الخبر وما وراء الخبر

اليمن وفلسطين.. علاقات تضرب بجذورها في عمق التاريخ وتحت مظلّة محور المقاومة

16

ذمار نيوز || أخبار عربية ودولية ||
[13 يوليو 2020مـ -22 ذو القعدة 1441هـ ]

الوقت التحليلي- في 26 مارس 2015، شنّ تحالف العدوان السعودي هجوماً عسكرياً على اليمن وذلك عقب قيام السعودية بتشكيل تحالف ضم 17 دولة عربية وغربية لاستهداف هذا البلد الفقير. وكان أحد الأهداف الرئيسة للسعودية منذ بداية عدوانها العسكري على اليمن، هو منع هذا البلد الفقير من لعب دور مهم في محور المقاومة ولأن هذا الهدف السعودي لم يتحقق بالطبع بعد ما يقرب من خمس سنوات على حربها العبثية على أبناء الشعب اليمني. في الواقع، من خلال الغزو العسكري لليمن، حاول السعوديون جلب حكومة الرئيس اليمني المستقيل “عبد ربه منصور هادي” الموالية للنظام السعودي إلى السلطة وذلك من أجل توسيع دائرة العمق الاستراتيجي السعودي في جنوب شبة الجزيرة العربية.

ومن ناحية أخرى، يعرف المسؤولون السعوديون أن اليمن يعتبر ملاذاً جيداً للإرهابيين التكفيريين بسبب موقعه وطبيعته الجغرافية. وهكذا، وبالإضافة إلى توسيع العمق الاستراتيجي السعودي في اليمن، فقد سعى القادة السعوديون إلى إنشاء ملاذ آمن للإرهابيين في اليمن. وحتى أنه في هذا الصدد، قال “أسامة بن لادن”، الزعيم السابق لجماعة القاعدة الإرهابية، أنه “إذا خسرت الجماعة مواقعها في أفغانستان ذات يوم وقررت الاستقرار في مكان آخر، فستختار اليمن”. والسبب في ذلك هو الظروف الجغرافية الصعبة لليمن والمسافة الكبيرة بين مدن هذا البلد. ومع ذلك، وعلى الرغم من اختلاف الظروف الجغرافية بين اليمن وفلسطين تماماً، فإنّ وصول الطرفين إلى بعضهما البعض صعب للغاية ولا يوجد لدى الطرفين حدّ مشترك بينهما، لكن الروابط بينهما أقوى في إطار محور المقاومة من أي وقت مضى. لذلك يمكن القول إن الدولة التي حاولت السعودية تحويلها إلى ملاذ آمن للإرهابيين التكفيريين، أصبحت في وقتنا الحالي أحد أذرع محور المقاومة في المنطقة أو حتى في العالم.

لذلك، فمن الواضح جداً أن الروابط بين اليمن وفلسطين اليوم هي روابط متينة، بنحوِ تجاوزت كل الحدود الجغرافية. لذلك، في الوقت الحاضر، يمكن ذكر اليمن كواحدة من أقوى الأطراف في محور المقاومة. ويمكن إرجاع ذلك إلى مواقف اليمنيين الوفية والدعمة لمحور المقاومة وخاصة القضية الفلسطينية. وفي هذا الصدد، ذكرت العديد من التقارير الاخبارية، أن زعيم حركة “أنصار الله” اليمنية اتخذ مراراً وتكراراً وفي مناسبات مختلفة مواقف حازمة وقوية لدعم الفلسطينيين، على عكس القادة الأغنياء في الدول العربية الأخرى وشدد على ضرورة تحرير القدس المحتلة، مؤكدا أن الكيان الصهيوني هو العدو الأكبر والأخطر ليس على الفلسطينيين فحسب، بل على الأمة الإسلامية كلها.

وبسبب هذه المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية، كتب “اسماعيل هنية”، الرئيس الحالي للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، رسالة إلى المكتب السياسي الأعلى في اليمن. ولقد أشاد بمواقف أبناء الشعب اليمني المؤيدين للقضية الفلسطينية. وكتب “هنية” في الرسالة “نعرب عن تقديرنا لمواقف القادة اليمنيين والشعب اليمني المؤيد للقضية الفلسطينية.” ومن جانبهم، قال قادة حركة “أنصار الله” رداً على رسالة حماس: “نؤكد موقفنا الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الرئيسة للأمة الإسلامية ونعرب أيضاً عن دعمنا الكامل للمقاومة الفلسطينية وخياراتها العادلة ضد المحتلين”. كما دعا قادة حركة “أنصار الله” اليمنية إلى اتخاذ إجراءات جادة وفعالة لدعم القضية الفلسطينية.

وأكد المكتب السياسي لـ”أنصار الله” في اجتماعه الأخير الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة ودعمه الثابت للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال وتبني خياراتها العادلة والمشرفة ضد الكيان الصهيوني الغاصب وأن هذا الموقف يمثل دينا وعقيدة لا يمكن نسيانه والتخلي عنه. وأشار المكتب السياسي لـ”أنصارالله” إلى دور الشعب اليمني البارز والمتقدم في نصرة شعب فلسطين ومقدسات الأمة والى اهتمام القيادة بالقضية الفلسطينية .وقد أوصى الإجتماع بالتحرك الجاد والفاعل لكل المكونات والهيئات الرسمية والحزبية والشعبية بالاضطلاع بدور فاعل ومؤثر لنصرة القضية الفلسطينية على المستوى الرسمي والشعبي محليا وإقليميا واعتبار التجاهل عن ذلك جريمة مشتركة مع الكيان الصهيوني وتواطؤ واضح يخدم المشروع الصهيوامريكي.