الخبر وما وراء الخبر

أعلى مستوى للمياه منذ 35 سنة: الإنهيار يتهدّد سدّ مأرب

18

ذمار نيوز || تقرير – رشيد الحداد ||
[5 اغسطس 2020مـ -15 ذي الحجة1441هـ ]

فاقمت الأمطار الغزيرة التي هطلت، أخيراً، على العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات معاناة الآلاف من الأسر النازحة، وأدّت إلى أضرار بشرية ومادية بالغة، وخصوصاً في محافظة مأرب حيث تتهدّد السيول السدّ التاريخي المُقام هناك بالانهيار.

شرّدت سيول الأمطار الغزيرة، التي هطلت خلال الأيام الماضية على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، المئات من الأسر النازحة، فيما لا تزال تتهدّد الآلاف بالتشرّد في محافظات مأرب وحجة والحديدة. ومع استمرار هطول الأمطار التي تتحوّل إلى فيضانات يومية، تتعالى التحذيرات من وقوع كوارث طبيعية في ظلّ تكرّر الانهيارات الصخرية من المرتفعات الجبلية، وانهيار المنازل المتضرّرة في صنعاء القديمة من جرّاء غارات طيران العدوان على العاصمة طيلة السنوات الماضية.

وأودت السيول بحياة 13 مواطناً، كما جرفت 50 منزلاً في مديريات الزهرة والقناوص واللحية الواقعة في نطاق محافظة الحديدة الأسبوع الماضي، وأجبرت المئات من الأسر على النزوح إلى مناطق آمنة في ريف الحديدة.

كذلك، تسبّبت بأضرار مادية كبيرة في مخيمات النازحين في مديرية عبس في محافظة حجة، وحَوّلت حياة أكثر من 3700 أسرة نازحة في محافظة مأرب إلى جحيم؛ إذ دمرّت منازل المئات من تلك الأسر التي تعيش على ضفاف سدّ مأرب، وفقاً لمصادر في السلطة المحلية الموالية لسلطات صنعاء في المحافظة.

وألحقت الفيضانات الضرر بعشرات القرى المحيطة بالسدّ التاريخي، والتي تسكنها قبائل جهم المأربية، وحاصرت أكثر من 300 أسرة جنوبي مديرية صرواح. وأضافت المصادر نفسها أن السلطات الموالية لحكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، تجاهلت معاناة مئات النازحين من أبناء صرواح في منطقتَي ذنة والروضة القريبتين من سدّ مأرب، والذين غرقت منازلهم بما فيها.

أدّى فيضان مياه السدّ إلى جرف مساكن الأسر المقيمة على ضفّتَيه

الناشط المدني، حسن أحمد الزايدي (المتحدّر من محافظة مأرب)، أكد لـ«الأخبار» أن سدّ مأرب تَحوّل إلى بحيرة تهدّد الملايين من سكّان المحافظة بالموت، موضحاً أن مستويات المياه في السدّ ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ إنشائه قبل 35 سنة، وتجاوزت سعته التخزينية القصوى ببلوغها أكثر من 400 مليون متر مكعّب. وأشار إلى أن السلطات المحلية الموالية لحكومة هادي رفضت طلباً من المهندسين الذين اطّلعوا على حجم المخاطر التي تتهدّد السد بضرورة إجلاء المئات من الأسر التي تعيش على ضفّتَيه وجميع النازحين في منطقة الروضة، مُبرّرةً رفضها بأن المعالجات ستُكلّفها خسائر مادية، ومكتفية بتحميل النازحين مسؤولية البناء بالقرب من المعلم التاريخي.

ويُعدّ سدّ مأرب، الذي أعيد إنشاؤه عام 1986، واحداً من أكبر السدود والحواجز المائية في اليمن، وهو يستقبل سيول الأمطار من عدد من مديريات محافظة صنعاء، بسعة تخزينية تقارب الـ 390 مليون متر مكعّب. وتبلغ مساحة حوض خزان السدّ 10 كيلومترات، فيما يقارب حجم حاجزه 2,8 مليون متر مكعّب بطول 215 متراً في القاعدة وعرض 6 أمتار في القمة وبارتفاع 39 متراً. وبحسب مصادر محلية، فإن الطاقة الاستيعابية للسدّ امتلأت خلال الأيام الماضية، حتى فاضت المياه من الجهة الجنوبية عبر القناة المُخصّصة للتصريف، لتطمر عشرات القرى في منطقتَي جديرجان والفلج، وهو ما دفع الآلاف من الأسر إلى إخلاء منازلها، في وقت لا يزال فيه خطر انفجار السدّ ماثلاً.

الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، والمُموّلة من قِبَل الأمم المتحدة، أفادت، في تقرير صدر الأحد الماضي حصلت «الأخبار» على نسخة منه، بأن الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظات مأرب وأبين والضالع تَسبّبت بأضرار جسيمة في مخيّمات النازحين، وأدّت إلى جرف كلّي أو جزئي لمساكن 2242 شخصاً.

ولفت التقرير إلى ارتفاع منسوب المياه في حوض السدّ في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب، ما تسبّب بأضرار في مخيمات الصوابين والروضة وذنة العيال وأراك.

وأضاف أن 1340 أسرة تَضرّرت من بين 4871 أسرة نازحة في المديرية التي يقيم فيها النازحون في تجمّعات في منطقة حوض السدّ. وتابع أن الأضرار شملت غرق مبان وجرف خيام وإتلافها وتهدّم «عشش» (بيوت الصفيح) 430 أسرة بشكل كلّي و1000 أسرة جزئياً، بالإضافة إلى تلف المواد الإيوائية وغير الغذائية لـ900 أسرة بشكل كلّي و123 أسرة بشكل جزئي، في حين بلغ عدد الأسر المتضرّرة بالمواد الغذائية 1430.

*الأخبار اللبنانية