عن الترتيبات والتجهيزات التى قمتم بها لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة ذمار .

هناك لجان تحضيرية في المحافظة والمديريات كما هو واقع الحال في كل محافظات الجمهورية- تعمل على قدمٍ وساق، وكل الترتيبات والتحضيرات ناجحة والحمد لله، وتم انجاز كل المهام المنوطة بهذه اللجان التحضيرية والتنظيمية والأمنية، وتم تشكيل فرق ولجان متخصصة من الجانب الرسمي والإشرافي والمجتمعي تعمل على مدار الساعة، كما تم تجهيز قوة كبيرة تنظيمية وأمنية يقارب عددها ال(١٠) ألف شخص تعنى بالجانب الأمني والتنظيمي والصحي والثقافي والفني والإعلامي والخدمي والإستقبال في خدمة ضيوف رسول الله، وانجزت مهامها كاملاً، وحاضرة في ميدان العمل على كل المستويات، وفي هذا السنة هناك نقلة في العمل حيث تحتضن محافظة ذمار ساحتين للإحتفال الأولى للرجال، والثانية للنساء.

– هل تم إنجاز كافة الترتيبات لاستقبال الحشود الجماهيرية التى ستشارك في هذه المناسبة العظيمة .

نعم تم انجازها كاملاً كما ذكرت لك، وهي حاضرة الآن في الميدان.

– ما الذي يجب على الإعلام فعلة حتى تظل السيرة النبوية حاضرة في نفوس أبنائنا .

تقع مسؤلية كبرى على عاتق القطاع الإعلامي في ربط الناس برسول الله، وابراز شخصيته الحقيقة، ودوره الرسالي والقيادي من خلال القرآن الكريم، وسيرته الخالدة، والعمل على تعزيز عوامل الإرتباط والتمسك به لأن قوى الإستكبار والنفاق والعمالة والضلال تسعى لفصلنا عنه تماماً، وتبذل وتسخر ملايين الدولارات في سبيل تحقيق ذلك، كما أن الإعلام معني أكثر من غيره بالدفاع عن رسول الله في مواجهة الحملات العدائية الموجهة ضده، وفهم مخططات الأعداء والتصدي لها وافشالها.

– ما مدى مكانة الرسول لدى اليمنيين ومكانتهم لدى الرسول .

هناك حب وولاء متبادل إن صحة العبارة فرسول الله كان يحب اليمنيين وأشاد بهم،

وامتدحهم، وأثنى عليهم، وشهد لهم بالحكمة والإيمان، وهو القائل: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) والشعب اليمني بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يكن كل الولاء وخالص المودة لرسول الله صلوات الله عليه وآله، واليمنييون وثيقوا الصلة به، وحبه كامن في قلوبهم، ويوم ال١٢ من ربيع الأول هو يوم التعبير عن هذا الحب والولاء المطلق بوعي وبصيرة، وإيمان وحكمة.

– ما الرسالة التى تريد توجيهها من خلال هذه المناسبة الدينية العظيمة .

نتقدم أولاً: بعظيم آيات التهاني والتبريكات للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ولشعبنا وأمتنا، ونؤكد من خلالها على عظيم حبنا وولاءنا المطلق لرسول الله، وطاعتنا واتباعنا له، وثانياً: نتوجه بجزيل الشكر، وعظيم الإمتنان لكل من ساهم ودعم في سبيل إحياء هذه المناسبة مادياً ومعنوياً، وعظيم الشكر والتقدير لكل فرق ولجان العمل المحمدية التي تبذل وقتها وجهدها على كل المستويات، وثالثاً: نتوجه بالدعوة العامة لكل أبناء المحافظة للحضور والإحتشاد الفاعل عصر يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول لتأكيد الولاء والتعظيم والتعظيم لرسول الله، وندعوهم للتقيد بكل تعليمات اللجان الأمنية والتنظيمية وغيرها، والإحتشاد للساحات المخصصة للاحتفال في المحافظة، وهي: (حديقة هران) للرجال، وساحة (الأستاد الرياضي) للنساء، مع تمنياتنا ودعواتنا وامتنانا لهم جميعاً، ونسأل الله أن يتقبل منا ويشرفنا ويكرمنا بمجاورة رسول الله وأن يبعثنا معه وفي زمرته، ولكم جزيل الشكر وعظيم الإمتنان.