عتمة… روافد الخير والعطاء
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 5 يوليو 2020مـ -14 ذو القعدة 1441هـ ]
بقلم || عبدالملك المساوى
تقع مديرية عتمة إلى الجنوب الغربي من محافظة ذمار، وتعتبر هذه المديرية المترامية الأطراف بين محافظة إب جنوبا ومحافظة ريمة شمالا، من أكبر المديريات في محافظة ذمار، ويبلغ تعداد سكانها ما يقارب تعداد سكان محافظة مأرب مجتمعة تقريبا وتعد من المديريات ذات المنسوب العالي من الأمطار الموسمية.
وهي منطقة زراعية بامتياز، حيث يتم فيها زراعة الحبوب بأنواعها وكذلك البن وبعض الخضروات والفواكة، وفيها الكثير من الوديان الخصبة التي تتدفق اليها السيول من قمم الجبال والشعاب بمنسوب عالي من مياه الأمطار التي تستمر لعدة شهور من العام، ويستمر جريانها في أنحاء شتى من المديرية، ويلزم الإستفادة القصوى من هذه المياه، للتوسع في الزراعة؛ وتغطية السوق بما يلبي حاجة المستهلك من المنتجات الزراعية، حيث يتم تغطية حاجة الكثير من الأسواق المحلية من هذه المنتحجات ذات الجودة العالية وبكميات وفيرة تصل إلى الأسواق في عدة محافظات داخل البلاد.
ومديرية عتمة إضافة إلى كونها منطقة زراعية هامة، فهي أيضا منطقة سياحية من الطراز الرفيع، فقد أودع فيها الله الخالق المبدع جمالا بديعا أخاذا وسحرا خلابا، ونظارة قلما نجد مناضر مماثله لها في مناطق أخرى، فتبارك الله الخالق العليم، الذي أبدع كل شيئ خلقا.
أيضا فيها تربى أنواع كثيرة من الثروة الحيوانية، والدواجن، كما أن هناك الكثير من الصناعات المحلية التي تستخدم محليا منها الصناعات الجلدية والصناعات المتعلقة بالأغراض والأدوات المنزلية كالفخار، وبعض الصناعات التقليدية الأخرى التي وللأسف لم تعد تشكل زخما فيما يعرض في الأسواق من هذه المنتجات كما كانت في السابق، وتشجيع هذه الصناعات المحلية المفيدة جدا.
أيضا الصناعات الحرفية بشكل عام سيكون له مردود جيد على اقتصاد البلاد، وتوفير عملات صعبة، والاستغناء عن كثير من المنتجات المستوردة من الخارج لهذه الأغراض كما أسلفنا في السياق .
والحقيقة أنه في الأيام القليلة الماضية، زارت قناة المسيرة مديرية عتمة، وبثت في نشرات الاخباراليوم، وفي برامج خاصة، تقارير إعلامية مصورة ولقاءات مع بعض أبناء المنطقة رائعة، عن هذه المديرية المتميزة، عكست مدى الأهمية الزراعية والسياحية وغير ذلك من المعلومات المهمة والمفيدة، كبعض مما تتميز به مديرية عتمة، ومن ذلك أن عتمة الزراعية ذات الأمطار الغزيرة تعد كسلة للغذاء، قابلة للتطور أكثر، وكمنطقة سياحية رائعة، وكمجتمع متعاون ومتكافل محافظ على قيم الخير المتأصلة لدى الانسان اليمني الأصيل بفطرته ونقاء ذاته وقيمه ومبادئه، وعاداته وتقاليدة المعتز بانتمائه لإسلامه وأمته، المحافظ على هويته الإيمانية، هوية بلد الايمان والحكمة الجامعة لهذا الشعب العظيم.
وتظل مديرية عتمة لؤلؤة اليمن المصونة ودرتها المكنونة، كرافد حقيقي من روافد الصمود اليماني، والعطاء الذي ليس له حدود، بوركت مديرية عتمة وهي في السياق الخاص، كما هي في السياق العام للآية “بلدة طيبة ورب غفور”.