إن أردنا الخلاصة… الحل في الرصاصة
ذمار نيوز || مقالات ||
[21 اغسطس 2020مـ -2محرم 1442هـ ]
بقلم || احترام المُشرّف
الحق يأخذ عنوة لا بالوعود ولا المزاعم، حقيقة لا بد من الاعتراف بها ما أخذ بالقوة لا يعود إلا بالقوة، ومن استحل الدم لا بد من إراقة دمه، ومن يحتل الأرض فليدفن فيها، ولا حل ولا خروج مما نحن فيه من حرب كونية، وحصار عالمي، وسكوت أممي، إلا بأخذ حقوقنا بسواعد رجالنا الأبطال، وتطهير أرضنا بدماء شهدائنا الأطهار ولا خلاص إلا بالرصاص.
كفانا حديث عن حوار وعن مؤتمرات سلام، وعن منظمات حقوق الإنسان، ومبعوثي الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، وما يسجل من جرائم حرب ضد الانسانية وحقوق الطفل وحقوق المرأة،
وتحريم الأسلحة المحرمة دوليا ووو.. ألخ.
علينا أن نكف عن كل هذا، ما الذي صنعته كل هذه المنظمات والقرارات والاجتماعات من عام (1948م) إلى اليوم؟؟، ما الذي حصل لصالح قضية المسلمين الأولى والمركزية قضية فلسطين؟؟، ما الذي اتخذ في شأن كل المجازر التي ارتكبها بني صهيون في حق فلسطين وأبنائها غير بيانات التنديد والإدانة والاستنكار؟؟!! لاشيئ سوى ما تقوم به حركات المقاومة الفلسطينية من ضربات موجعة لذلك النبت السرطاني.
وكما أتى إلى أراضينا العربية بالقوة فلن يقتلع نبته الشيطاني إلا بالقوة، وهو ما حدث في لبنان العروبة التي استطاعت مقاومته المتسلحة بالله أولا، وبصدق القضية، وتمكنت مما لم تتمكن منه جيوش بأكملها من هزيمة إسرائيل وتطهير أراضيها من دنسهم، وهكذا في بقية الدول التي أعتدى عليها في محاولة لمسح هويتها وإرضاخها، واقتلاع جذورها لم تنتصر الا عندما واجهت عدوها بمثل ما ابتدأها به.
ومن يتصفح التاريخ من بدء الخليقة في كل حقبة، وأزمنة، وديانات في الجاهلية، وفي الإسلام لم يسجل لنا أن حقا أعيد لأصحابه بغير ما ذكرنا، حتى الاسلام أتى ليتمم مكارم الاخلاق، وينشر الخير والفضيلة، وأيضا يأمرنا بالقوة والاستعداد ومواجهة أعدائنا، ومن يعتدي علينا، يقول سبحانه وتعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ).
الإسلام يعرف أن المعتدي لا يعرف إلا لغة السلاح كما هو حالنا مع عدونا في اليمن الذي اعتدى علينا بغير وجه حق سوى الضغينة والبغضاء التي توغلت في صدور حكامه الأذلاء على أرض السعيدة، ومنبع العروبة، ومهد الحكمة والإيمان على من لهم في السماء النجم، وفي البيت الركن، وظنوا بأن نفطهم سيقتلع عرش بلقيس ويهدم قصر غمدان، وخاب ظنهم ووجدوا ما لم يكن لهم في الحسبان.
أيغزون مقبرة الغزاة ويظنون أنهم سيعودون، محال عليهم ظنهم، فاليمن يكرم من أتاه ضيفا، ويدفن من أتاه غازيا، ويذيق من اعتدى عليه كؤوس الموت، ويلبسهم ثياب الندم إن سولت لهم أنفسهم أن يتطاولوا، ويظنوا أنهم لليمن أندادا.
لسنا دعاة قتل ولامدمنوا حروب ولا مصاصي دماء، نحن أهل الإيمان ومنبع الحكمة، وأهل الشيم، والأخلاق، والكرم، وإقالة العثرات، والغض عن الهفوات، وأهل التجاوز والتسامح، نحن أهل السياسة والحوار، وفي المقابل نحن أهل الحرب ورجالها، نحن أباة الضيم، نحن من لا تنحنى جبهانا إلا للواحد القهار، نحن من نعرف القيم حتى في الحروب، فلا نقاتل إلا من أعتدى ولا نأخذ بجرمة امرأة، ولا طفل، نحن من لا نعذب أسير ولاجريح، نحن من أرض إذا استشهد رجالها فإن حجارها، وجبالها، ووديانها، ونساءها، وأطفالها، كلهم وحوش مفترسة في وجه المعتدي، ومع كل ما ذكر فنحن متبعون لأمر الله (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْـمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
السلم وليس الاستسلام، هذا هو منهجنا السماوي الذي لا نحيد ولا نتبع غيره، وهو قائدنا ومرشدنا في التعامل مع عدونا، قال تعالى: (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْـمُؤْمِنِينَ )، عدونا لا يعرف من الأخلاق شيئ لٱ خلق له لتحاوره، ولا مبدأ له حتى في القتال وبعد سنوات من الحرب، هناك حقيقة أنه لٱ حل لنا مع عدونا إلا الذي لايعرف من اللغات إلا لغة الرصاص ولا حل إلا بالرصاص.