الخبر وما وراء الخبر

🔻قيفة تتصل بمارب!

34

ذمار نيوز || مقالات ||
[26 اغسطس 2020مـ -7محرم 1442هـ ]

أصبحَ الجيش واللجان لا حديث لهم إلا مارب، خاصةً والوطن يقدم أطهر الدماء، وأعظم الشهداء، في درب تحرير الأرض وصيانة العرض، كالكوكبة الأخيرة من الشهداء العظماء الأبطال: عزي صلاح مطلق دحوة، وروح الله زيد علي مصلح، وأبو عمار القدمي، وربيع قاسم الحشحوش، ملائكة تغرس بدمها أشجار العزة، لنقطف ثمار الكرامة، وتكتب بصمودها تاريخ العصر، لنفرح بخاتمة النصر.

لا أدري لمَ يُبحر قلمي نحو مارب، فيما أخبرته أن الحديث عن قيفة، قيفة التي لم نعطِها حقها، ولا أظن أننا سنوفيها ما تستحق، لكنه من الضروري، أن أخبركم بما تلمسته عيني ، ورأته جوارحي، بكثير من الدهشة، وشيء من تناقض مهام الحواس، إنه أشبه بكابوس يتجاوز المنام إلى الصحو.
وبينما أشاهد حصيلة الغنائم في قيفة، وما تركه الدواعش والقاعدة مما يعجز اللسان عن وصفه، تذكرت مقولة لإينيشاين ” إن الإنسان الذي يعتبر حياته جوفاء من المعنى، فهو ليس سعيد فحسب، ولكنه يكون غير صالح لأن يعيش” هؤلاء البشر هم من هذا النوع، إنهم أغبياء باعوا أنفسهم لأمريكا وبريطانيا بلا ثمن ولا معنى ولا قيمة…

نعود للغنائم، تخيلوا أربعة عشر معسكرًا، جميعها تتسابق لصناعة متفجرات الموت، ومفخخات الدمار، أشكال عجيبة ومريبة، ولا يمكن أن تخطر لشيطان، أسياخ من حديد المسلح نهايتها عبوات ناسفة، كانت ستزرع في البيوت والطرقات، وبمجرد هزها تنفجر، أجهزة راديو مميزة، كانت ستودي بآلاف الأطفال والنساء، رسيفرات محشوة للطامحين بمشاهدة القنوات، ألبسة ناسفة لمقاود السيارات ، مخازن رصاص محشوة بمتفجرات، جُعب مليئة بالمسامير القاتلة، ملفوفات أشكال وألوان توحي لك بأنها تمر مستورد، أحزمة بمقاسات وأحجام متعددة، وكأنها خصصت لأبناء البيضاء، أطفالًا ورجالا ونساء، واستخدامهم بالإكراه في حال اقترب أحرار اليمن، أكياس ملونة مغرية للفتح، لكنه فتح اللاعودة، أسلاك صغيرة، وعلبٌ متعددة، وأشكال تسر نظر الأطفال، وتدفعهم للعبث بها ثم الموت بلا شك ولا ريب..أما عن السلاح والعتاد فلا تتسع الصفحات للسرد والشرح.

كان تقدم الجيش واللجان قويًا وجسورًا وحيدريًا، لا هروب فيه ولا تراجع، ولهذا انهزم الدواعش بعد أن استنفذوا كل قوتهم، وجاءهم الطيران من كل حدب وصوب، واندحرت معسكرات داعش والقاعدة، في هزيمة لم تحدث لهذا السرطان منذ أنشأته أمريكا…
قرأت اليوم خبرًا بأن فلول الهاربين فجروا المركز الصحي بالصومعة، وكأنما ينتقمون من أهل البيضاء الشرفاء، قبل أن تتم الملاحقة السريعة لحثالتهم الهاربة…

ولنعد إلى مارب، ولنقرأ أم الغرائب، في نواح السفير البريطاني ” مايكل آرون” وهو يُظهر صورة للعرادة وهو يتصل به ويتوسله ويرجوه، ويعلق عليها” لقد تحدثت مع سلطان العرادة اليوم، وأطلعني على استمرار الحملة العسكرية للحوثيين، قلت إن المملكة المتحدة تدين بشدة هذه العمليات العسكرية في مارب، ونحمل الحوثيين مسئولية استمرار الحرب” ثم يكتب ثانية ” يجب على الحوثيين أن يوقفوا هجومهم الغير إنساني في مارب الآن…”
بريطانيا وأمريكا قلقة جدًا على سقوط مرتزقتها في البيضاء، وقلقة أكثر على بقية المرتزقة في مارب، وعلى رجال الرجال، أن يرفعوا منسوب القلق، ويتوكلوا على الله الناصر، ولا يلتفتوا للوساطات، ولا للإغراءات والتوسلات التي ينثرها العدو، فإنما هي صيحات غريق، وخِدَع محترف، وما رأيناه من نصرٍ على أرباب الذبح والتفجير والسحل، سيكون بإذن الله أيسر على أرباب البخور والدهون والعسل.

مصباح الهمداني
25/08/2020ا