الخبر وما وراء الخبر

مجزرة الصالة الكبرى جريمة لن تُنسى

27

ذمار نيوز || مقالات ||
[10 اكتوبر 2020مـ -23 صفر 1442هـ ]

بقلم || رويدا البعداني

ثمة مشاهد دامية تظل منتصبة على أرائك الذاكرة لاتغادرها أبدا، لاتُنسى مهما تعاقبت عليها السنون وطال بها المدى؛ كونها أفزع من أن يسجلها اليراع وتحفها السطور ومن ثم تتناهى وتأفل؛ بل كلما أطلت النظر بأحداثها تُداهمك مشاعر وجلة إزاء مااقترفته تلك الأيادي الوحشية التي طالت يد عدواتها منذُ ستة أعوام وإلى لحظتنا الراهنة بدافع يضمر الحقد والكيد باطنه الاستيلاء والعودة إلى أزمنة الاستعمار وظاهره إعادة الشرعية لدب أصلع خرف لا يفقه في الشرعية والشرع شيئا… لنعد إلى صُلب ذكرانا الأليمة.

ففي اليوم الثامن من شهر أكتوبر لعام *2016م* هبت أعتى العواصف الإجرامية مستهدفة الصالة الكبرى الواقعة في مدينة صنعاء والتي كانت تُقيم مأتم لوفاة والد الركن جلال الرويشان -نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن في حكومة الإنقاذ- حيثُ كانت الصالة تضم حوالي ألفا وخمسمائة مواطن جآؤوا من 22 محافظة يمنية لتأدية واجب العزاء نظرًا لما تقتضيه عاداتنا وتقاليدنا الخالدة.

وعلى هذا الحال استمر التوافد كالعادة ونعى الأهل والأقارب لمصابهم الجلل وماإن دقت عقارب الساعة مشيرة لــ 20: 3 عصرًا إذ بصوت أزيز الطائرات التابعة لقوى التحالف تدلف بصواريخها الغاشمة على قلب المأتم لتحيل الصالة إلى جحيم تتقد ناره بين الحين والأخرى، مخلفا بذلك العديد من الضحايا والجرحى ناهيك عن تسبب الإعاقات والكسور ونشوب الحروق على الجسد الذي ماعاد روحه تتنفس إلا غصبا، إذ بلغ عدد الضحايا إلى مايقارب *140* مواطنا وأُصيب حوالي 610 بجروح راعفة حسب ماأصدرته إحصائيات وزارة الصحة اليمنية آنذاك.

إنها لمجزرة كبرى وجريمة لاتغتفر فقد وصل دوي انفجارها إلى مواطن الموتى، انفجر لهول مشهدها قلب الصخرة وغدت تئن لتشاركنا هذه النكبة العظمى. وأمام فوهة الغرابة وقفت المنظمات اللادولية كالعادة ساكنة، لم يرف لها جفن ولايثيرها المشهد شيئا، ولو أن هناك قطة دهستها سيارة لظلوا ينتحبونها ويذرفون الدموع لسويعات بلا خجل أو تأسف. وهنا على مواطن اليمن الأسير تستخدم أخطر الأسلحة والقنابل المحرمة دوليا، فلا بارود مميت إلا أطلقوه، ولا سلاح جديد إلا جربوه، ويبقى السؤال عين ونص الحوار.

متى سيستيقظ الضمير الأممي، وتعي قوى العمالة أنها إن لم تكف وتصحح مسارها سنتعجل للوصول إلى قعر دارها ونجابهها بحتفها؟

وإن احتفلنا اليوم بشهدائنا ففي الغد سننتشي نصرنا ونأخذ بالثار وذلك بإذن الله قريب وليس ببعيد.. رُفعت الشكوى.