رفع غريفث على الرماح !
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 20 يوليو 2020مـ -29 ذو القعدة 1441هـ ]
بقلم / عبدالملك سام
أنا إلى اليوم لم أفهم ماذا كان يتوقع السياسيون من غريفث غير هذا ؟! فالجواب ظاهر من عنوانه .. الصماد – رحمه الله – كان يعرف ، والسيد القائد – حفظه الله – كان يعرف ايضا ، ولكن لأسباب كثيرة أضطر الأثنان لمجاراة الفكر السياسي لكي يعطوا هؤلاء فرصة ليثبتوا وجهة نظرهم ! وها نحن في المكان الذي كنا متأكدين أننا سنصل أليه ..
لا ليس أنصار الله من لا يتقنون السياسة ، بل هم عمليين لدرجة مخيفة لأولئك الذين لم يفهموا فكرهم بعد ، وسياستهم – لو صح التعبير – تركن لموروث ديني وتاريخي عميق أستطاع أن يختصر الكثير من التوقعات الخيالية والوقت الثمين ، فكل ما يحدث قد حدث سابقا وإن تغيرت الأساليب ، والتاريخ كما نعرف يعيد نفسه ، وأذا كنت تعتمد في رؤاك وتوجهاتك لدستور عظيم كالقرآن الكريم الذي كشف الكثير من النفسيات ، فأنت تكون متأكدا من نتائج كل خطوة تخطوها 100% .
كما حدث في صفين يحدث اليوم ، فقد أجبر الإمام علي على – عليه السلام – على أن يقبل بالتحكيم الذي أبتدعه عمر بن العاص ، وأجبر أيضا على القبول بأرسال شخص لا يثق فيه ليمثله في مفاوضات وهمية ، فتحول النصر لهزيمة تسببت فيها تلك العقول المتحجرة التي كانت تدعي الفهم والدراية ، وعادوا بعدها ليلوموا الإمام علي على نتائج حماقاتهم ! وغريفث كان واضحا منذ البداية للمواطن البسيط ، ولكن المشكلة أن كل احاطاته السلبية لم تجعل هؤلاء مدعيي السياسة والفطنة يتراجعون أو يشكوا في صوابية موقفهم ، بل واجبروا السيد القائد على مقابلة هذا الأفاق مرات عدة !
ما أغفله هؤلاء السياسيون هو أننا لسنا بحاجة للأمم المتحدة ، بل أن النظام السعودي هو من كان يحتاجها بدليل أنه كان يطير قادما ألينا كلما حمي الوطيس في الجبهات .. كان الموضوع يحتاج للثقة أكثر بالله وبمجاهدينا البواسل ، وكان يمكن أن نوعي شعبنا بخطورة ما يعرضه هذا المبعوث منذ البداية ، خاصة وعروضه لا تقل سخفا عما كان يقوله في جلسات مجلس الأمن الدولي ، وقد رأينا كيف أنزعج الناس من طلبه لحكومتنا بعدم صرف نصف المرتب لموظفي الدولة .
عموما .. نحن لم نتفاجأ من تصريحاته الأخيرة ، وإن كان الهدف مما فعلته حكومتنا سابقا هو اقامة الحجة على الجميع فقد قامت الحجة .. اليوم يجب أن يغلق هذا الباب ، وطالما أن المبعوث الأممي يفترض به أن يكون محايدا ووسيطا نزيها فنحن يحق لنا كطرف مفاوض أن نرفض أستقباله ، بل ونطلب أستبداله ، وإن رفضوا ذلك فلنغلق الباب ، وأنا متأكد أنهم سيبعثون بغيره ويغيرون أسلوبهم كلما ذاقت السعودية المزيد من الذل والويل .. عندها فلنطلب ممثلا سعوديا للعدوان لنتفاوض مباشرة بدل أن يعتقد العالم أننا نفاوض المجتمع الدولي ..
أرجو ارسال نسخة من هذا المقال للقوة الصاروخية اليمنية ، مع التحية .