الخبر وما وراء الخبر

صناعة الجوع

19

ذمار نيوز || مقالات ||
[28 اغسطس 2020مـ -9محرم 1442هـ ]

محمد صالح حاتم

في كتاب ( صناعة الجوع) استعرض المؤلفان البريطانيان فرانسيس مولابيه، وجوزيف كولينز، دور السياسات الأمريكية والأوروبية المتعلقة بمنع دول العالم الثالث من أن تنتج ما يكفيها من الغذاء.

وعند قراءة هذا الكتاب تعرف أن الجوع يتم تصنيعه من قبل أمريكا ودول الاستكبار الأوروبية مثل أي صناعة أخرى، بهدف السيطرة والتحكم بدول العالم، واستخدام القوت الضروري كورقة ضغط على الدول الفقيرة من قبل الدول الكبرى.

رغم أن هذه الدول الجائعة والفقيرة والتي صنفتها الدول الكبرى بدول العالم الثالث ،تمتلك مقومات زراعية كبرى تستطيع من خلال استغلالها القضاء على الفقر، وإطعام أبناء شعبها وتوفير الأمن الغذائي لهم.

ولكن خلال العقود الماضية وخاصة ًبعد الحرب العالمية الثانية فقد سعت أمريكا ودول أوربا إلى السيطرة على دول العالم من خلال السيطرة والتحكم بالغذاء عن طريق السياسات التي نشرتها وروجت لها وسائل إعلامها ومن ضمن هذه السياسات:

أولاً: نشر ثقافة أن الزيادة السكانية سبب في زيادة الجوع والفقر وخاصة ًالدول العربية والإسلامية وضرورة تحديد النسل.

ثانياً: تشجيع زراعة المحاصيل النقدية القابلة للتصدير للحصول على العملات الأجنبية في الدول الفقيرة والجائعة على حساب إنتاج الغذاء الضروري.

ثالثا ً:نشر الأوبئة والأمراض التي تصيب المحاصيل الزراعية، بهدف أضعاف الإنتاج الزراعي وضرورة شراء المبيدات الكيماوية التي تنتجها شركاتها.

رابعاً: ميكنة الزراعة بدواعي إنتاجية أكثر وأسرع ، ولكنها في نفس الوقت تقضي على الأيادي العاملة وتزيد من البطالة.

خامساً: الديون، والمعونات الغذائية التي تقدمها هذه الدول، وسياسة البنك الدولي، والقروض للشريحة الميسورة من المزارعين، وإهمال المزارعين الصغار والتركيز على ملاك الأراضي الكبار.

سادسا ً: شركات الغذاء المتعددة الجنسيات، وتغيير الوجبات التقليدية للشعوب الفقيرة وغزو منتجات الشركات الأمريكية والأوربية لهذه الشعوب، بحيث تصبح هذه الدول سوقا ًمفتوحة لمنتجات هذه الشركات.

وغيرها من السياسات التي تتخذها أمريكا ودول الاستكبار العالمي بهدف صناعة الجوع في دول العالم الثالث وبقائها فقيرة، للسيطرة عليها والتحكم بقرارها السياسي.