آلاف العمال المشردين يفترشون شوارع دبي أسفل ناطحات السحاب
ذمار نيوز || أخبار عربية ودولية ||
[12 اكتوبر 2020مـ -25 صفر 1442هـ ]
وجد عمال الياقات الزرقاء من آسيا وأفريقيا أنفسهم من دون عمل أو أي أموال بسبب قواعد الإغلاق في دبي، التي تشهد ارتفاعا في حالات التشرد، حيث اضطر العمال المهاجرون الذين فقدوا وظائفهم بسبب الكساد الاقتصادي الناتج عن جائحة كورونا إلى النوم في الحدائق تحت ناطحات السحاب، وذلك بعد نفاد أموالهم للعودة إلى ديارهم.
وفي تقرير نشرته صحيفة “تلغراف” (Telegraph) البريطانية، بحسب موقع الجزيرة ، قالت الكاتبة أشلي ستيوارت إنه بالنظر إلى كونهم عاطلين عن العمل، ومع انتهاء صلاحية تأشيراتهم؛ تجمع كثيرون منهم في حدائق منطقة السطوة الفقيرة في دبي، طالبين مساعدتهم على العودة إلى الوطن.
ووفقا لمؤسسة “أكسفورد إيكونوميكس” (Oxford Economics) يهدد الوضع الحالي ما يقارب 900 ألف وظيفة في بلد يقل تعداد سكانه عن 10 ملايين نسمة. وفي الواقع، يتقاضى عمال الياقات الزرقاء المهاجرون من البلدان الفقيرة أجورا منخفضة، ويعملون ساعات طويلة، ويعيشون غالبا في مهاجع ضيقة تشكل بؤرا لفيروس كورونا.
وكثير منهم يدفعون رسوما لوكالات التوظيف في وطنهم، وهي ممارسة شائعة في مجال الوظائف منخفضة الأجر في الخليج (الفارسي) ، مثل العديد من المهاجرين.
وفقد السريلانكي سوسيل كومارا -الذي كان “عامل مكتب” لدى شركة في دبي لمدة 5 أعوام- وظيفته في يوليو/تموز الماضي، ومع انتهاء فترة صلاحية تأشيرة إقامته انضم كومارا إلى آخرين في الحديقة في منطقة السطوة قبل أسبوعين.
بلا عمل أو مأوى
الأمر سيان بالنسبة لمصمم الغرافيك بوذيما إيغالا، الذي سافر إلى دبي ليجد عملا بتأشيرة سياحية مدتها 3 أشهر، وجددها مرتين قبل أن ينفد منه المال، لكنه الآن ينام على مرتبة متسخة في الحديقة مع رجلين آخرين منذ 8 أيام.
في مكان قريب منه، تقول جميلة عبد السلام -وهي تبكي- إنها قابعة في الحديقة منذ نحو أسبوعين، بعد أن فقدت وظيفتها كمعينة منزلية.
وفي حين قدمت الإمارات عفوا عن الغرامات الضخمة المفروضة بسبب تجاوز مدة الإقامة، فلا يزال كثيرون غير قادرين على تحمل تكاليف تذاكر الطيران أو رسوم الخروج، وبما أن السفارات والسلطات استغرقت وقتا طويلا للتعامل مع الوضع، تحمل المتبرعون من القطاع الخاص مسؤولية دفع تكاليف تذاكر الطيران، ونقلت شرطة دبي آخرين إلى معسكرات الإقامة المؤقتة.
المكتب الإعلامي لحكومة دبي لم يرد على الأسئلة المتعلقة بمشكلة التشرد، لكنه أشار إلى أنهم “يقدمون مساعدة مكثفة” للعمال العاطلين عن العمل، وأن شرطة دبي تساعد في توفير أماكن الإيواء في حالات الطوارئ، وتم ترحيل أكثر من 480 ألف هندي و60 ألف باكستاني و40 ألف فلبيني إلى وطنهم منذ بدء تفشي المرض، وذلك وفقا لقنصلياتهم.
ولا توجد تقديرات موثوقة عن عدد العمال المهاجرين العاطلين عن العمل، لكن القنصلية الفلبينية في دبي تقول إن نحو 30 ألف فلبيني فقدوا وظائفهم، لكن الكثير منهم بقوا في الإمارات على أساس “لا عمل ولا أجر” مع أصحاب العمل.
وحسب ما أفاد به القنصل العام لسريلانكا في دبي ناليندا ويجيراثنا، فقد أعيد 9 آلاف شخص إلى أوطانهم، في حين لا يزال نحو 6 آلاف آخرين ينتظرون دورهم، وأدت طاقة الاستيعاب المحدودة في مراكز الحجر الصحي في كولومبو إلى تأخير رحلات العودة إلى الوطن.
وفي أغسطس/آب الماضي، كان أنتوني إيويز من بين 35 نيجيريا ينامون في حديقة السطوة المليئة بالقمامة، بعد أن فشلت الشركة التي يعمل لصالحها في دفع راتبه لمدة 3 أشهر، وقد أجبره ذلك على الانضمام إلى مجموعة من النيجيريين الذين ينامون خارج قنصليتهم، قبل أن تنقلهم الشرطة إلى الحديقة، وقال إنهم عانوا بما فيه الكفاية وهم فقط يريدون العودة إلى أرض الوطن.